منذ اختراع جهاز كشف الكذب على يد جون.أ.لارسون في العام 1921م، لم يشهد الجهاز كثيرا من التطورات كما حدث خلال العقدين الماضيين،. فقد ظلت لسنوات عديدة أجهزة تناظرية يوجد بها مجموعة من الإبر ترسم خطوطا متعرجة على شريط ورقي متحرك (مثل جهاز رسم القلب العادي)، قبل أن تتحول إلى أجهزة رقمية تعمل بآلية أكثر تعقيداً. حيث يجلس الشخص الخاضع للاستجواب مسترخياً على كرسي ويتم توصيل مجموعة من الأنابيب والأسلاك بأماكن محددة من جسمه، وعن طريقها ترصد التغيرات الفيزيائية التي تطرأ عليه. فمن المفترض أن الكذب تصحبه تغيُّرات في معدلات عدد من الوظائف الفسيوليوجية التي تقاس قبل وبعد الاستجواب، كما سبق وأشرنا إلى ذلك في عمودينا السابقين. وبحسب «ويكيبيديا»، فإنه لقياس معدل التنفس – مثلا – يتم تركيب أنبوبين من المطاط مملوءين بالهواء على صدر الخاضع للاستجواب، وعندما تتوسع عضلات الصدر يتغير الهواء داخل الأنبوبين. ففي حالة الأجهزة التناظرية يعمل هواء الزفير على وسائد تشبه آلة الأوكورديون تنكمش مع توسع الأنبوبين المطاطين، هذه الوسائد متصلة بذراع ميكانيكي مرتبط بقلم يقوم برسم إشارات على الشريط الورقي عندما يتنفس الشخص الخاضع للاستجواب. أما في حالة الأجهزة الرقمية الحديثة فيستخدم محول للطاقة يقوم بتحويل الطاقة الناتجة عن هواء الزفير إلى علامات إلكترونية فقط.