عدن.. ارتفاع ساعات انطفاء الكهرباء جراء نفاد الوقود    بمشاركة «كاك بنك» انطلاق الملتقى الأول للموارد البشرية والتدريب في العاصمة عدن    إب .. وفاة أربع طفلات غرقا في حاجز مائي    مراكز ومدارس التشيّع الحوثية.. الخطر الذي يتربص باليمنيين    بدء اعمال مخيّم المشروع الطبي التطوعي لجراحة المفاصل ومضاعفات الكسور بهيئة مستشفى سيئون    التوظيف الاعلامي.. النفط نموذجا!!    المركز الوطني لعلاج الأورام حضرموت الوادي والصحراء يحتفل باليوم العالمي للتمريض ..    المبعوث الأممي يصل إلى عدن    مصرع وإصابة 20 مسلحا حوثيا بكمين مسلح شرقي تعز    وفاة أربع فتيات من أسرة واحدة غرقا في محافظة إب    مقتل "باتيس" في منطقة سيطرة قوات أبوعوجا بوادي حضرموت    تتويج الهلال "التاريخي" يزين حصاد جولة الدوري السعودي    جدول مباريات وترتيب إنتر ميامي في الدوري الأمريكي 2024 والقنوات الناقلة    مصادر سياسية بصنعاء تكشف عن الخيار الوحيد لإجبار الحوثي على الانصياع لإرادة السلام    لهذا السبب الغير معلن قرر الحوثيين ضم " همدان وبني مطر" للعاصمة صنعاء ؟    نادي الخريجين الحوثي يجبر الطلاب على التعهدات والإلتزام بسبعة بنود مجحفة (وثيقة )    لو كان معه رجال!    الحوثيون يسمحون لمصارف موقوفة بصنعاء بالعودة للعمل مجددا    أبناء القبطية ينفذون احتجاج مسلح أمام وزارة الداخلية الحوثية للمطالبة بضبط قتلة احد ابنائهم    مفاجأة وشفافية..!    الدوري الايطالي ... ميلان يتخطى كالياري    "هذا الشعب بلا تربية وبلا أخلاق".. تعميم حوثي صادم يغضب الشيخ "ابوراس" وهكذا كان رده    فوضى عارمة في إب: اشتباكات حوثية تُخلف دماراً وضحايا    عاصفة مدريدية تُطيح بغرناطة وتُظهر علو كعب "الملكي".    الدوري المصري: الاهلي يقلب الطاولة على بلدية المحلة    الحوثيون يطورون أسلوبًا جديدًا للحرب: القمامة بدلاً من الرصاص!    القوات الجنوبية تصد هجوم حوثي في جبهة حريب وسقوط شهيدين(صور)    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بلباو يخطف تعادلًا قاتلًا من اوساسونا    كوابيس أخته الصغيرة كشفت جريمته بالضالع ...رجل يعدم إبنه فوق قبر والدته بعد قيام الأخير بقتلها (صورة)    إطلاق سراح عشرات الصيادين اليمنيين كانوا معتقلين في إريتريا    بعد فوزها على مقاتلة مصرية .. السعودية هتان السيف تدخل تاريخ رياضة الفنون القتالية المختلطة    أطفال غزة يتساءلون: ألا نستحق العيش بسلام؟    الاحتجاجات تتواصل في الحديدة: سائقي النقل الثقيل يواجهون احتكار الحوثيين وفسادهم    شاهد:ناشئ يمني يصبح نجمًا على وسائل التواصل الاجتماعي بفضل صداقته مع عائلة رونالدو    مصر تحمل إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع في غزة وتلوح بإلغاء اتفاقية السلام    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    المبيدات في اليمن.. سموم تفتك بالبشر والكائنات وتدمر البيئة مميز    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    توقعات بارتفاع اسعار البن بنسبة 25٪ في الاسواق العالمية    اليمن يرحب باعتماد الجمعية العامة قرارا يدعم عضوية فلسطين بالأمم المتحدة مميز    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    القيادة المركزية الأمريكية تناقش مع السعودية هجمات الحوثيين على الملاحة الدولية مميز    أمين عام الإصلاح يعزي رئيس مؤسسة الصحوة للصحافة في وفاة والده    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    قوات دفاع شبوة تضبط مُرّوج لمادة الشبو المخدر في إحدى النقاط مدخل مدينة عتق    هل الموت في شهر ذي القعدة من حسن الخاتمة؟.. أسراره وفضله    اكلة يمنية تحقق ربح 18 ألف ريال سعودي في اليوم الواحد    في رثاء الشيخ عبدالمجيد بن عزيز الزنداني    بسمة ربانية تغادرنا    بسبب والده.. محمد عادل إمام يوجه رسالة للسعودية    عندما يغدر الملوك    قارورة البيرة اولاً    ولد عام 1949    بلد لا تشير إليه البواصل مميز    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ضرورة تفتقدها الأسرة اليمنية..؟
صداقة الأخ وأخته..
نشر في أخبار اليوم يوم 26 - 07 - 2011

استطلاع.. أحلام المقالح..تعز فهد البرشاء..أبين
الصداقة ذلك الحصن المنيع الذي يستحيل على المرة دخوله إلا متى ما توفرت فيه شروط اللياقة والأدب والثقة والاحترام والوفاء، وتجرد كلياً من كل صفات النفاق والزيف والتضليل والخداع، والصداقة هي اسم جامع لكل ما يربط بين الناس من أمور خاصة وشخصية يفضل أن لا يعرفها سوء شخص بعينه؛ لأنه هو من استحق ونال شرف الصداقة وثقة الآخر، ولا تقتصر الصداقات على الأشخاص الغرباء الذي لا يوجد بينهم رابط أسري أو عمل أو حتى قبلي، بل تتعدى ذلك لأن تكون بين الأخوة في الأسرة الواحدة، فربما تنشئ صداقة بين الأخ وأخته دون خوف أو جل؛ لأن الصداقة كما أسلفنا لا حدود لها وليس لها أناس محددين، إنما هي لكل من أراد أن يثبت للآخر أنه هو مكمن سره ومستودع ضائقته وهمه، وهو من يجده في لحظات حزنه وأمله فيخفف عنه شيء من ذلك الذي اعتراه وأصابه وفتك به، وما أجمل الصداقة بل وما أروعها حينا تنشأ بين الأخوة وحينما تتقوى روابطها ويشتد عودها ويطول أمدها، والأجمل من كل ذلك حينما من كل ذلك حينما تكون بين الأخ وأخته وهنا مربط الفرس وضالة المؤمن؛ لأن صداقة من هذا النوع من الصداقات لو نشا وترعرعت فرجت هموم وحلت مشكلات ومنعت هفوات وأخطاء قد تكون قاتلة في أحيان كثيرة.
في محيط الأسرة الدافئ تبرز العديد من الأسئلة المفتقدة إلى جواب من بينها:
هل هناك صداقة بين الأخ وأخته؟
وأن وجدت هل يستطيع الأخ أن يكون صديقا لأخته بمعنى الكلمة خاصة عند ارتكاب أي غلط يمكن أن يكون في نظره عظيماً رغم أنه غلط بسيط؟
هل سيتفهم ويقدر ذلك ويشاركها في النصح أو يوبخها..؟
وإن وجد هذا النوع من الصداقات ما مدى نجاحه ؟
وما هو السبب في انعدامها ؟
أما إن كانت موجودة فمن ساعد على وجودها؟
وكيف يمكن للمرء أن يوجد مثل هذه الصداقة الصادقة التي لا تفرق بين آدم وحواء خصوصاً أن كانت حواء الأخت؟
التي يرى البعض استحالة تكوين صداقة معها ربما لأنها فقط أنثى، سنحاول أن نستكشف بعضا من الأسباب التي تحول دون نشوء صداقة بين الأخ وأخته..
هناك من الأهل يقرب المسافة بين الأخ وأخته بالتعليم والترغيب والعدل والمساواة وغرس الحب والاحترام والثقة فيما بينهم، وحثهم على التماسك والترابط والتعاضد؛ لأن كل ذلك سيخلق علاقة أسرية طيبة لا تشوبها شائبة ولا يعكر صفوها شيء، بدل كل هذا يخلقون البغضاء والعدائية والتمييز بسبب الجنس بين الأخوة، وهذا طبعاً سيؤدي في النهاية على عدم تقبل الآخر خصوصاً وأنه لم يألفه منذ الصغر ولم يتعايش معه بل ولم ينسجم معه وتكون النتيجة علاقات أسرية مفككة يستحيل معها نشؤ ذلك التالف والترابط والصداقة التي هي عنوان النجاح والأمان الأسري.
يحدث أن يتقرب الأخ من أخته إذا شعر بحاجته لها في بعض الأمور التي لا يستطيع عملها إلا المرأة، هذا بالإضافة إلى أمور تمنع وجود الصداقة بين الجنسين مثل عدم التشارك في تبادل الأسرار واختلاف الهوايات والميول وحتى الواجبات..
في هذا الاستطلاع سنسلط الضوء أكثر على طبيعة العلاقة بين الأخ والأخت ومدى تمايز اختلاف نوعياتها من أسرة لأسرة ..فإلى ما آل إليه استطلاعنا :
(مستحيل)
تقول سلمى : مستحيل أن تكون هناك صداقة بين الأخ وأخته، لكثير من الأسباب أبسطها أن الأمور التي تتحدث فيه الفتاة وتعجبها لا تعجب الرجل مثل الموضة والماكياج وأمور أخرى نسائية لا تحوز على اهتمام الرجال، فكيف نكون أصدقاء ونحن نختلف وتكويننا وعالم كل واحد فينا يختلف عن عالم الأخر؟
ومكان تجمع الرجال يختلف عن مكان تجمع البنات وهذا أمر معروف..
(في الماضي فقط )
أما هناء فتقول: أن الأخ قد يكون متسلط والويل للبنت عندما ترتكب أي شي فيقابلها بتوبيخ الشديد والضرب، المهم أن يكون هو الرجل ويفرض رأيه على الجميع حتى يخافوا منه..وقد يكون الخجل هو السبب من عدم تقرب الفتاة إلى أخيها بسبب الاحترام والتقدير له، وبعضهم يرى أن الأخ هو الصديق كبير القلب ومحب ومتفهم وهو الخبير بشؤون الحياة ويعرف الكثير هذا نادراً أن وجد أخ بهذا المستوى من التفهم والعقلانية، لذلك نقول أن الصداقة كانت بين الأخ وأخته في الماضي فقط حيث تجد الجميع صغاراً وكباراً في الأسرة الواحدة يتعاملون بحب وحنان والجميع على قلب واحد، الكبير ينصح الصغير ويرأف به والصغير يأخذ باستشارة الكبير ويناقشه ويكن لرأيه الكثير من الاحترام والتقدير,أما الآن فعلاقة الأخوة ببعضهم البعض ينقصها الانسجام والحب، وأصبح التعامل بين الأخوة قائما على فرض السلطة والاحتقار فالكبير همه فرض الشخصية والقوة على الذي يصغره، والصغير دائما مهان وذليل بالبيت ويحمل الخوف في قلبه والاستنفار من أخيه الأكبر بدلا من الاحترام والتقدير.!
(طيبة لدرجة الامتياز)
انتصار الرفاعي هي بدورها تحدثت عن علاقتها بإخوانها فقالت:
علاقتي بإخوتي بشكل عام طيبة وبدرجة الامتياز .. كوني الأخت الأكبر فهم قريبين مني جدا.. تقدري تقولي شغلتي بهذه الدنيا احمل همهم ونكدهم ثم تبتسم ..وتتابع : بس صدقيني على قلبي أحياناً مثل العسل، تعودت على حكاياتهم
لدي أربعة أخوه .. واحد فيهم بس يكبرني بالسن .. الباقين اصغر مني ولكن ليس بكثير، افتقد لوجودهم معي بظروف أحيانا أمر بها افتقدهم؛ لأنهم قد استقلوا بحياتهم.
بالنسبة لأخي الأكبر علاقتنا عادية جدا، قد تفتقد حتى لسؤال إذا أنا ما بادرت بسؤالي عنه وكنا كذا منذُ طفولتنا.!؟
أخي الثاني وهو يصغرني بالسن صديق طفولتي .. رغم أننا نختلف كثير في وجهات النظر حتى سؤاله عني لمصلحته هو، إذا شعر أن هناك شيء يحتاج أن يخبرني عنه ويأخذ رأي فقط ، أو وساطة لموضوع يرغب أن يصل إليه.
الثالث طيوب وحنون ولا احد قادر يفهمه غيري أنا، وهو دائما يسأل عني ،وإذا رأى أخوتي وأنا لست بينهم يفتقدني ويسال عني،بس اغلب أسراره عندي لا يحب التحدث بها لأحد غير، فهو كتوم بطبيعته..بل كتوم جدا،أنا اسميه الرجل الصامت.
أما الأخير فهو صديقي وأخي وكل شيء بحياتي، لا اعرف لماذا ولكنه برغم أني أكبره بما يقارب ست سنوات ،إلا انه يفهمني، في حالة سفري أو حتى تأخري وغيابي هو من يبادر بالسؤال، تستطيعي القول الأخ المثالي والنادر جدا أتمنى أن لا يغيره الزمان.
• أنا أرى أن ليس هناك مبرر للبحث عن أخوة في النت .. قال لي احدهم يوما ما "لا توجد علاقة بين ولد وبنت في النت تكون بريئة" أحترم رأيه ولكني لا أوافقه الرأي تماما ،ليس الكل سيء وأنت وحدك فقط من يقدر يحدد العلاقة بينك وبين الآخر من الجنسين طبعا..وكما يقال "رب أخ لك لم تلده أمك".
برأيي أن الواحد يحاول يصلح ما أفسدته الأيام .. بمعنى أخر بدل ما يدور على علاقة بالنت ويكون أساسها الحوار ليش ما يبدأ بحوار من الداخل ..وأنا متأكدة من انه سيجدي نفعا .
بعض الأخوة يستكثرون السؤال عن أخواتهم وإعطائهن الحنان لأسباب تتعلق بشخصيتهم هم ، وهذا متداول بين الشباب معتقدين بهذا أنهم يؤكدون قوة شخصياتهم و"هنجمة"، و المحزن في هذا الأمر أن البعض يظهرون خارج البيت ملائكة، ومن الداخل ليس إلا وحوشاً وذئابا مفترسة، ونسوا قوله علية الصلاة والسلام "خيركم.. خيركم لأهله .. وأنا خيركم لأهلي " صدق رسول الله، وكما يقال المثل اللي ما فيه خير لأهله ما فيه خير للناس.
أخيراً أقول : العلاقة بين الإخوة يحددها عمل كل شخص والثقة أيضا بنفسه وبالآخرين، فالشخص الذي يقول أختي مثل كل هولاء البنات، أكيد لها علاقة وما شابة ذلك لأنه هو أيضا سبب في نزع هذه الثقة، "واللي بيته من بلور ما يرمي الناس بالحجارة" هذا رأي الشخصي ...
(على حسب طبيعته)
شيماء الكافي أبرزت رأيها بوضوح قائله :
تختلف علاقتي بكل واحد من إخواني على حسب طبيعته، لكن بشكل عام علاقتي بإخوتي ممتازة ولهم مني عاطفة قويه جدا، لكن اغتراب اثنين وابتعادهم الطويل سبب فتور في العلاقة تكون نوعا ما، وهذا لا يعني انخفاض درجه العاطفة عندي تجاه أيا منهم، أخي الموجود هنا قريب مني وأحبه جدا، رغم أن علاقتنا ببعضنا كتوم وجيري طوال الوقت مشاكسات، ولكن وكل واحد ما يطيق البيت بدون الآخر، لا اشعر أني افتقد إلى شي كبير في علاقتي معه، ربما تفتقد علاقتنا إلى الجدية في بعض الأمور وعدم الاعتماد عليه بأمور حياتي، بمعنى كل واحد يعتمد على نفسه.
إذا فقد الانسجام بين الأخ والأخت فهو ليس سبب كاف للبحث عن صداقه بين الرجال، فموضوع الإشباع العاطفي لا يأتي فقط من الأخ فهو شي متكامل من الأسرة ككل، وموضع البحث عن صداقه هي قناعه عند البنت سواء كانت علاقتها قويه أو لا مع أخيها، لكن لو كان الانسجام قوي بينهما فهذا يكون له تأثير قوي على حياة الأخت العاطفية واستقرارها و لا اعتقد أنها ستتعمد تبحث عن صداقه رجل، لكن وان صادف وصادقت فستكون هذه الصداقة على أساس سليم وبدون أخطاء جارفه، وستكون قادرة على تحمل مسئولية صداقتها وستتعامل مع هذه العلاقة بكل ثقة ورقي .
بالنسبة لحنان الأخ لا أظن أن هناك أخ يرفض إعطاء أخته ما تستحقه من العاطفة؛ لان العاطفة منه إليها شي فطري لكن بحكم مجتمعنا وثقافة بعض الأسر وأسلوب تربيه الأخ كفيل لوضع الحواجز بين الأخ وأخته وإخماد هذه الفطرة الربانية،
أحياناً يكون الأخ لديه العاطفة الكافية لأخته ولكن ما يمنعه لإظهارها هو والخجل وهذا أيضاً ناتج عن أسلوب التربية والثقافة التي شبع بها، منذ طفولته فالأسرة والتربية أولاً وطبيعة الأخ وقناعاته وثقافته الشخصية ثانيا هي من تجعل منه سخي بمشاعره لأخته أو بخيل.
(الشباب يتحدثون)
على الطرف الآخر كان للشباب أن يتحدثون عن طبيعة العلاقة بين الأخ وأخته ووالاسباب التي تمنع وجود مثل هذه الصداقات..
ومن النادر جداً أن تجد صداقة حقيقية بين أخ وأخت خاصة في مجتمعنا اليمني الذي يفرض قيوداً وحدود حتى بين أفراد الأسرة .
أسر واعية..
يعزو وليد عبد القوي : ذلك إلى إننا مجتمع متعصب للذكورية، مجتمع به من العادات والتقاليد ما يستحيل تجاوزها تقضي بأن المرأة لا ينبغي أن تشارك الرجل في شيء، وأنه يجب أن يتفرد بكل شيء فكيف بالصداقة التي تدور خلف كواليسها أشياء كثيرة، ويستطرد المجتمع اليمني مجتمع قبلي وعاداته وتقاليده لا تشبه باقي المجتمعات التي فيها من الانفتاح والتطور، ما يجعلك مقبل على الحياة بإيجابية وانفتاحية تساعد كثيراً على نمو الكثير من العلاقات المشروعة والمسموح بها في إطار ديني بحت، وما تشاهده أو تسمعه عن صداقة الإخوة ينتج عن العادات المتداولة في المجتمعات فكلمات كان المجتمع منفتح متحضر كلما كان ذلك أيسر، فحين ينشأ الإخوة في أسرة متعلمة منفحة تعكس كل تعاليمها وأساليب مجتمعها على أفرادها، دون أن تميز بين أحد منهم بل وتشجع على أن تزدهر وتتطور العلاقات الأسرية بحيث تصبح الأسرة كالجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، والأسر في مجتمعنا تحذو حذو المجتمع وتصطبغ بعاداته وتقاليده وأسلوبه، فلا غرابة إذن حين نجد هذه الحواجز بين الأخ وأخته والتي تدمر كل شيء، فأدم هو الأمر الناهي وهو المتسلط وله الأمر والنهي وله أحقية التصرف، وله كذلك لأن يضرب بيد من حديد أي ظواهر في البيت وهذا طبعاً يحيل صداقة الأخ بأخته.
ثقة وتفاهم..
الأستاذ/ ناصر الشماخي يرى أن الثقة بين هي محور أي علاقة تريد أن تستمر وإذا انعدمت الثقة فقل على الدنيا السلام، والصدقة هي من أهم العلاقات ولا بد من وجود ثقة تنمي الصدقة وتشد من قوتها وتطيل من عمرها فكيف أن أردنا أن ننشئ صدقة بين آدم وحواء الأخوين، وأساسيات الثقة ليس لها وجود أو أثر خصوصاً من جهة الأخت تجاه أخيها الذي تخشى أن يغدر بها ويظهر سرها ويمارس سلطته عليها، ويستخدم صلاحياته ضدها كأخت أو كأنثى، هذا أن لم يحاول إبتزازاها وتهديدها.
ويضيف الصداقة بين الأخ وأخته حساسة جداً ويجب أن تراعي فيها كل الأشياء خصوصاً الأشياء التي لا يتقبل الرجل أن تقوم بها أخته فمثلا لو كانت تمر بمشاكل عاطفية وأرادت أن تشكو ذلك لأخيها هل سيتقبلها ببساطة؟
وهل سيمد يد العون لها،وسيقدم لها النصح دون أن يسبب لها أي مشاكل تدخلها في نفق يستحيل أن تخرج منه.؟
البنت أن أرادت أن تنشئ صداقة مع أخيها فيجب أولاً أن تطمئن لأخيها وتثق به وتأمنه على سرها وتثق أنه لن يخذلها في لحظات هيجانه وجنونه وغضبه التي ربما تدمر كل شيء وبهذا تخسر حياته،أذن الصداقة بين الأخ وأخته أن افتقرت للثقة بينهما فمستحيل أن يكون لها أي وجود خصوصاً أن لم يبدي الأخ أي تفهم ولم يحاول أن يجعل أخته تثق به.
ضمان أسري..
أما الأستاذ/ ياسين العولقي فيبدوا أن راية مختلف عن الآخرين حيث يعتبر الخوف من الأسباب التي ربما لا تساعد على وجود علاقة الصداقة بين الأخوين، الخوف بداخلنا كبشر شيء طبيعي وهو شيء فطري لا مناص منه بل لا نستطيع تجاوزه مهما كانت الأسباب، والأخت بطبيعتها تخاف من أخيها الرجل لمجرد أنه رجل حتى وأن كان أصغر منها سناً؛ لأنه رجل و أي شيء تعمله ستحاسب وستعاقب عليه ولهذا يجب أن تظل حذره ومدركه حجم الخطر المحدق بها، وهي تخشى من أن تطلع أخيها على أسرارها وخصوصياتها فتدخل معه في مهاترات ومشاكل لا تقوى على احتمالها، وعلى الخروج منها مما يجعل أمر الصداقة بينهما صعبة بل ومستحيلة طالما والرجل متسلط ويمسك زمام الأمر بيده وله كلمة الفصل في كل شيء والأنثى ليس لها أي صلاحيات أو حقوق غير تلك المتعارف عليه وهذا طبعاً أمر غير مرغوب، فالصداقة بين الإخوة تضمن للأسرة أشياء كثيرة وهامة منها عدم وقوع أحد أفراد الأسرة في أخطاء يستحيل أن يخرج منها، إن لم يجد من يرشده ويدله وينصحه ويخاف عليه كأخوته الذين سيكون أحرص الناس عليه ويستطيعون منعه من التهور أن حدث له أي مكروه أو أصابه أي طائف أو خطر.
ليس للفتاة أسرار..
من جهته أعتبر الأستاذ/ مهدي شوعان عدم وعي المرء وإدراكه لأهمية الصداقة بين الأخوين وبالذات الأخ وأخته هو من حد من وجود هذه الصداقة وقلل منها في مجتمعنا اليمني حيث أن البعض يعتبرها مجرد "لعب عيال" وليست ضرورية، ولا ينبغي أن يكون لها أي وجود خصوصاً بين الجنسين؛ لأن المرأة في نظرهم لا يجب أن تعرف أسرار الرجل مهما كانت صغيرة، معللين ذلك بنقص عقلها وعدم إئتمانها على شيء فلسانها لا يحفظ أي شيء، كما يرون أنه يجب أن لا يترك للمرأة الحبل على الغارب ويجب أن تعاقب على كل شيء وأن لا تعطي لها حرية مطلقة في الكلام أو التصرف أو التعبير عن رأيها فصلاحياتها محدودة وفي أطار بيتها ، حتى الأسرار ممنوعة عنها بل وحرمة والويل كل الويل لها أن علم الأهل بوجود أسرار في حياتها غير تلك التي تعلمها "أمها" والتي هي صفة مشتركة لدى كل النساء، وهذا الخطأ بعينه الذي يمارسه بعض الأهالي مع بناتهم وأبنائهم.
خصوصية..
أما الأخ/ ناصر علي حسين فيرى أن الصداقة يجب أن تكون وفق شروط ومعايير ونظم ولوائح كي تستمر وكي تكون بالشكل المطلوب الذي يتمناه الكل، ومن أهم المعايير والشروط هو تفضيل ذات الجنس حيث أن الرجل يفضل أن يكون صديقة رجل يفكر بنفس عقليته ونفس طريقته كي يسهل عليه الكثير من الأمور ولكي يشاركه أيضاً في كل همومه، وكذلك الحال مع البنت التي تفضل قرينتها البنت أكثر من الرجل، حيث أن التوافق يكون كبير فيما بين الجنسين المتشابهين في كافة المواصفات والمميزات وربما الخصوصيات أي أن للرجال خصوصيات تختلف اختلاف كبير عن خصوصيات البنات، وبهذا ترى البنت أن الصديقة لها يجب أن تكون من ذات الجنس حفاظاً ‘على طابع الخصوصية الأنثوية ومميزاتها ومتطلباتها التي تتفرد بها عن الرجل، لهذا نعتقد أن عدم وجود صداقه الأخ لأخته يرجع لمثل هذه الأمور، إلا وهو أن الخصوصية والطبيعة الجسدية ربما لها تأثير بالغ على نشؤ مثل هذه الصداقة التي نتمنى أن تتواجد لكي تكسر حواجز الخوف بين الإخوة الذي قلما نجد بينهم صداقة أو أسرار أو حتى توافق .
وقفة..
إذن بعد هذه الأشياء التي ذكرها المتحدثون يتضح أن العوامل كثيرة ومشتركة، ولم تقتصر على شيء معين، وهذه الأسباب هي التي أدت إلى عدم وجود الصداقة بين الأخ وأخته، وحرمتهم من مثل هذه العلاقة الطيبة التي يتمناها البعض لما لها من أهمية بالغة في حياة الأسر، حيث أنها تقوي الروابط الأسرية وتزيد من تماسكها وتعاضدها، ولكن طالما أن هذه الأسباب أدت إلى عدم وجودها فلا نملك إلا إن نناشد الأهل والمجتمع أن يجتثوا مثل هذه الظواهر التي تسببت في وجود هوة بين الإخوة.
شذرات..
رغم كلام الكل إلا أن بعض الأسر بها صداقة قوية ومتينة بين الأخ وأخته وهذا نتاج للتربية الصادقة والقائمة على التآخي والتراحم والتآزر.
* التعليم ..من أهم الركائز والدعائم التي تساعد على نشؤ الصداقة ، وعلى الأسر التفهم لمثل هذه الصداقة ومجتمعنا نسبة الأمية فيه كبيرة ولله الحمد.!!
* عنجهية الرجل هي من تخلق الحواجز بينه وبين أخته.
* التخلف والنظرة الدونية للحياة هي سبب آخر، حيث أن الحياة في نظر البعض مجرد عمل ولا شيء غير العمل فالبيئة العملية هي المطلوبة في مجتمعنا ولا مكان للعواطف والمشاعر.
(رأي علم الاجتماع)
يقول علم الاجتماع: إن الفتاة بطبيعتها مخلوق رقيق حساس تحمل مشاعر كبيرة في قلبها، وتحتاج لمن يشاركها مشاعرها. تحتاج من يقف إلى جانبها يشعرها بالأمان، يحميها يدافع عنها وهذا بالطبع لو لم تكن الفتاة متزوجة فلا أحد يستطيع فعل ذلك غير أخيها، فهو الوحيد الذي تستطيع هي أن تثق فيه وتعتمد عليه حتى لو كان أصغر منها سنا، ولذلك يجب أن تكون العلاقة بين الأخ وأخته علاقة حب وود، علاقة صداقة وثقة حقيقية، فالفتاة تفرح إذا عرفت أن أخاها يعتني بها ويهتم لأمرها تفرح إذا وجدت أخ ينصت إليها ويشاركها مشاكلها وهمومها، فعلى الأخ أن يضع ثقته بأخته. طبعا ثقته بها لا تعني أن لا يسأل عنها ولكن أن لا يتجسس عليها فالفتاة بشر من الممكن أن تخطئ،وحينها ستحتاج لمن يرشدها إلى الطريق الصواب تحتاج من يرشدها وليس من يقمعها ،تحتاج من يرشدها ولا من يظلمها تحتاج من يرشدها وليس من يطغى عليها الفتاة أصلا لو أحست أن أخاها مهتم بها ستقوم بإطلاعه على كل أمورها من تلقاء نفسها وتستشيره في كل شيء، فهي إذا لم تجد أخ يسمعها وينصت لها قد يتمكن منها الشيطان وتلجأ إلى شخص غريب عنها.وقد يساعدها الحظ بشخص يستحق ثقتها، وقد لا ساعدها وتقع في يد من لا يقدر ثقتها ويستغل ذلك.
بالنسبة لتعامل الأخ مع أخته بمبدأ الضرب فهذا الأسلوب يعطي نتائج عكسية تماما؛ لأن الضرب سيجعل الفتاة تحس أن أخاها يحتقرها. وسيجعلها تكرهه في قرارة نفسها.والمصيبة سيجعل الفتاة لا تثق بأخيها . وللأسف الضرب سيبني حاجزا بين الأخ وأخته. حاجز من الخوف والرهبة والحساسية من الصعب إزالته.فبالتفاهم يمكن حل كل الأمور العالقة بين الأخ وأخته. ويمكن معرفة المشاكل والتوصل إلى حلها بشكل يرضي الطرفين.
وأخيرا أحب أن أقول بأن أسلوب تعامل الوالدين مع أبنائهم له تأثير كبير ومهم على علاقة الأخ وأخته. فيجب عدم التفريق بين الأولاد والبنات في المعاملة وعدم تفضيل احدهم على أخر لتجنب تولد مشاعر الغيرة بينهم، بل معاملة الكل معاملة واحدة عادلة قدر المستطاع، والإنصات للجميع سواء كانوا أولاد أو بنات والأخذ بآرائهم دون فرض شي على الفتاة بحجة أنها بنت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.