عندما كانت الصلوات والابتهالات تصعد عبر الأشعة التي ترسلها الشمس على أركان الحضارة الصخرية، كانت قوة الإرادة تجبر صلابة الصخر على التشكل . حين كانت الخيرات تبذل حلاوتها، كان فأراً عائد على الرمال التي تتشبث بها أوتاد البساتين وجذور حضارة (الجنتين) التي تدغدغها برودة المياه المتسللة عبر صلابة الصخور المكونة ل (السد) الذي تفضي إليه مياه الروافد، كوابيس تعكر صفو الأحلام مبشرة بالاندثار، صمت يطبق على القرابين حين توجه إليها التوسلات والاعتقادات، الشمس تتوسد عتمة السحب وهي تلقي ما جمعته من قطرات على أكناف الروافد التي تمد يدها، الروافد تلقي كتل المياه إلى السد عبر فمه الفاغر، عجزت صلابة الصخور عن التصدي للقوة التي تدفعها وهي ترتطم ببعضها، الصخور تركض أمام الاندفاعات التي تركض خلف الرمال المتوسدة أوتاد البساتين وجذور الحضارة التي عرفت ب (سبأ)، طوت الاندفاعات معالم الحياة، الفأر يسير ويسير خلفه ذيله وألسن الاندفاعات ، الأرض تلقى على وجهها الجبال حين شتتت أعضاؤها، القرابين تحاول النهوض والعار يلاحقها، الشمس تطوي أشعتها حول قرصها الذي غطته الصفرة، والفأر يحاول الإفلات من نظرات الشمس التي تقترب منه وهو يحمل مؤخرة ذيله على أطراف مخالب يده اليمنى، شعر بأن لعنة الشمس تتبعه حين وجهت إليه خيوط الكارثة، اللعنة تتبعه وهو يركض وتركض خلفه أصوات الاندفاعات، بدأت الشمس تحتضر حين ربط جزء من ذيله حول عنقه الذي يتدلى منه الجزء الآخر، كانت الاندفاعات تستقر أمام الصخرة التي صعد إليها ورفع جسمه على قدميه معلناً انتصاره على الشمس ..