الصداقة هي كلمة تجمع في أطيافها معاني أشياء كثيرة .. الصداقة هي أرض خضراء وأشجار مثمرة بعطاء صاحبها ..الصداقة رباط تعاهد عليه أشخاص مدى الحياة بالوفاء والحب ، وعلى أن يصون كل طرف ذلك العهد ، فالصداقة هي أساس بناء الحياة ، وكل إنسان منا يحتاج إلى الصديق الوفي والمخلص الذي يقف معه في الأزمات. فالصديق الوفي هو من يشاطرني همي ويرمي بالعداوة من رماني ، ويناصرني في غيابي، وهذه الصداقة غير صداقة المصالح فهي صداقة وقت ، حيث يفتقد الصديق حين يحتاج إليه صديقه في الشدة والضيق ، ويحضر في أزمنة الرخاء ! متعذرين بالانشغالات التي تتبخر بمجرد انتهاء الضائقة التي يمر بها أحدنا. إن صديقك يعبر عن شخصيتك، فعندما يعرف الناس شخصية صديقك يعرفونك، وعندما يعرفونك يعرفون شخصية صديقك ، والحكمة تقول : صديق المرء شريكه في عقله.. فالإنسان يألف الناس الذين يماثلونه فكرياً ويتقاربون معه في الاخلاق والتصرفات والسلوك، وكما جاء في الحديث الشريف: ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل). فالصداقة هي التقاء نفسي وفكري يربط بين الأشخاص ويوحد العواطف والمشاعر ، وهي أخوة نزيهة لا يشوبها الغش أو المطامع ، والتجربة الاجتماعية والاحصائيات التي تسجلها دوائر الجريمة توضح لنا إن أصدقاء السوء ليسوا أصدقاء بل أعداء.. فكم جنت الصداقات السيئة من كوارث ومآس وسمعة سيئة على الأشخاص الذين كانوا أبرياء ولكنهم تلوثوا بمخالطتهم لأصدقاء السوء ولذلك فاختيار الصديق هو في حقيقته اختيار لنوع شخصيتنا وسمعتنا في المجتمع، وربما لمصيرنا في المستقبل. إن من الخطأ أن نكون علاقات مع أشخاص لا نعرف طبيعتهم وسلوكهم، فقد نخدع في مظاهرهم الشكلية وبأقوالهم المزخرفة أو بهداياهم ومساعداتهم الخداعة المصلحية، ولكن الشخص الذي نتخذه صديقاً وأخاً لنا في الحياة يجب أن نختاره بعناية كبيرة وبعد معرفة شخصيته من خلال علاقات الدراسة أو عن طريق الحي الذي نعيش فيه أو أناساً نتعرف عليهم عن طريق المراسلة، فتكون بيننا علاقات صداقة وروابط وغيرها، وهذا اللون من العلاقات يجب أن نتأكد منه ونتعرف عليه بشكل جيد ، فإن مثل هؤلاء الأشخاص غير واضحين لدينا في بداية العلاقة والتعارف.