الانحراف في المتاهات.. هكذا يصف بعض الناس الصداقة بين المرأة والرجل.. بينما آخرون يرون أنها صداقة لمجرد التسلية فقط وأطراف أخرى تؤكد أنها صداقة مشبوهة وغير شرعية وفي هذا الحال فهي لاتخلو من الشك والريبة. يقول علماء الاجتماع: الإنسان اجتماعي بطبعه؛ لذا يحرص على تكوين علاقة صداقة مع الآخرين تبعاً لظروف ومرجعيات أو خلفيات كل فرد فتربط هذه الصداقة عادة بين الرجل والرجل والمرأة والمرأة ولكن عندما تربط هذه الصداقة بين الرجل والمرأة تصبح هذه العلاقة لها مفهوم آخر تندرج ضمن المحظورات وينظر إليها المجتمع بعين الريبة والشك وتنحرف في متاهات التساؤل،وفي أغلب الأحيان تنجرف هذه العلاقة إلى مهاوي العشق والوله والحب. الصدق والأمانة أم محمد موظفة تقول باندفاع ظاهر: الصداقة بالنسبة لي،هي تيار وله عدة اتجاهات فالصداقة التي في الحدود الشرعية لا اعتراض عليها التي مثل هذا النوع والتي يتعامل بها الشخص بصدق وأمانة،ثم تضيف بحدة: لا أشجع على الصداقة التي بين المرأة والرجل والتي تكون خارجة عن الأسس الشرعية ومعنى الصداقة في نظري هي التعامل بصدق وأمانة،فالصداقة تعني الصدق والأمانة. صداقة للتسلية بينما ينظر البعض إلى هذه الصداقة بمنظور الصدق والأمانة يرى عبدالله منير عبدالله سنة رابع إعلام أن الصداقة في هذه الأيام للتسلية «أنا بصراحة رأيي أن الصداقة بين المرأة والرجل إذا كانت مبنية على الصدق والصراحة من قبل الطرفين فهو شيء إيجابي، أما مانلاحظه حالياً من بعض الشباب والفتيات فهو للتسلية،حيث ممكن تستبدل الفتاة بشاب آخر أعجبت به بدلاً عن الذي كان تربطها به علاقة صداقة، وممكن أن يستبدل الشاب بدلاً عن الفتاة التي كانت تربطه بها علاقة صداقة بفتاة أخرى أجمل منها وكأنها سلعة وهذا برأيي أكبر خطأ من قبل الشاب. مائة حكاية تبادرني لور محمد عبدالله موظفة بقولها: الصداقة بين الرجل والمرأة أمر غير مقبول، ثم تتدارك الأمر موضحة بعض الفتيات يصادقن الرجال لأنه الأفضل كصديق من وجهة نظرهن بينما ينظر إليها المجتمع بعين الريبة فنجدها تتحدث بنية خالصة وقد كون عنها الناس مائة حكاية. ثم تضيف قائلة:لا أحبذ هذه العلاقة لأن الناس لايرحمون والزوج أيضاً لن يتفهم لأن الوضع والشرع يرفض ذلك. نظرة مغلوطة تقول شذى سنة رابع إعلام: مصطلح الصداقة بين الذكر والانثى غير مقبول في مجتمعاتنا بحكم العادات والتقاليد، وإن وجدت هناك صداقة فستكون هناك نظرة سيئة حولها حتى وإن كانت هذه الصداقة طاهرة. ثم تضيف بارتياح : أنا شخصياً لا أمانع بوجود صديق بشرط أن لاتتعدى الخطوط الحمراء أي تكون محترمة وعفوية وطاهرة وأعتقد أنه لاتوجد نماذج لمثل هذه الصداقات لكن للأسف النظرة إلى هذه الصداقة نظرة مغلوطة،حيث يتم الدمج بين علاقة الصداقة والحب. رأي علم الاجتماع يقول الدكتور سيف محسن عبدالقوي أستاذ انتربولوجيا قسم علم الاجتماع جامعة عدن: بالنسبة للعلاقات الاجتماعية هي تعتبر من المسائل الأساسية في علم الاجتماع ودراستها أيضاً تدخل في تكوين طبيعة البناء الاجتماعي، حيث يتكون من العلاقات الاجتماعية الظواهر الاجتماعية والجماعات الإنسانية فالصداقة بين الناس لها صفاتها كالعلاقات الحميمة مثل العلاقات الزوجية وهناك أيضاً صداقات بريئة سواء كانت بين أنثى وأنثى أو ذكر وذكر، وبما أننا بصدد دراسة علاقة الصداقة بين المرأة والرجل «صداقة بريئة لها ظروفها» فمثلاً في العمل تسعى الزمالة وهي صداقة ذات احترام ويتم بها تبادل المصالح بالعمل ، تبادل الهموم والمشاكل وتبادل الآراء حول العديد من القضايا،وهذه العلاقة مبرأة من كل شك ولايشك في هذه العلاقة أي إنسان عاقل وهذه العلاقة تنشأ أيضاً بين الطلاب الجامعيين حيث يأخذون الاستفادة من بعضهم البعض في الدراسة وتبادل المنافع من خلال تباين المستوى الدراسي. ويضيف الدكتور سيف : كما يمكن أن تنشأ علاقة صداقة مع الجيران تكون في نطاق السكن وهذه العلاقة بريئة لم تأخذ أي أبعاد أخرى. ويضيف الدكتور سيف موضحاً: هذه ثلاث أشكال من الصداقة لها أبعاد أخرى تعكس الطبيعة الاجتماعية للإنسان..ويختتم الدكتور سيف حديثه بتوجيه نصيحة للشباب:أنا هنا من واقع تجريبي بالحياة والدراسات الاجتماعية ومن خلال علم الاجتماع التطبيقي ننصح هنا الشباب المرأة والرجل بعدم النظر إلى الصداقة نظرة الشك والريبة سواء كانت في الثلاث المجالات السالفة الذكر أو في مجال آخر فهي علاقة ذات ثقة تنشأ بين الطرفين مالم تكن بموضع ريب وشك في ذلك.. والمعالجة الثانية بما أننا نعيش في مجتمع تقليدي على الطرفين أن يتعاملا بهذه العلاقة أمام العالم والمعالجة الثالثة: علينا نحن بتربية أولادنا وبناتنا على الثقة بهذه العلاقة..كثيراً ما تربط علاقة الصداقة بين الرجل والمرأة بأشكال كثيرة وطرق عديدة لكن طبيعة المجتمع المحافظ يرفض هذه العلاقة على الرغم من براءة هذه الصداقة في كثير من الأحيان.