أعربت جامعة الدول العربية أمس الثلاثاء عن أسفها لتأجيل اجتماع اللجنة الرباعية الدولية الذي كان مقررا يوم الجمعة المقبل حيث كانت تأمل بأن تناقش اللجنة مواضيع مهمة في مقدمتها عملية السلام والعدوان على غزة..وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة محمد صبيح في القاهرة الجميع كان يعول على عقد هذا الاجتماع في محاولة لاحياء المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية من خلال اتخاذ موقف واضح وحازم يضمن الوقف التام للاستيطان”..وأضاف ان الأممالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوربي والولايات المتحدة هي التي تشكل اللجنة الرباعية وجميع هذه الأطراف ضد الاستيطان ما يجعلها مطالبة بمساندة القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة بالقضية الفلسطينية..وشدد صبيح على أن الغاء الاجتماع يمنح الحكومة الاسرائيلية المتطرفة فرصة للاستمرار في حملات التهويد والاستيطان في القدسالمحتلة وقطاع غزةوالضفة الغربية. وأكد الأمين العام المساعد أن الحلول المؤقتة مرفوضة عربيا وفلسطينيا مشيرا الى خطورة الممارسات الاسرائيلية على الأرض وبخاصة في القدس ومنطقة الأغوار على الحدود الفلسطينية-الأردنية. من جهه اخرى أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن أمس الثلاثاء التزام السلطة الفلسطينية بعملية السلام المبنية على قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية ان عباس طالب خلال لقائه في رام الله ولي العهد الاسباني الأمير فيليب وزوجته بضرورة تحديد مرجعيات واضحة للعملية السلمية مع إسرائيل ووقف الاستيطان بكافة أشكاله من أجل العودة إلى مفاوضات السلام. ولفت عباس الى أن أسس السلام واضحة منذ انطلاق العملية السلمية في مؤتمر مدريد عام 1991 وهي مبدأ الأرض مقابل السلام ومبدأ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. واشاد الرئيس الفلسطيني بالدعم الكبير الذي تقدمه اسبانيا ملكا وحكومة وشعبا للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي دعم السلطة الفلسطينية في كافة المجالات. من جهته أكد ولي العهد الأسباني موقف اسبانيا الداعم للسلام وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة إلى جانب إسرائيل. على نفس السياق اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس الثلاثاء مدينة جنين شمال الضفة الغربية وعدد من قراها، وداهمت المنازل بشكل هستيري وفتشتها وأخرجت ساكنيها في العراء واستجوبتهم دون اعتقالات..وقالت مصادر محلية إن”15 آلية عسكرية اقتحمت عند الثالثة فجرًا حي البساتين في جنين، وداهمت عمارتي خلف وسخا وفتشت جميع الشقق السكنية فيها”. وأضافت المصادر أن جنود الاحتلال أخرجوا المواطنين من شققهم في العراء ثم فتشوها واستجوبوهم بحضور ضابط مخابرات إسرائيلي. وفي السياق، توغلت قوات الاحتلال في بلدة عرابة جنوب جنين، وداهمت منزل المواطن رفيق محمد ملحم و وفتشته وعبثت بمحتوياته ومن ثم سلمته بلاغًا لمراجعة مقر مخابراتها في معسكر سالم. وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال أقامت حاجزًا عسكريًا مفاجئا قرب بير الجمال على الطريق بين جنين ونابلس ، وشرعت بتفتيش المركبات. كما اعتقلت القوات الإسرائيلية صباح أمس الثلاثاء ثمانية فلسطينيين في مناطق مختفلة بالضفة الغربية. ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الاسرائيلية في موقعها الإلكتروني عن مصادر عسكرية اسرائيلية قولها ان قوات الاحتلال الاسرائيلية اعتقلت الفلسطينيين بدعوى أنهم “مطلوبون”. وأضافت أنه “تم إحالة المعتقلين إلى الجهات المختصة للتحقيق معهم”. ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حملات اعتقالات ومداهمات شبه يومية في الضفة الغربية في إطار ملاحقة نشطاء فلسطينيين يصفهم ب”المطلوبين”. الى ذلك تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي من حصارها وفرض نظام حظر التجوال على قرية عورتا شرق نابلس، لليوم الخامس على التوالي..وأفاد رئيس مجلس عورتا قيس عواد في تصريح إذاعي صباح الأحد، بأن قوات الاحتلال لا تزال تتواجد في القرية حتى هذه اللحظة، مشيراً إلى أن حصار القرية وفرض نظام حظر التجوال وإعلانها منطقة عسكرية مغلقة قد دخلت يومها الخامس على التوالي. وذكر أن الاحتلال ينفذ حملة اعتقالات طالت الشبان والنساء وكبار السن،حيث بلغ عدد المعتقلين منذ بدء العملية العسكرية قبل نحو شهر 71معتقلا، من ضمنهم طفلة تدعى جوليا عواد تبلغ من العمر (16 عامًا)، كما يشن عملية تفتيش دقيقة واسعة النطاق في منازل المواطنين، مستخدمًا الفؤوس وأدوات حفر. هذا وكانت قوات الاحتلال قد نبشت يوم أمس قبور موتى في مقبرة القرية حسب روايات العديد من المواطنين. وتتعرض عورتا منذ الحادي عشر من شهر آذار الماضي لعملية عسكرية متواصلة شبه يومية، وذلك في أعقاب مقتل خمسة من عائلة واحدة من مستوطنة ‘ايتمار' المقامة على أراضي القرية.