عقد في العاصمة الإماراتية أبوظبي أمس الأربعاء الاجتماع المشترك ال 21 لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ونظرائهم من الاتحاد الأوروبي. وفي بداية الاجتماع ألقى وزير الخارجية الإماراتي رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان كلمة أكد فيها أن العلاقة بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي ينبغي أن تكون متطورة ومزدهرة وناجحة، مضيفاً أن هذا الاجتماع يدعم هذه العلاقات ويعززها. وأعرب عن أمله أن يسهم هذا الاجتماع في دعم مختلف أوجه التعاون بين الجانبين، مشيراً إلى أن هناك تحديات استراتيجية أمام التجمعين الخليجي والأوروبي، وان هذا الاجتماع يأتي فرصة لبحث كافة التحديات التي تواجه علاقات التعاون بينهما. كما ألقت الممثلة السامية للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية كاثرين اشتون كلمة أعربت فيها عن أملها أن يكون الاجتماع مثمراً وحافلاً بالموضوعات الهامة، مشيدة بالعلاقات التي تربط الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون. بعد ذلك ألقى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، كلمة قال فيها إن ما يدعو إلى التفاؤل هو ما نلحظه من رغبة في تنمية العلاقات بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي، فضلاً عن تنامي التعاون على المستوى الثنائي بين دول المجلس ودول الاتحاد الأوروبي وبين المفوضية والأمانة العامة لمجلس التعاون. وأضاف قائلاً: وقد خطونا خطوات كبيرة خلال السنوات الأخيرة نحو تعزيز التعاون المشترك، ويسعدني على وجه الخصوص أن أشيد بالقرار الذي اتخذه مجلسكم الموقر في الدورة العشرين التي عقدت في لوكسمبورغ في يونيو 2010 والتي تم فيها إقرار برنامج العمل المشترك للفترة (2010 - 2013). وتابع الزياني: إن هذا البرنامج الموقّع بين الجانبين وما اشتمل عليه من مجالات للتعاون الاقتصادي والتجاري والصناعي والطاقة والتعليم والثقافة والسياحة يمثل خطوة مهمة في هذا النطاق، كما أن ما تضمّنه من آليات لتفعيل التعاون في تلك المجالات سوف يساعد على تنفيذه خلال الفترة الزمنية المحددة، إضافة إلى أن الاجتماعات التي بدأت بين الخبراء والمسئولين والمختصين من الجانبين في مجالات الاقتصاد والطاقة والبيئة هي مؤشر على الرغبة المتبادلة للدفع بالعلاقات إلى آفاق أرحب وأشمل. وأوضح الزياني أن هذا البرنامج الطموح للتعاون المشترك بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون يمثل خطوة على الطريق الصحيح لهذين التجمعين الدوليين المهمين اللذين يمكن لنا أن نجعل من تعاونهما المشترك في المستقبل نموذجاً يُحتذى على المستوى الدولي، ولذلك فإننا في حاجة إلى وضع أهداف استراتيجية بعيدة المدى تؤدي إلى توسعة وتعميق علاقات التعاون المشترك بما يخدم مصالح المجموعتين بما فيها زيادة مجالات التنسيق والتشاور، وتوسعة مجالات الاستثمار في كلا الجانبين، ورفع حجم التبادل التجاري بين المجموعتين الأوروبية والخليجية والذي بلغ في الوقت الحاضر أكثر من 100بليون يورو. وأكد الأمين العام لمجلس التعاون أن عالم اليوم هو عالم التكتلات القوية القادرة على مواجهة متطلبات النهوض والتقدم، وما تفرضه ضرورات التنمية والارتقاء بالإنسان، وان هذا الطموح الذي يراودنا جميعاً ليس ببعيد المنال وإنما هو نابع من واقع الحال ويمكننا تحقيقه إذا ما عقدنا العزم وأخلصنا النوايا لمواصلة المسيرة بإصرار وإرادة صلبة ووفق منهج علمي مدروس يتيح تحقيق نجاحات نبلغ بها هدفنا الأسمى، ونصبح نموذجاً يحتذى في التعاون الدولي. ولعل بعض هذه النجاحات التي نتطلع إلى تحقيقها تتمثل في توسيع مجالات التعاون بين الجانبين لتشمل التنسيق في المواقف السياسية والأمنية، وان تتولى الأجهزة الموكل إليها تنفيذ برنامج التعاون المشترك مهمة تطوير التعاون المشترك بين الجانبين. ودعا الزياني إلى دعم تبادل المعرفة والخبرة في مجالات حيوية مهمة مثل البيئة وأمن الطاقة، وتبادل التقنيات والتكنولوجيا المتطورة وتوطينها ومجال الابتكار والإبداع وسوق المعرفة لخلق اقتصاد يعتمد على المعرفة، وتوفير البيئة المناسبة والقدرات اللازمة لتهيئة مجتمعات هذين التجمعين لمواجهة التعامل مع كافة التحديات والمخاطر بكل حيوية وامتلاك القدرة على التعافي منها بأقل الخسائر. واختتم الأمين العام لمجلس التعاون كلمته بأن رؤيتنا لما ينبغي أن يكون عليه مستوى التعاون بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي نابعة من حقيقة أن القواسم المشتركة والمصالح المتبادلة والعلاقات التاريخية الوطيدة تمثل أرضية راسخة لتعزيز هذا التعاون وتطويره وصولاً إلى تحقيق أهدافنا المشتركة.. يذكر أن الاجتماع سيناقش القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما سيتم استعراض الإنجاز الذي تم تحقيقه خلال العام الأول من برنامج العمل المشترك بين الجانبين، ويغطي البرنامج التعاون بينهما في جميع المجالات الاقتصادية والفنية والثقافية والتعليمية وغيرها ومساعي الجانبين وجهودهما المشتركة لتعزيز آفاق التعاون المستقبلية.