( أب إن ذا اير) فيلم للرائع جورج كلوني .. يحكي عن انسان يعيش حياته بفلسفة معينة وهي تطبيق كل ما يحتاجه بحياته من خلال رحلاته المتعددة بدون اية ارتباطات بدون اي شيئ حتى عائلته .. تتمثل فلسفته في ان حياة الانسان عبارة عن حقيبة للظهر، فكل مافي حياة الانسان هي اشياء تكدسها وراءك... وفي احد المحاضرات التي كان يلقيها كعمل جانبي يتساءل مداعبا كيف تمشي وفي حقيبة ظهرك ثلاجتك واثاث بيتك؟ كيف لك ان تمشي وبالحقيبة عائلتك وأصدقائك وزملائك بالعمل وكل مايحملوه من مشاكل والتزامات؟ ويواصل السؤال كيف لكم ان تحملوا كل هذا وتكونوا قادرين على مواصلة السير؟ يكون له وظيفة كموظف لشركة تختص بصرف الموظفين من أعمالهم وهي وظيفة أيضا تتضمن السفر الدائم وهو كل مايجيده، العيش بدون مشاعر والتمتع بالسفر فهو ملتزم بتطبيق مبدأه في كل زوايا حياته .. يبدأ التطور المفاجئ للقصة ولحياته بانضمام شابة طموحة الى الشركة تطرح فكرة جديدة الا وهي الاستغناء عن الرحلات والسفر والاكتفاء بطرد الموظفين عبر النت كوسيلة لتخفيض نفقات الشركة.. فيحاول جاهدا منعهم من تطبيق هذه الفكرة لأنها باختصار ستأخذ منه متعته الوحيدة .. فيأخذ الفتاة معه في رحلاته ليريها أن العمل يحتاج وجودهم مع الموظفين ففي الاخير هم بشر يحتاجون الى التعامل مع بشر وليس اجهزة .. خلال سفرهم، تبدأ المشاعر بايجاد طريقها اليه، اذ يقترب زواج اخته فيتذكر ان له عائلة يحتاجهم ويحتاجوه ويتعرف على سيدة مع الوقت يقتنع انه يريد ان يكمل حياته معها اذ يجد فيها النسخة الانثويه منه .. عند هذه المرحلة تبدأ الفوضى لديه حينما يقرر ان يرتبط بهذه السيده فيذهب اليها ويجد انها متزوجة وماكانت تعيشه معه ماهو الا نزوة تخرجها من رتابة البيت. هكذا يصدم لأنه حين قرر اخيرا فتح قلبه لأنسان، يجرحه .. وتستمر متاعبه لأنه يتذكر دفء العائلة وحاجته لهم في حين انه هو من نفى نفسه بعيدا عنهم لدرجة لم يصبح له مكان بينهم .. فنجده في الاخير امام جمهوره في محاضرة كان يتطلع لالقائها، واقفاً صامتاً والحقيبة بجانبه يعتذر ويذهب فقد وصل لمرحلة لم يعد يؤمن بما يقوله وعرف ان كل ماكان يطلب من الناس الا يفعلوه والا يضعوه في الحقيبة هو شي أصبح جزءاً منه ويحتاجه ليكتمل وتكتمل حياته .. وفي النهاية يجد نفسه في الحيرة التي لابد ان تمر بنا يوماً من الايام الا وهي ان الحياة خياراين ولكل خيار مايريحنا فيه ومايتعبنا فهناك العائلة والناس ومشاكلهم لكنهم سند ودفء ومشاعر جميلة تضيئ حياتنا .. وهناك الوحدة الخاليه من كثير من المشاعر لكنها مليئة براحة البال .. الفيلم يكشف لنا مميزات وعيوب كل اختيار كتصوير قصير يوضح لنا الحياة بكلا الخيارين .. فنقف في آخر الفيلم لحظات مع انفسنا نتساءل ماذا نريد ؟ وماذا سيكون خيارنا ؟ والى ماذا نحتاج لتكتمل الحياة بأعيننا .. أكثر ما أعجبني في الفيلم أن فكرته لامست حياتي الشخصية لكن بشكل معكوس فاينما ابتدأ جورج كلوني أنا انتهيت وكيفما ابتدأ كان خياري .