أطلَّت الإعلاميَّة السوريَّة المستقيلة من قناة “الجزيرة”، لونا الشبل، على التلفزيون السوري مساء أمس الأول، في برنامج “لقاء خاص” لتكشف من خلاله عن حقائق إعلاميَّة وصفها البعض بالغرفة السوداء في قناة “الجزيرة” حول ما تبثه من تقارير مصوَّرة، وتنقله من أخبار عن الأحداث في المنطقة ، يقال إنَّ بعضها مفبرك، بحيث لا تحترم هذه القناة المصداقيّة والحرفيَّة الإعلاميَّة في نقل الأخبار خدمةً لبعض المخطَّطات السياسيَّة الَّتي يدرس لها منذ أيَّام جورج بوش وتوني بلير، والهدف منها إسقاط بعض الأنظمة ومنها النظام السوري وليس تحسينه، حيث أكَّدت الشبل أنَّ الهجمة الإعلاميَّة على سوريا بدأت منذ سنوات داخل القناة، الَّتي تسلَّحت بقاعدة بث خمسة أخبار صحيحة مقابل خبر واحد خاطئ، لتصبح على مدار السنوات على قدرٍ كبيرٍ من المصداقيَّة لدى المشاهدين. “الجزيرة” تخدم أجندات سياسيَّة موضوعة منذ أيَّام بوش وأكَّدت الشبل أنَّ هذا المخطَط كُتب عنه في العديد من الصحف والقنوات العربيَّة والغربيَّة وبعض الكتب، وأبرزها “كتاب المحافظون الجدد” حيث يقام على دعم المعارضين المحلِّيين في أي دولة لإسقاط النظام الذي يُعتقد أنَّه قد يضرُّ بمصالح أميركا وإسرائيل، كما أنَّ الموضوع لا يقتصر على “الجزيرة” و”العربيَّة” و”الشَّرق الأوسط” و”الحياة”، لأنَّ المخطَّط أكبر بكثير، وهو مكشوفٌ حتَّى في كتب غربيَّة صدرت منذ سنوات، وبعضها صدر بعد عهد بوش ورايس. المؤامرة على سوريا تعتمد على تزييف وتزوير الوقائع وتضخيمها والهدف إزالة النظام وترى الشبل أنَّ الشَّارع السوري شعر بما تقوم به بعض المحطَّات من تزوير وتزييف للحقائق، بعد أنّْ أصبح السكين على رقابنا وقالت: “صحيح أنَّ “الجزيرة” تذيع الخبر الذي يناسبها عن سوريا، وهذا نهج إتُبِع مع أغلب الدول الَّتي جرى فيها إحتجاجات وإنقسامات كالسودان وتونس ومصر وليبيا واليمن”، مضيفةً: “هناك مؤامرة واضحة على سوريا والعالم العربي، من خلال الإشاعات والأخبار المدسوسة والملفقة، أو الأخبار المعلنة وفق أهواء البعض، أو المخطَّط المرسوم للوسيلة الإعلاميَّة”. ويكيليكس: قطر كانت مهتمة بإزاحة النظام المصري وعوَّلت على دور فعَّال ل”الجزيرة” لتحقيق ذلك كما تطرَّقت الشبل في حديثها إلى وثائق “ويكيليكس” الَّتي تخصُّ قناة “الجزيرة”، حيث أكَّدت تلك الوثائق أنَّ وزير الخارجيَّة القطري ورئيس الوزراء عبَّر عن اهتمام قطر بإزاحة النظام المصري، على أنّْ تلعب الجزيرة دورًا هامًّا في هذه العمليَّة، طبقًا للوثائق، وهو ما جرى فعلًا حسب قول الشبل. الصحافة باتت غطاءً للجاسوسيَّة وأشارت الشبل إلى أنَّ العديد من الصحف ووكالات الأنباء تتعامل مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركيَّة (CIA) وبعض موظفي تلك الصحف والوكالات هم جواسيس يتخذون الصحافة غطاءً، كما يتخذون صفة المحللين السياسيين نقابًا يخفون من خلاله وجههم الحقيقي. وقالت الشبل إنَّ قناة “الجزيرة” الَّتي دخلتها منذ سنوات هي غير قناة “الجزيرة” الموجودة حاليًا، مشيرةً إلى أنَّ ميثاق الشَّرف الموجود في القناة لا يُعمل به حاليًا، إنَّما الأمور تمشي وفق أجندات سياسيَّة تنفذها مخطَّطات إعلاميَّة، وما تقوم به “الجزيرة” هو عمل ممنهج وتمَّ في مصر وليبيا والسودان. هناك دول خليجيَّة لا تمتلك مجلس شعب فلا يجدر بها أنّْ تعلِّم سوريا معنى الديمقراطيَّة وأشارت لونا إلى أنَّ بعض وسائل الإعلام المموَّلة من دول خليجيَّة تنفذ الأجندات الَّتي تفرضها عليها تلك الدول، حيث إنَّ من يدفع المال هو من يقرِّر السياسة، حيث قالت: “الإعلام العربي مموَّل بشكلٍ كاملٍ من دول الخليج، ومن يدفع المال هو من يقرِّر السياسة، والآن دول الخليج قلقة من إيران ومن تحالفها مع سوريا، ووسائل الاعلام الَّتي تدعمهم كلَّها موجَّهة لهذا الامر”، وأضافت: “هناك دول خليجيَّة لا تحتوي لا على مجلس نواب أو شعب، فلا يعلمونا الديموقراطيَّة”. الثورة السوريَّة موجودة في ألمانيا وليبحث الصحافيون عن تاريخ فداء طريف السيِّد وأكَّدت الشبل أنَّ الإعلام السوري وقع في الفخ الطائفي الذي تعمل القوى الخارجيَّة عليه، مشيرةً إلى أنَّ قيادة ما يسمى ب “الثورة السوريَّة” موجودة في ألمانيا، وأنَّ من يقودها هو، فداء طريف السيد، العضو في اللجنة المؤقتة ل”إعلان دمشق” في الخارج الذي يترأسه الدكتور، عبد الرزاق عيد، مطالبةً بالبحث عنه ومعرفة كيفيَّة إدارته للأمور من مكتبه في السويد. وطالبت لونا الإعلام السوري بضرورة توجيه اهتمامه إلى الإصلاحات الَّتي تقوم بها الحكومة، وعدم الإلتفات إلى النَّاحية الأمنيَّة الَّتي جُرَّ الإعلام السوري إليها. وطالبت الشبل المعارضة والمتظاهرين أصحاب الحقوق المشروعة بفرز أنفسهم عن الذين يخرجون هذه الأيَّام بقصد التَّخريب وبث روح الفتنة، حيث إنَّهم وبحسب وصفها يريدون قطع أياديهم بالسواطير الَّتي يحملونها خلال مظاهراتهم، وهو ما بدا جليًا من خلال التَّمثيل بجثث عناصر الأمن، مشيرةً إلى أنَّ الشَّارع السوري وعلى الرغم من الأزمة الَّتي يمرُّ بها غير أنَّه يقف صفًّا واحدًا. عمليَّات المونتاج ماشيةٌ على قدمٍ وساقٍ لتحريف الوقائع وحول الصور الَّتي تبثَّها الفضائيَّات عن المظاهرات في سوريا، أكَّدت الشبل وجود غرف “سوداء” في الفضائيَّات تقوم بعمل مونتاج على تلك الأفلام لتوحي أنَّها من داخل سوريا، واستعانت الشبل بمقطع الفيديو الذي أظهر عناصر أمن يقومون بضرب النَّاس في قرية البيضاء كمثال للدلالة على أنَّ هناك عمليَّة مونتاج تمَّت بحرفيَّةٍ عاليةٍ لتوحي بأنَّ عناصر الأمن تقوم بتلك الأفعال. سوريا عاشت تحت ضغوط “الشهود الزور” واليوم ترزح تحت ضغوط “الشهود العيان” المفبركين وحول شهود العيان الَّتي تنتحل أسماؤهم، دعت الشبل أصحاب الشَّخصيَّات الحقيقيَّة إلى رفع دعوى قضائيَّة بحق تلك القنوات لما تسبِّبه من أذى لهم، حيث قالت أنَّ هناك شاهد عيان قيل إنَّه من درعا ولكنَّه حقيقةً موجودٌ في لبنان، مشيرةً إلى إنَّ الشَّعب السوري هذه الأيَّام هو أمام حرب إشاعات، مؤكِّدةً ضرورة التَّفريق بين الدعاية والإشاعة حيث إنَّ الدعاية وحسب قولها معروفة المصدر والأهداف، بينما الإشاعة فهي غير معروفة لا المصدر ولا النوايا، وتعمل على إثارة المشاعر ومن خلال التركيز على الحاجات اليوميَّة للمواطنين، مؤكِّدةً أنَّ ما يحدث في قناة “الجزيرة” هو خيانة للأمانة الصحفيَّة. والجدير بالذكر أنَّ الإعلاميَّة، لونا الشبل، انضمت إلى قناة “الجزيرة” في العام 2002 وعملت كمذيعة ومقدِّمة لنشرة الأخبار، إضافة إلى أنَّها قدَّمت لمدة عامين برنامج “للنساء فقط”، وهي من مواليد سوريا في العام 1975، وتحمل ماجستير في الإعلام، وبكالوريوس آداب قسم اللغة الفرنسيَّة من جامعة دمشق، ودبلوم في التَّرجمة الفوريَة، وعملت في التلفزيون السوري لمدَّة عامين قبل انضمامها لفريق قناة “الجزيرة”. وكان مدير مكتب قناة “الجزيرة” في بيروت، غسان بن جدو، قد أعلن منذ أيَّام عن استقالته من العمل في القناة وذكر في تصاريح صحفيَّة أنَّ الاستقالة هذه لا عودة عنها، وفي حين ذكرت مصادر نقلاً عنه أنَّ سبب الاستقالة هو السياسة المتبعة لقناة “الجزيرة” في تغطية الأحداث في عدَّة دول عربيَّة لا سيما سوريا، وعدم احترامها للمهنيَّة الإعلاميَّة المشهورة بها، نفت مصادر أخرى ذلك ونقلت عن لسانه بأنَّه لم يعلِّل سبب الاستقالة حتَّى الآن. يذكر أنَّ الإعلاميَّة السوريَّة، لونا الشبل، استقالت مع أربع أخريات من طاقم “الجزيرة” في شهر آيار من العام الفائت 2010، وعلَلوا حينها سبب الاستقالة بالاعتراض على السياسة الإداريَّة للقناة الَّتي تتبع منهجيَّةً خاطئةً قائمةً على التَّمييز بين مذيعٍ وآخر وبين الرجل والمرأة في القناة. “عن إيلاف”