أحمد بن عبدالله بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة بن هاشم. القرن الذي عاش فيه 7ه / 13م توفي عام 4 656 ه / 4 1258 م شمس الدين، ابن الإمام (عبدالله بن حمزة)؛ لم يُعرف مكان ولادته، وتوفي في مدينة صعدة. عالم، محقق في علوم اللغة العربية، عارف بالأنساب وأيام العرب، أمير، فارس، شاعر، أديب، أسندت إليه رئاسة (الأمراء الأشراف) من (بني حمزة) في عهد السلطان نور الدين (عمر بن علي رسول). وفي سنة 648ه/1250م بعد أن قُتل سلطان اليمن (عمر بن علي بن رسول) قام الإمام (أحمد بن الحسين القاسمي العياني) صاحب (ذيبين) ودعا لنفسه بالإمامة، وكتب إلى صاحب الترجمة يستميله، فوافقه على الأمر مدة، ثم اختلفا، وعاد صاحب الترجمة لولاء الملك المظفر (يوسف بن عمر بن علي بن رسول) الذي تولى الحكم بعد وفاة أبيه، تائبًا طالبًا عفوه، فعفا عنه، واستعان به ضد الإمام الخارج عليه، وكتب إلى ابن أخيه الأمير (محمد بن الحسين بن علي) أمير مدينة صنعاء أن يتعاون مع صاحب الترجمة في القضاء على الإمام (أحمد بن الحسين) في بلاد صعدة، ووقعت بين الفريقين معركة حامية أيامًا متتالية. ولما رأى (أحمد بن الحسين) ضعف موقفه ترك بلاد صعدة، وفيها نصف جيشه، بقيادة (الحسن بن وهاس)، وفرَّ إلى حصن (عَلاَف)، غربي مدينة صعدة، فدخل الجيش الرسولي مدينة صعدة، ونهبت نهبًا شديدًا، أجار فيها الأمير (أسد الدين) أجزل الناس، وستر الحريم والأطفال. وعاد صاحب الترجمة مع الأمير (أسد الدين) إلى مدينة صنعاء، حيث توجها بأمر من الملك إلى منطقة (الظاهر) - مدينة (خَمِر) حاليًا - لملاحقة الإمام (أحمد بن الحسين) الذي تحصن في موضعٍ يقال له: (حَجِر) من بلاد (حِمْيَر)، وجرت بين الفريقين معركة، قتل فيها الكثير من عساكر الإمام (أحمد بن الحسين)، وأنصاره. وفي سنة 652ه/1254م، خرج صاحب الترجمة وأخوه (داوُد)، وجماعة من (بني حمزة) إلى مدينة زبيد لمقابلة السلطان (يوسف بن عمر الرسولي)، الذي استقبلهم بحفاوة بالغة، وأكرمهم وأجزل عطاءهم، وأقطع صاحب الترجمة بلدة (القحمة)، وهي قرية تهامية شمالي شرق مدينة زبيد. وواصل صاحب الترجمة محاربته للإمام (أحمد بن الحسين) الذي بدأ الناس يَنفضُّون عنه، ويعيبون عليه أشياء في حدة طباعه وأفعاله، واجتمعت كلمة علماء من الزيدية والشيعة على مقاتلته، بعد أن طلبوا مناظرته، فيما شاع عنه، فأبى، وأرسل صاحب الترجمة إلى الملك يُعلمه بذلك، ويطلب منه العون؛ فأرسل إليه بمائة ألف درهم. ودارت المعركة بين الفريقين، وانتهت بمقتل الإمام (أحمد بن الحسين) فأرسل صاحب الترجمة إلى السلطان يعلمه بالنصر، وأنشد - ورأس الإمام بين يديه- : وأبْلَجَ ذي تاجٍ أشاط رماحنا بمعتركٍ بين الفوارس أقتما هوى بين أيدي الخيل إذ فتكت به صدور العوالي تنضح المسك والدما وكان صاحب الترجمة شاعرًا فصيحًا، ومن ذلك قوله يمدح الملك (يوسف بن عمر الرسولي) من قصيدة طويلة: لعل الليالي الماضيات تعودُ وتبدو نجوم الدهر وهْي سعودُ على منزلٍ ما بين (نعمان) و(اللوا) وجرَّت عليه الرامسات قرودُ إلى أن يقول: ولما قصدت الملك ذا التاج يوسفًا علمت بأن الهم ليس يعودُ دعوت فلباني فتى لا مزندٌ ملولٌ ولا واهي اليدين بليدُ وكان الشعراء يقصدون صاحب الترجمة ويمدحونه، فيجزيهم الجوائز السنية، وفيه للشاعر (القاسم بن علي بن هتيمل) عشرات القصائد المادحة، ومن أشهرها قصيدته الغزلية، التي مطلعها: أنا من ناظري عليك أغارُ وارِ عَنِّي ما حال عنه الخمارُ يا قضيبًا من فضة يقطف النر جس من وجنتيه والجلنارُ صن محياك بالنقاب وإلا نهبته القلوب والأبصارُ وللشيعة في مصادرهم غمز ولمزٌ في سيرة هذا الأمير، انتقامًا للإمام (أحمد بن الحسين) الذي دعا لنفسه بالإمامة، ولأن هذا الأمير تخلى عن الدعوة بالإمامة لنفسه خلفًا لأبيه، وبايع (آل رسول)، ولعلنا نصيب الحق إذا قلنا: إنَّ صاحب الترجمة كان سياسيًّا، بارعًا، يجيد دراسة الأمور، ويقدِّر لكل موقف قدره، فما كان قادرًا على مقاومة الدولة (الرسولية) كما فعل الإمام (أحمد بن الحسين العياني). وقيل: توفي في 5/656ه، 6/1258م، والله أعلم.