سقط في اقل من شهرين نحو الف قتيل في مدينة مصراته الليبية التي تمسك بها المعارضة المسلحة وتحاصرها قوات العقيد معمر القذافي في حين تراجعت حدة المعارك في ليبيا بعد نحو شهر من بداية التدخل العسكري الدولي. وقال مسؤول ادارة المستشفى الرئيسي في مصراتة الطبيب خالد ابو فلقة اليوم الاثنين للصحفيين ان "80 بالمائة من القتلى هم مدنيون" ..مؤكدا ان أسرة المستشفى الستين يشغلها الجرحى الذين بلغ عددهم ثلاثة الاف بسبب المعارك المتواصلة منذ نهاية فبراير. وافاد مسؤول في المستشفى ان ما لا يقل عن 17 شخصا قتلوا وجرح 71 آخرون يوم امس وحده في هذه المدينة الساحلية الكبيرة التي تبعد 200 كلم غرب طرابلس. وفى سياق متصل اعرب رئيس بعثة منظمة الهجرة الدولية في ليبيا جيريمي هاسلام عن خشيته من تدفق نحو 400 الف ليبي يقيمون في المدينة المحاصرة الى الخارج، الامر الذي يتجاوز قدرات المنظمة اللوجستية وكذلك قدرات قطر ومنظمة اطباء بلا حدود. ولا يزال عشرات الاف النازحين، ولا سيما مصريون ونيجيريون، ينتظرون اجلاءهم من مخيم اقيم في مرفأ مصراته حيث يعيشون في ظروف صعبة، بحسب منظمة الهجرة الدولية. واستمرت المعارك في مناطق اخرى من البلاد ولا سيما في نالوت (غرب) واجدابيا (شرق) محور الطرق الاستراتيجي المؤدي الى معاقل الثوار في بنغازي (التي تبعدها ب160 كلم الى الشمال، وطبرق /327 كلم شرقا/ بعد نحو شهر من بداية التدخل الاجنبي في 19 مارس الماضى. وفى نفس الاتجاه دعا وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو اليوم مجددا الى وقف فوري للهجمات على مدينة مصراتة الليبية التي تحاصرها قوات العقيد معمر القذافي منذ اسابيع وحماية المدنيين في المدينة. وقال الوزير اوغلو في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره النرويجي الزائر يوناس غير ستور ان المجتمع الدولي بمن فيه حلف شمالي الاطلسي (ناتو) ضد قتل المدنيين والابرياء لذا "يجب ايقاف الهجمات على مصراتة حالا". واضاف الوزير انه يتعين على حلف الناتو فعل ما بوسعه لوقف الهجمات على المدنيين في ليبيا لاسيما في مصراتة التي تحاصرها قوات العقيد القذافي منذ بداية الاقتتال في ليبيا قبل حوالي شهرين. الى ذلك أعربت وزارة الخارجية الروسية اليوم عن قلقها من العواقب الانسانية الناجمة عن العمليات الحربية في ليبيا بالنسبة الى السكان المدنيين في هذا البلد. واشار البيان الى كثرة الضحايا بين المدنيين المسالمين وتدمير البنية التحتية المدنية والنزوح المتزايد للاجئين مما يزيد من حدة التوتر في البلدان المجاورة وتدهور الوضع في شمال افريقيا. سبأ وكالات