- مستعدون للتخلّي عن السلطة عبر صناديق الاقتراع ومن خلال لجنة عليا للانتخابات - نرفض الفوضى الخلاقة والانقلابات ونتمسّك بالشرعية الدستورية جدّد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح, رئيس الجمهورية ترحيبه بالمبادرة الخليجية إذا كانت ستعمل على رأب الصدع وحل المشكلة وإنهاء الفوضى والاعتصامات والتخريب وقطع الطرقات ولما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا. وأكد فخامته في مقابلة أجرتها معه أمس قناة “بي. بي. سي” استعداده للتخلّي عن السلطة عبر صناديق الاقتراع ومن خلال لجنة عليا للانتخابات والاستفتاء, كما جدّد رفضه الفوضى الخلاقة وأية عملية انقلابية.. مؤكداً التمسّك بالشرعية الدستورية, ودعا الأشقاء في الوطن العربي والأصدقاء في الغرب إلى أن يقفوا إلى جانب أمن واستقرار اليمن ووحدته والشرعية الدستورية. وفيما يلي نصّ المقابلة: بي. بي. سي: سيادة الرئيس, قبلتم التنازل عن الحكم ضمن مبادرة دول الخليج, هل تعتقدون أن ذلك سوف يضع حداً للأزمة السياسية في اليمن؟. فخامة الرئيس: نحن رحّبنا بالمبادرة المقدمة من وزراء مجلس التعاون الخليجي وما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا إذا كانت هي التي ستعمل على رأب الصدع وحل المشكلة وإنهاء الفوضى والاعتصامات والتخريب وقطع الطرقات فنحن لماذا لا نتعاون معها في إطار الدستور, ونحن ندعو إلى انتخابات مبكّرة لمصلحة وطنية سواء نيابية أم رئاسية.. العالم الغربي تعلّمنا منهم الديمقراطية, هم يتحدثون عن الديمقراطية, ولكن في هذه العاصفة التي حدثت في منطقة الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة, مع تقديرنا لأصدقائنا في الغرب أنهم ينظرون إلى الأقلية ويهتمون بوضعها ولا ينظرون إلى الأغلبية بالرغم من أننا نحن تعلّمنا أنه من حصل على الأغلبية سوف يتحمل مسئولية الحكم, ولكن الآن تغيرت الموازين, القنوات الفضائية والإعلام الغربي وبعض الإعلام العربي يتّجه نحو الأقلية ويطالب الحكام بالرحيل, نحن نقول نحن على استعداد للتخلي عن السلطة لكن عبر صناديق الاقتراع, ولماذا الغرب يشتغل بمعايير مزدوجة, يعني ينظر إلى الفوضى وقال هذه إرادة الشعوب.. نحن نهتم بمطالب الشعوب, وشعبنا اليمني يعيش في بلد ديمقراطي تعددي سياسي, لماذا ننظر إلى الفوضى الخلاقة التي تحصل في الشوارع وقتل النفس المحرمة وقطع الطرقات وقتل رجال الشرطة وقتل العسكريين, لماذا لا ينظر الغرب من خلال قنواته الفضائية إلى التجمعات الكبيرة التي تحشد لتأييد الشرعية الدستورية وتأييد السلطة, لماذا ليس هناك اهتمام بذلك بل ينظر إلى الأقلّية في شارع الجامعة ويعطيهم اهتماماً كبيراً ولا يعطي للملايين التي تخرج في محافظات اليمن أي اهتمام وينادي السلطة لماذا ما تسرع في نقل السلطة.. طيب كيف تنقلها؟. هذا انقلاب.. تناديني من أمريكا ومن أوروبا بأن أنقل السلطة.. إلى من؟!. أنقلها إلى الانقلابيين؟!. لا.. أنا أنقلها عبر صناديق الانتخابات, نحن نشكّل لجنة عليا للانتخابات والاستفتاء وندعو إلى رقابة دولية تشرف على نزاهة الانتخابات وتعال خذها, لكن عملية انقلابية مرفوضة تماماً, نحن لن نقبل العملية الانقلابية سواء في الداخل أم تأييدها من الخارج, أية عملية انقلابية مرفوضة تماماً تماماً, لأننا نتمسّك بالشرعية الدستورية ونتمسّك بالدستور ولن نقبل بالفوضى. بي. بي. سي: هل تقول إن موافقتك على المبادرة الخليجية سوف تفتح المجال لديمقراطية أفضل في البلاد؟!. فخامة الرئيس: هذه معالجة.. نحن رحّبنا بها, رحّبنا بالمبادرة الخليجية, وإن شاء الله يضعون لها آلية.. ونحن نرحّب بها إذا كانت ستعمل على حل المشكلة ورأب الصدع, فليس عندنا مشكلة أن نضحّي بالسلطة, ونحن لسنا مهتمين بالسلطة, نحن مهتمون بالوطن, نحن مهتمون بالتنمية, مهتمون بالثقافة, مهتمون بالأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي, مهتمون بعدم إراقة الدم اليمني, هذا اهتمامنا كسلطة, ولذلك نحن عندما نقدّم تنازلات تلو التنازلات ليس ضعفاً في النظام السياسي ولكن حرصاً على الدم اليمني وعلى السلم الاجتماعي وعلى عدم وجود ثقافة الكراهية والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد, هذه التنازلات التي يقدّمها الرئيس أو حكومته أو حزب المؤتمر وحلفاؤه هو من أجل الوطن. بي. بي. سي: هل تعرّضتم للضغط من دول الخليج أو من الولاياتالمتحدة أو الغرب لتقديم هذه التنازلات؟. فخامة الرئيس: معروف أننا نتعرّض لضغط خارجي, لكن نحن نقرأ قرءاة في الداخل, نحن نرحّب بأي أفكار خارجية سواء من دول الجوار أم أي حل يصب في إطار حل المشكلة أو من دول صديقة لأننا نرى ما لا يرون، هم ينظرون عبر القنوات الفضائية, نحن نرى الشارع اليمني, نحن ضد التصدّع في السلم الاجتماعي داخل اليمن, نحن ندعو الشباب إلى الحوار, ندعوهم لنحقق لهم مطالبهم, ندعوهم إلى أن يشكّلوا حزباً سياسياً, لكن هؤلاء ليسوا هم الشباب, هم أحزاب اللقاء المشترك راكبون موجة الشباب وهذه أحزاب.. على فكرة إذا كانوا هم الآن يمارسون أعمال العنف والتخريب والتضليل والكذب وهم خارج السلطة كيف لو وصلوا إلى السلطة؟!. ستكون كارثة.. كارثة على الشعب اليمني. بي. بي. سي: المعارضة رحّبت بهذه المبادرة ولكن بعض أطيافها لايزال لديها بعض التحفظات على المبادرة, والشباب المعتصم في الشارع يرفضها تماماً, يريدونك أن تغادر مباشرة, هل تعتقد أن ذلك سيؤزّم الوضع أكثر؟. فخامة الرئيس: أنا أعتقد أن هذا هو سيصعّد الأزمة ولا يحل المشكلة, الآن هم في حالة استمرار, الذي في حي الجامعة خليط من الناصريين, على الاشتراكيين, على الإخوان المسلمين, على تنظيم القاعدة, على الحوثيين, وللأسف الشديد الغرب الذي يقولون إنه هو يقف معهم يقف إلى جانب عدم الخوض في مجال مكافحة الإرهاب ومنها تنظيم القاعدة, الآن تنظيم القاعدة يطلبونهم إلى المعسكرات الخارجة عن النظام والقانون, تنظيم القاعدة الآن يتحركون إلى هذه المعسكرات, وهذه المسألة خطيرة جداً جداً, هم يرمون بكل الأوراق يستهدفون رحيل السلطة وعليّ وعلى أعدائي يا رب، يعني عندما ترحل السلطة ويمسكها من يريد وهي الآن تنظيم القاعدة والجهاد موجودون في المعسكرات التي خرجت عن الشرعية. بي. بي. سي: كنتم دائماً شريكاً للغرب في محاربة الإرهاب ومحاربة القاعدة, هل تعتقدون أن الغرب ودول الجوار سوف تكون قلقة من مستقبل اليمن بعد رحيلكم؟. فخامة الرئيس: ما في شك أنهم سيكونون كذلك, هذا معناه من صنيعتهم أنهم الآن يتساهلون عن تنظيم القاعدة الذي عناصرهم الآن تتجه إلى المعسكرات التي خرجت عن الشرعية وإلى محل الاعتصامات وإلى قطع الطريق في مأرب وقطع الغاز عن المواطنين وقطع المحروقات والتقطّع في خط مأربصنعاء, هؤلاء منهم تنظيم القاعدة.. طيب لماذا الغرب لا ينظر إلى هذا العمل التخريبي وإلى خطورتهم في المستقبل, يعني بأيديهم الغرب هم صنعوا القاعدة أيام الحرب الباردة أيام أفغانستان وبعدين الغرب يدفع ثمن دعمهم لتنظيم القاعدة الآن وهم يتغاضون عن ما يعمله تنظيم القاعدة في اليمن, سيدفعون ثمن ذلك. بي. بي. سي: ماذا تعتقد الخطوة التالية سوف تكون, هل ستوافق المعارضة على كافة المبادرة.. هل ستشكّلون حكومة ائتلاف وطني مع المعارضة؟. فخامة الرئيس: يعني من الرد الأولي للمعارضة أنهم رافضون أن يشاركوا في الحكومة, يعني هذا واضح, نحن مضطرون أن نعيد تشكيل الحكومة من قوى التحالف ومن قوى مستقلة ومن حزب المؤتمر, لن نسمح أن يبقى الوطن مشدوداً وندعو إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة تحت إشراف دولي والذي يريد أن يصل إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع, لكن عبر الاعتصامات والفوضى وقطع الطرق والزحف على مؤسسات الدولة وتخريبها ونهب البنوك هذا مرفوض سيواجه بكل حزم من قبل الشعب, والشعب هو قادر أن يدافع عن مصالحه، الشعب اليمني سيدافع عن مصالحه وعن ما أنجزه خلال الفترة الماضية سيدافع عنها تماماً. بي. بي. سي: سوف تدعون إلى انتخابات مبكرة, متى سيحدث ذلك؟. فخامة الرئيس: نحن الآن في تشاور حول الدعوة إلى انتخابات مبكرة في ضوء المبادرة الخليجية. بي. بي. سي: وإن رفضت المعارضة هذه المبادرة؟!. فخامة الرئيس: إذا رفضتها سنخاطب الشعب والأغلبية ونتفاهم مع الغالبية العظمى وهو الشعب اليمني صاحب الأغلبية وهو السواد الأعظم. بي. بي. سي: ولكن هناك الكثير من اليمنيين الذين يعتصمون في الشوارع رغبتهم بمغادرتك الحكم فوراً؟!. فخامة الرئيس: صحيح هذه رغبتهم, لكن أنا أحترم رأي الأغلبية وهذا رأي أقلية, نحن نحتكم إلى الأغلبية, ولهذا نحن نخاطب الغرب هل نحن مع الأغلبية أو مع الأقلية؟!.. كيف الفهم الديمقراطي في الغرب انعكست الأمور الآن أننا مع الأقلية فنحن مؤيدون لنظرية الغرب أن الأقلية هي التي تحكم الأغلبية موافقين وإذا تغيرت الأيديولوجية والنظرية, أما نحن فمازلنا نفهم أن الأغلبية هي التي تحترم وهي صاحبة الحق. بي. بي. سي: ماذا تطالبون أو تتوقعون من العالم العربي والأوروبي مع المخاوف في الوضع الراهن؟. فخامة الرئيس: نتوقع من الأشقاء في الوطن العربي أن يقفوا إلى جانب أمن واستقرار اليمن ووحدته وكذلك الأصدقاء في الغرب, وأن يحترموا الشرعية الدستورية, وأن نحترم الدساتير والقاونين والأنظمة, وأن لا نخضع للابتزاز والفوضى والغوغائية. بي. بي. سي: ولكن إذا ما أصرّ شعبك - والعديد منهم متواجد في صنعاء وفي مدن أخرى - ويطالب بتنحيك الفوري, هل ستستمع لهم؟. فخامة الرئيس: إذا كان الشعب هو الأغلبية يطلب التنحي سأتنحى فوراً, إذا هو الشعب الأغلبية نعم، لكن لن أخضع للأقلية. بي. بي. سي: سيادة الرئيس.. شكراً لك. فخامة الرئيس: شكراً جزيلاً.