يمثل اتخاذ القرار مفترق طرق في حياة أي فرد .. فجميعنا يتخذ قرارات يشاركه الآخرون في اختيارها .. لكن يبقى الأثر والنتيجة مقتصرة على متخذ القرار... اتخاذ القرار ذلك الشيء الذي يحتاج الى صناعة والتزام ليصبح فناً يمكن اتقانه، بل إن اتخاذ القرار يعتبر طريقاً ممهداً للوصول الى قمم النجاح الذي يرتبط ارتباطاً جذرياً بالقرارات التي نتخذها في حياتنا. غير أن هناك عوائق تقف بالمرصاد وتحول دون تحقيق النجاح مهما كانت قراراتنا مصيرية.. حيث يواجه الإنسان في حياته مواقف متعددة تجعله أمام خيارات صعبة تتطلب منه اتخاذ قرارات حازمة ، وربما يتردد في اتخاذ القرار أويترك المقود في يد الظروف كيفما قادته سار ، ووفقا لها تحرك ، تلك الظروف التي تكون دائما حولنا سواءً كانت من المجتمع أو من أهالينا وذوينا المؤثرين في مسارات حياتنا .ومن الطبيعي ان يواجه أي شخص يسعى للوصول إلى أهدافه معوقات واحباطات ، لكن الإرادة القوية هي التي تجعل الإنسان يتجاوز تلك العقبات.. وحول موضوع اتخاذ القرارات كان لنا هذا الاستطلاع مع صناع القرار من الشباب المرحلة المصيرية للمرء ... زفيما يلي حصيلة الاستطلاع... القرار هو للأهل يوسف الحسني - الطالب في قسم الصيدلة - ظل يعاني كثيرا لإتخاذة قرار الدراسة الجامعية وقد أتخذ قراره كأي شاب شغوف بالعلم والتعلم إلا أن هناك العائق الأكبر وهو حسب قوله أن أهله قرروا ألا يكمل الدراسة الجامعية واتخذوا قراراً صارما في ذلك ولكنه لم يستسلم ، ورغم إضاعته لأربع سنين هباء لكن تعلم منها الكثير في عالم الحياة. تحمل نتائج القرار داليا داود العريقي - وهي حاليا تدرس في المستوى الثاني برمجة حاسوب - قالت: ما أجمل المرء أن يتخذ قراره بنفسه وأن يسعى للاستشارة من قبل الأهل أو المتخصصين ، مؤكدةً أنها هي بنفسها تسعى لذلك برغم أنها لم تستشر من قبل أحد في قرار اتخذته ، وتقول بأنها قررت أن تتخصص في مجال الحاسوب بناءً على رغبة منها وهذا الذي جعلها ترفض قرار أسرتها بالدخول في تخصص المحاسبة كما أراد أهلها. قرار وفق منهجية في أتخاذ القرار لابد أن يكون هناك رؤئ واضحة ومنهجية مطروحة لتمكن الشاب من اختيار القرار المناسب ولامانع من الإستشارات من الأهل أو لمرجعية موثوقة للشاب ذاته..هذا ما قاله الشاب طه الشلفي الطالب في الصف الثاني ثانوي ، مضيفاً : إن والده كان يتدخل بالقرارات الضرورية بشأنه ، غير إنه أكد إن تدخل والده كان يأتي بتائج إيجابية . لا لثقافة الإحباط المرشد والمدرب الأسري فؤاد الأهدل يرى أن: اتخاذ القرار شيء هام في حياة الفرد ويخضع لعوامل عديدة تأتي في قائمة هذه العوامل العاطفة التي قد تطغى على العقل ، ولكن بالعلم والإدراك على الشخص أن يختار القرار المناسب ، وأشار الأهدل إلى إن عامل التنشئة من قبل الأسرة له أهميته في اختيار القرار ، فالأسرة الديمقراطية تساعد على خلق شاب قادر على اختيار القرار المناسب والمفيد متسلحًا بالإستشارة من أصحاب الخبرة والتجارب .وهنا على الشاب ألا يستسلم لثقافة الإحباط من قبل المحيط الذي حوله لإتخاذ قرارات مغايرة لا تناسب ميوله وقناعاته ذاتية. دور الأصدقاء المدرب خالد الشميري والخبير في الشأن الشبابي قال: إن عاملي الثقافة السائدة والأصدقاء لهما دور كبير في تحديد واتخاذ الشاب لقراراته، قد تكون الأسرة مؤثرة ولها دور أيضاً ، غير أن دور الأصدقاء – برأيي – يغلب على دور الأسرة. المسئولية الفردية الدكتورة ألفت الدبعي - أستاذ علم الإجتماع بكلية الآدب بجامعة تعز - قالت: إن المسئولية الفردية في حقيقة الأمر مفقودة في اليمن فالمجتمع أبوي في اليمن وفي البلاد العربية بأكملها لأن العائلة لها سلطة وسطوة كبيرة على الشباب. وكنصيحة للشباب أن يتعلم إتخاذ القرار بنفسه وأن يكون حريصاً على مستقبله ، ولابد له من مرجعية للاستشارة ويتحمل نتائج اتخاذه لقرارته خاصة في القضايا الحساسة مثل التعليم والزواج وأن يبتعد عن الإتكال الذي يولد نتائج سلبية للفرد. كما على الآباء أن يعلموا أبناءهم برقابة وإشراف على آليات إتخاذ القرار لكي يتولد لديهم معنى تحمل المسئولية .ليكون ذلك الشاب قادراً على تحديد مساره المستقبلي وفق روىء واضحة.