إذا الدهر فرّق ما بيننا فما ذاك إلاّ بحكم القدر فإن عشت فلتحيا ذكراك عندي وإن مت فلتسألي ما الخبر لقد نال حبك مني الفؤاد وفي القلب أضحى له مستقر وأسكنته في رياض الحنايا فقولي بربك أين المفر وحين تهادى النسيم العليل رأيتك بدراً بليلٍ أغر وقد كنت كل أماني الصبا وحلم الطفولة منذ الصغر وكنت أراك فتشتاق نفسي للقياك حتى أطيل النظر خيالك كان أنيسي الوحيد يزيل همومي فأنسى الكدر وعيناك كانت لقلبي ضياء وإن غبت عني يغيب القمر وأية ذكرى كذكرى هواك يطول انتظاري وأهوى السهر وكم قد لبثت أعد الليالي وأشدو بطيفك حتى السحر وإن كنت ترضين هجري وظلمي فرقي لحالي فإني بشر فأيام بعدنا قد أصبحت تعانق شوقاً ليالي السفر وإن فرّق الدهر ما بيننا فما ذاك إلاّ بحكم القدر