السُّلطان سالم سالم بن إدريس بن أحمد بن محمد. تاريخ الوفاة: 678ه / 1279م أبو محمد، الحبوضي؛ آخر ملوك الحبوضيين في مدينة (ظفار)، في سلطنة عمان اليوم. أقبل عليه أهل حضرموت إثر مجاعة، وقحطٍ شديدين، نزلا بهم، وطلبوا منه ما يدفعون به فاقتهم، على أن يسلموه مصانعهم القلاع والحصون فأجابهم إلى ذلك، وخرج معهم إلى حضرموت، فسلموا إليه المصانع، وأعطاهم جميع ما طلبوه، ثم عاد إلى مدينة (ظفار)؛ ظانًّا أن حضرموت صارت في يده، فانتفض أهل حضرموت، وأخرجوا عماله منها، وأخذوا جميع مصانعهم. فلما علم بالأمر أسف لذلك كثيرًا، واتفق أن السلطان (يوسف بن عمر الرسولي)، كان قد أرسل إلى ملوك فارس أحد سفرائه بهدية ثمينة، وصحب سفيره جماعة من التجار، فصرفتهم الريح عن طريق إيران، ورست سفنهم في ساحل مدينة (ظفار). فلما علم صاحب الترجمة بذلك، ظن أنه تعويض من الله له، على ما أضاع في حضرموت، فقام إليهم، وقبض ما معهم من الهدية، والأموال، والبضائع، ولما علم السلطان (يوسف بن عمر الرسولي) راسله، وقال له: “لم تجر بهذا عادة، ونحن نحذرك من قطع الطريق، وأنت تعلم ما بيننا وبين أبيك من الصحبة والمكافأة تمكينًا، غير أننا نتأدب بأدب القرآن؛ فإن الله يقول: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا). فغضب صاحب الترجمة لذلك، وأرسل يقول للسلطان (الرسولي): “هذا الرسول، فأين العذاب؟” وعَضَدَه على رأيه هذا (راشد بن شجعنة)؛ هربًا من الخراج الذي يدفعه إلى الملك (الرسولي). وحين وصل الرسول إلى الملك (يوسف بن عمر) أمر عامله على عدن الأمير (علي بن غازي)، بالتقدم لحرب (ظفار)، فذهب عامله إليها، ولم يوفق بالنجاح في مهمته؛ فرجع إلى عدن، ثم نهض صاحب الترجمة في إثره يطارده؛ حتى وصل بعسكره ساحل عدن، فغضب السلطان (الرسولي) لذلك غضبًا شديدًا، وجهز جيشًا عظيمًا في ثلاث فرق، وجعل عليه الأمير (شمس الدين أزدمر)، وشحن المراكب بالحبوب، والتمر، ومختلف آلة الحرب. وما كاد الجيش يصل مدينة (ظفار) حتى دارت المعركة، وقُتل صاحب الترجمة مع ثلاثمائة من فرسانه، وأسر ثلاثمائة من جيشه، وأهله وذويه كافة، وسِيقُوا إلى مدينة زبيد، ودخل جيش الملك (الرسولي) مدينة (ظفار) ظافرًا. وبذلك، تكون دولة (الحبوضي)، قد لفظت آخر أنفاسها.