ارتفعت حصيلة ضحايا كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب السواحل الشرقية لليابان في الحادي عشر من مارس/ آذار الجاري، وتسبب في حدوث أمواج "تسونامي" عاتية، إلى أكثر من 7600 قتيل، فيما تواصل فرق الإنقاذ البحث عن نحو 12 ألف آخرين، ما زالوا في عداد المفقودين. ووفق آخر تقديرات رسمية للضحايا، أعلنتها وكالة الشرطة الوطنية اليابانية مساء السبت، فقد ارتفع عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم نتيجة أسوأ كارثة تشهدها اليابان منذ الحرب العالمية الثانية، إلى 7653 قتيلاً، بالإضافة إلى 11 ألف و746 شخصاً في عداد المفقودين، فيما بلغ عدد المصابين 2583 جرحى. ومازالت الحكومة اليابانية تسابق الزمن لتفادي "كارثة نووية"، حيث تواصل قوات الدفاع الذاتي عمليات رش المياه على المفاعل النووي رقم 3، في المحطة النووية "فوكوشيما رقم 1"، المتضررة بفعل بالزلزال، في محاولة لتخفيض درجة حرارته المرتفعة، مما ينذر باحتمال انصهار قضبان الوقود النووي. ونقلت الإذاعة اليابانية NHK عن كبير المتحدثين باسم الحكومة اليابانية قوله إنه تم "رصد إشعاعات فوق المستوى المسموح به بموجب قانون الغذاء الصحي، في حليب غير معالج بمحافظة فوكوشيما، وسبانخ بمحافظة إيباراكي"، إلا أن مسؤول ياباني قلل من التأثيرات المحتملة للأغذية الملوثة بالإشعاع. وفيما رجح وزير شؤون مجلس الوزراء، يوكيو إيدانو، وجود صلة بين الأغذية الملوثة وحادث محطة الطاقة النووية في "فوكوشيما"، فقد أكد أن الحكومة المركزية "ستقوم بإجراء المزيد من فحوص السلامة، وستدرس بسرعة ما إذا كان من الضروري فرض إجراءات للحد من الاستهلاك أو شحن المواد الغذائية." وقال إيدانو إن "مستويات الإشعاعات التي رُصدت في الحليب غير المعالج، والسبانخ منخفضة"، وتابع أن "مستوى الإشعاع الذي رُصد في الحليب عند استهلاكه لمدة عام، يعادل كمية الإشعاع التي يتعرض لها الجسم من صورة مقطعية واحدة، أما الإشعاعات الموجودة في السبانخ، فتعادل خُمس ما يتعرض له الجسم من صورة مقطعية واحدة عند استهلاكها لمدة عام." وحول تطورات الوضع في المحطة النووية، فقد أكد وزير الدفاع الياباني، توشيمي كيتازاوا، في تصريحات للصحفيين السبت، أن درجات حرارة السطح في المفاعلات الأربعة المتضررة بمحطة الطاقة النووية فوكوشيما رقم واحد، أقل من مائة درجة مئوية. وكان مسؤول في شركة طوكيو للطاقة الكهربائية، قد ذكر في وقت سابق الجمعة، أنه تم رصد مستويات عالية من الإشعاع تصل إلى 20 مليسيفيرت في الساعة، وهو أعلى مستوى يتم رصده حتى اللحظة في محطة فوكوشيما للطاقة النووية، منذ حدوث الزلزال الأسبوع الماضي. وتخشى السلطات اليابانية، مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة في أحواض الوقود المستنفد في المفاعلين رقم 3 ورقم 4، من تسرب كميات هائلة من الإشعاعات، وهو ما يثير حالة من القلق في كثير من الدول الواقعة على جانبي المحيط الهادئ.