دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الاثنين إلى وقف فعلي لإطلاق النار في ليبيا... مؤكداً عزم المنظمة الدولية على توسيع نطاق مساعداتها الإنسانية ليشمل طرابلس. وأوضح مون للصحفيين خلال زيارته الرسمية التي يقوم بها حالياً للمجر وتستمر ثلاثة أيام أن المساعدات تشمل الوقف الفعلي لإطلاق النار وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية ومتابعة الحوار السياسي والبحث عن حل سياسي. وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة أن الوضع الإنساني بالغ الخطورة في المدن التي تشهد مواجهات... موضحاً أن هناك آلاف الأشخاص لم تتم تلبية حاجياتهم الأساسية حتى اللحظة. من جهة أخرى التقى أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس الاثنين رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى محمد عبدالجليل الذي يزور الدوحة حالياً..وذكرت وكالة الأنباء القطرية أنه تم خلال اللقاء استعراض مستجدات الأوضاع في ليبيا. على نفس السياق في أقل من شهرين سقط نحو ألف قتيل في مدينة مصراتة الليبية التي تتمسك بها المعارضة المسلحة وتحاصرها قوات العقيد معمر القذافي، في حين تراجعت حدة المعارك في ليبيا بعد نحو شهر من بداية التدخل العسكري الدولي. وفى هذا السياق قال مسؤول إدارة المستشفى الرئيسي في مصراتة الطبيب خالد أبو فلقة أمس الاثنين للصحفيين : إن “80 بالمائة من القتلى هم مدنيون” ..مؤكداً أن أسرة المستشفى الستين يشغلها الجرحى الذين بلغ عددهم ثلاثة آلاف بسبب المعارك المتواصلة منذ نهاية فبراير. وأفاد مسؤول في المستشفى أن ما لا يقل عن 17 شخصاً قتلوا وجرح 71 آخرون يوم أمس وحده في هذه المدينة الساحلية الكبيرة التي تبعد 200 كلم غرب طرابلس. وفى سياق متصل أعرب رئيس بعثة منظمة الهجرة الدولية في ليبيا جيريمي هاسلام عن خشيته من تدفق نحو 400 ألف ليبي يقيمون في المدينة المحاصرة إلى الخارج، الأمر الذي يتجاوز قدرات المنظمة اللوجستية، وكذلك قدرات قطر ومنظمة أطباء بلا حدود. ولايزال عشرات آلاف النازحين، ولاسيما مصريين ونيجيريين، ينتظرون إجلاءهم من مخيم أقيم في مرفأ مصراتة حيث يعيشون في ظروف صعبة، بحسب منظمة الهجرة الدولية. واستمرت المعارك في مناطق أخرى من البلاد ولاسيما في نالوت (غرب) وأجدابيا (شرق) محور الطرق الاستراتيجي المؤدي إلى معاقل الثوار في بنغازي (التي تبعدها ب160 كلم إلى الشمال، وطبرق 327 كلم شرقا بعد نحو شهر من بداية التدخل الأجنبي في 19 مارس الماضي. وفى نفس الاتجاه دعا وزير الخارجية التركي أحمد داوود اوغلو أمس مجدداً إلى وقف فوري للهجمات على مدينة مصراتة الليبية التي تحاصرها قوات العقيد معمر القذافي منذ أسابيع وحماية المدنيين في المدينة. وقال الوزير اوغلو في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره النرويجي الزائر يوناس غير ستور: إن المجتمع الدولي بمن فيه حلف شمالي الأطلسي (ناتو) ضد قتل المدنيين والأبرياء، لذا “يجب إيقاف الهجمات على مصراتة حالاً”..وأضاف الوزير إنه يتعين على حلف الناتو فعل ما بوسعه لوقف الهجمات على المدنيين في ليبيا لاسيما في مصراتة التي تحاصرها قوات العقيد القذافي منذ بداية الاقتتال في ليبيا قبل حوالي شهرين. إلى ذلك أعربت وزارة الخارجية الروسية أمس عن قلقها من العواقب الإنسانية الناجمة عن العمليات الحربية في ليبيا بالنسبة إلى السكان المدنيين في هذا البلد. وأشار البيان إلى كثرة الضحايا بين المدنيين المسالمين وتدمير البنية التحتية المدنية والنزوح المتزايد للاجئين مما يزيد من حدة التوتر في البلدان المجاورة وتدهور الوضع في شمال أفريقيا.