تحتفل الكثير من بلدان العالم في السابع والعشرين من مارس من كل عام باليوم العالمي للمسرح الذي تم اعلانه خلال المؤتمر التاسع للهيئة العالمية للمسرح الذي عقد في هلسنكي عام 1961م وبعدها أصبح العالم كله يحتفل بهذا اليوم من اجل تحقيق الأهداف العامة للهيئة العامة للمسرح العالمي ويعتبر المسرح هو أساس الفنون وأولها منذ أيام الإغريق والرومان ويحظى منذ مئات السنين باهتمام الكثير من الدول نظرا” للدور الكبير الذي يقدمه هذا الفن في خدمة المجتمع وتثقيفه إضافة كونه يعتبر كوسيلة من وسائل التطوير ومعالجة قضايا المجتمعات خصوصا” عندما يتناول القضايا والمشاكل ويقدمها بصورة كوميدية هادفة.. وبمناسبة اليوم العالمي للمسرح فنون الجمهورية استطلعت أراء العديد من المهتمين حول المسرح ولماذا لم يشهد أي اهتمام في بلادنا . ( أعطني مسرحا”أعطيك شعباً مثقفاً) بهذه الجملة الشهيرة بدأ حديثه الأستاذ الدكتور حمدي البنا رئيس الدائرة الإعلامية وعضو هيئة التدريس بكلية الفنون الجميلة بجامعة الحديدة وقال إن المسرح له دور كبير في تثقيف المجتمعات وهو مرآة للشعوب ودليل ثقافتها والدليل على ذلك الشقيقة مصر وغيرها من الدول التي تولي اهتمام كبير بالمسرح مثل السياسة والتعليم والاقتصاد وغيرها ولكن للأسف نحن هنا في اليمن ورغم صدور القرار الجمهوري بإنشاء المؤسسة العامة للمسرح والسينما مطلع مارس لسنة 2008 إلا أن هذه المؤسسة لم تقوم بالدور والمهام المطلوبة منها وهي تفعيل المسرح والسينما في اليمن وإنقاذ واقع المسرح اليمني المتعثر وإيجاد وسائل أو خطط تسهم في النهوض بواقع هذا الفن العريق الذي يحتفل به العالم في السابع والعشرين من مارس من كل عام وان الاحتفال بهذا الفن الذي يعتبر كمصدر دخل للعديد من الدول والأشخاص العاملين فيه لهو اعتراف بالدور الكبير والبارز الذي يلعبه المسرح في النهوض بالمجتمعات ثقافيا” ويسهم في الترويج للبلدان وحضارتها . الدكتور /حسن دجره عضو هيئة التدريس بكلية الفنون الجميلة قسم الإذاعة والتلفزيون يقول يعتبر المسرح من ابرز الفنون التي عرفتها البشرية ويحظى هذا الفن بجمهور كبير جدا” حيث وان المسرح استطاع ومنذ بدأ الظهور أن يكسب قاعدة جماهيريه كبيره بفضل قربه من هموم المجتمع وقضاياهم الاجتماعية والسياسية وغيرها ويضيف لقد ظهر المسرح منذ مئات السنين وأول من بدأ بالمسرح هم الإغريق ولكن لم يكن بالشكل أو بالمستوى الذي نعرفه به الآن وإنما كان عبارة عن إيماءات وحركات للتعبير فقط ثم بعد ذلك حظي باهتمام الكثير من الأشخاص وأصبح يقدم بالطريقة الحالية ويضيف الدكتور حسن أن المسرح يحظى باهتمام كبير في الكثير من الدول لكن من المؤسف جدا” انه وفي بلادنا لم يحظى المسرح باهتمام وإنما فقط هناك اهتمام موسمي رغم وجود عدد هائل من المبدعين في مجال كتابة الدراما المسرحية وفنون المسرح المختلفة، وأنا اعتقد انه لو كان يوجد اهتمام بالمسرح لساعد كثيرا” على تثقيف المجتمع حيث وان المسرح له دور كبير في تثقيف وتنوير المجتمع في شتى المجالات ومن خلاله نستطيع أن نوصل رسالتنا بالشكل المطلوب أفضل من أي وسيله أخرى. الأخ/ عبده احمد الضحوي طالب دراسات عليا بالمعهد العالي للسينما بالقاهرة يقول أن المسرح يعتبر من أرقى الفنون وحظي باهتمام الكثير وبرز من خلاله الكثير من النجوم في مجال التمثيل أو الكتابة المسرحية أمثال الكاتب والممثل المسرحي الكبير شكسبير هذا الذي أدهش الجميع بمسرحياته الجميلة والتي مازال الكثير من المسرحيين يقومون بأداء مسرحياته التي كتبها مثل انطونيو و كليوباترا وتاجر البندقية -حلم ليلة- صيف العاصفة -مكبث هاملت -هنري السادس- يوليوس قيصر ويضيف أن اليمنيون عرفوا المسرح في الربع الأول من القرن الماضي حيث عرضت أول مسرحية «روميو وجوليت» في عدن عام 1926م وهي من المسرح العالمي لشكسبير ويستطرد القول انه وبعد ان قامت الثورات اليمنية بدأ الكثير من الشباب بتأسيس الكثير من الفرق المسرحية ولكن لم ترتقي تلك الفرق بالمسرح اليمني وإنما كانت اللبنة الأولى والنواة الأساسية له وغادر الكثير من أبناء اليمن للخارج لدراسات فنون المسرح ويرى أن المسرح في بلادنا لم يشهد أي اهتمام وان وجد اهتمام لا يذكر رغم وجود هيئة عامه للمسرح والتي لم تقوم بالدور المناط بها والذي من اجله أنشأت كما يرى أن المسرح اليمني بحاجه إلى دعم من القطاع الخاص . وفي السياق ذاته يقول الممثل المسرحي ناصر محمد : ان المسرح في بلادنا اتصف بالموسمية ولا نرى أي عرض مسرحي إلا نادرا” ولا ندري ماهي الأسباب هل هي ماليه أم ماذا فالممثلين المسرحيين في بلادنا كثر وكذا الكتاب والمسارح موجودة ولكن اعتقد أن المسرح ليس في أجندة وحسابات حكومتنا رغم أنها لو كانت اهتمت بالمسرح لكانت ساهمت في تثقيف وتنوير العديد من أفراد المجتمع فالمسرح يقدم الواقع ويطرحه بايجابياته وسلبياته ولذلك هو يحظى بجماهير كبيره وأفراد المجتمع اليمني يحب المسرح كثيرا” ويحضر كل العروض التي تقام أحيانا” لكن لا توجد عروض باستمرار وهذا الأمر مؤسف للغاية ونتمنى أن يصبح مسرح الأربعاء مستمرا” ويمتد إلى بقية المحافظات . ويستطرد القول إن المسرح في بلادنا مازال رضيعا” بسبب الكثير من المعوقات أهمها عدم تفعيل دور الهيئة العامة للمسرح التي تقع عليها المسؤولية الكبرى. في حين يقول الكاتب المسرحي ورئيس فرقة الأمل المسرحية بالحديدة عصام الضحوي : إن المسرح يعتبر من الوسائل الهامة التي استخدمتها الشعوب في الترويج لحضارتها وتنوير مجتمعاتها عبر عرضها لمسرحيات وطنيه واجتماعيه وتربويه تلامس هموم تلك الشعوب بكل مصداقية دون الانحياز لجهة ما فالمسرح لا ينجح إذا وجد من يوجه القائمون عليه بكيفية طرح المواضيع ومعالجتها وأشار عصام في حديثه أن المسرح له العديد من الأنواع منها المسرح الكوميدي والدراما السوداء و المسرح الكوميدي ومسرح العرائس و المسرح التجريبي و- المسرحيات الموسيقية إضافة إلى - المسرح الغنائي الدرامي (الأوبرا) مبينا” إن المسرح في بلادنا لا يواجه مشكله مع جمهوره وانما مشكلته في غياب الدعم المالي الذي هو من اهم اسباب تعثره فاذا وجد الدعم فان المخرجين سوف يقومون بتوفير كافة متطلبات المسرحيه ومن المشاكل التي تواجه المسرح اليمني ايضا” غياب استراتيجية واضحة يتم على ضوئها تحديد الهدف من المسرح ماذا نريد منه؟ هل نريد أن يساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. ومن ثم نعيد النظر في الدعم بحيث يتناسب مع هذا الهدف.