المناسبات قات.. قات.. إلا عيد الأضحى, فهو قات, وكبش.. قات, وكبش لمدهش مثل غيره, هنا, وهناك, ورسائل قصيرة عبر المحمول.. رسائل.. رسائل عبر المحمول لاتنقطع.. رسائل لتبادل التهاني.. المحمول الذي أتى لنا برسائل حملت الطريف من الرسائل.. رسائل خرجت عن المألوف.. كل عام وأنتم بخير.. جملة تبدو مملة ومكررة.. المحمول كسر الملل برسائله الطريفة.. العيد قات, وكبش, ورسائل عبر المحمول.. قبل العيد بأسبوع يكون مدهش قد أحضر الكبش ليحل ضيفاً عزيزاً على حديقته الصغيرة.. ضيفاً ينتظر الذبح.. ضيفاً ليفرح به الصغار.. صغار لايعني لهم الكبش, إلا كائناً حياً يمشي على أربع. يقدمون له الطعام, ويجرون خلفه, ولامانع من الركوب عليه, ويعني له لحماً طازجاً طيباً سيلتهمه حين يحل العيد.. عيد يتكرر كل عام منذ مئات السنين.. لاعيد إلا بالكبش وعلى المعسرين أن ينتظروا مايقدمه لهم الميسورون.. كل أيامه أعياد مادام القات وعيد الأضحى كبش وقات, ورسائل قصيرة.. يسمع رنة على محموله في اليوم الثامن لذي الحجة.. رنة الرسائل.. ضغط على زر ويقرأ: قبل الزحمة وتقطيع اللحمة ونزع الشحمة وشب الفحمة كل أضحى وأنت في نعمة أراد صديقه أن يأتي بالجديد من التهاني تهنئة غير عادية.. سمع رنة ثانية.. قرأ: قبل الناس والأجناس وقبل عرفه ماتنداس كل عيد وأنت(...) ترك مكان الكلمة الأخيرة فارغاً.. حك مدهش رأسه.. ربما أراد أن يقول..(ماس) أو(أغلى الناس) وربما.. يسمع رنة ثالثة يضغط على الزر.. قرأ: أكيد أشتريت كبش.. العيد كبش فكل كبش ونفسك مفتوحة .. الكبش.. الطلي.. الخروف.. مسميات ثلاثة لحيوان واحد.. واحد موجود طوال العام في محلات الجزارين، غير أنه في العيد يكون له شكل, وطعم ثان, كأنه تحول إلى كائن غير الكائن الذي نراه طوال العام. وهو للمعسرين مناسبة لتذوق اللحم.. لحم افتقدوه طوال العام, وفي أحسن الأحوال في معظم أيام العام.. الكبش مفرد كباش.. ملايين الكباش تذبح في هذا اليوم.. تذبح أينما وجد مسلمون, وهم في هذا اليوم مئات الآلاف في الأراضي المقدسة.. قات وكبش ورسائل.. رسائل لاتنقطع ورسالة المتنبي يتردد صداها كل عيد: عيد بأية حال عدت ياعيد بما مضى أم لأمر فيك تجديد عيد يتكرر كل عام.. يتكرر بطقوسه.. وطقوسه الكبش والقات ورسائل مرسومة بالمحمول.. يتوقع مدهش شيئاً ما في اليوم التاسع من ذي الحجة.. كل الناس ومايسمعه من أخبار في نشرات التلفزيون بأن شيئاً ما.. شيء سيأتي بجديد في هذا العيد حيثما ذهب في ليلة التاسع من ذي الحجة, اليوم الذي يحتفل فيه مدهش بالعيد وذبح الكبش.. يسأل زوجته المشغولة في إعداد أطباق(الجعالة): - ماذا سيحدث غداً.. ترد: - كل عام وأنت بخير.. عيد كسائر الأعياد.. كبش وقات وجعالة.. يضغط على مفتاح التلفزيون, يقرأ في شريط الأخبار أخبار متناقضة.. ينادي زوجته يقول: - اقرأي شريط الأخبار.. تتأمل.. تفرك عينها.. تقول: - هل يمكن أن يحدث هذا.. صمتت, وعينه مثل عينه على الشريط.. نظرات تعوم مع الشريط وخبر عاجل وصوت المذيع يعلن, توقع ربما يكون واقعاً.. توقع ربما لن يلبث بعد ساعات معدودة أن يكون واقعاً.. لاتريد أن تصدق, ولايريد أن يصدق.. لم يكن جديداً أو غير متوقع, ولكن أن يكون غداً, وبعد ساعات قليلة من الآن.. يضغط ثانية على الزر, ليغيب الشريط, وصوت المذيع.. لايريد أن يقرأ, أو يسمع.. ينزع ماعليه من ثياب ويستبدلها بثياب النوم.. يستلقي على الفراش, ويغط في نوم عميق.. نوم أراد أن يهرب إليه.. يهرب مما يدور حوله, ومايبثه التلفزيون.. يستيقظ على رنة تلفونه المحمول.. رنة الرسالة.. يحاول أن يتجاهلها, إلا أنها في هذه المرة رنة طويلة, ورنة غير الرنة.. تجاهل لم يطل, لأن مايسمعه كان أقوى من أن يصمد في تجاهله.. ضغط على الزر, وقرأ(من مجهول): من يصنعهم.. والكباش فكل عام والكباش بخير.