رأس فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح, رئيس الجمهورية أمس وبحضور الأخ عبدربه منصور هادي, نائب رئيس الجمهورية اجتماعاً موسّعاً مشتركاً ضم الهيئة الوزارية وكتلة المؤتمر الشعبي العام في مجلسي النواب والشورى وأعضاء اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام. حيث جرى الوقوف أمام تطورات الأوضاع الجارية في الساحة الوطنية وتداعيات الأزمة الراهنة التي تعيشها البلاد في ضوء المواقف المتعنتة لأحزاب اللقاء المشترك وما تقوم به من أعمال تصعيد وتخريب وقتل وإضرار بمصالح الوطن والمواطنين والتعدّي على الممتلكات العامة والخاصة. وقد أطلع الأخ رئيس مجلس الوزراء الاجتماع على نتائج جولته الخليجية التي شملت كلاً من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت ومملكة البحرين، والمباحثات التي أجراها مع قادة تلك الدول الشقيقة، والتي تناولت تطورات الأوضاع في بلادنا وشرح الموقف إزاء الجهود والمساعي الخيّرة التي تبذلها دول مجلس التعاون الخليجي من أجل حل الأزمة في اليمن, وترحيب بلادنا بالمبادرة الخليجية والاستعداد للتعامل الإيجابي معها، وأهمية الجلوس على طاولة الحوار ترجمة لما ورد في اتفاقية المبادرة الخليجية باعتبارها منظومة متكاملة غير قابلة للانتقاء والتجزئة. وأطلع وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي الاجتماع على تحركات الدبلوماسية اليمنية مع الدول الشقيقة والصديقة لشرح حقيقة الأوضاع في ضوء كافة التطورات، وما يتم بذله من جهود من أجل احتواء الأزمة بالطرق السلمية التي تجنّب بلادنا الفتنة. وقد أكد فخامة رئيس الجمهورية خلال الاجتماع أهمية أن تضطلع كافة المؤسسات بدورها كل في نطاق اختصاصه وإشراك كافة الفعاليات وعلى كافة المستويات من أجل الوقوف إزاء ما يواجهه الوطن من تحديات نتيجة تلك الأزمة التي افتعلتها أحزاب اللقاء المشترك واتخاذ القرارات المناسبة التي تكفل الخروج من تلك الأزمة، وبما يخدم مصلحة الوطن. مستعرضاًَ كافة الجهود المبذولة من أجل تجنيب البلاد الفتنة وإراقة الدماء التي يسعى إليها اللقاء المشترك وحلفاؤهم، وصون أمن الوطن واستقراره ووحدته ومكاسبه العظيمة وثوابته على الرغم من كل الاستفزازات وأعمال التعنت التي تقوم بها أحزاب اللقاء المشترك وحلفاؤهم تنظيم القاعدة، والتي شملت القيام بالاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وقطع الطرقات ومنع وصول إمدادات الغاز والوقود إلى المواطنين بالإضافة إلى ضرب أبراج الكهرباء وأعمال القتل والاعتداءات على الجنود أثناء أدائهم واجبهم في الحفاظ على الأمن والسكينة ومنها ما حدث مؤخراً في مأرب وشبوة والبيضاء وكذا ما حدث في الماضي في كل من أبين وحضرموت، حيث استشهد عدد من الجنود أثناء أدائهم واجبهم إلى جانب تلك الأعمال التخريبية التي قامت بها عناصر أحزاب اللقاء المشترك في كل من تعز وإب والحديدة وعدن من اعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة والإضرار بالأمن وآخرها ما حدث يوم الأربعاء أثناء قيام العناصر التخريبية التابعة لتلك الأحزاب بمحاولة اقتحام مبنى مجلس الوزراء وإذاعة صنعاء. وأشار فخامة الأخ الرئيس إلى أن هناك قيادات في أحزاب اللقاء المشترك متعطشة لإراقة الدماء وإزهاق الأرواح البريئة وتحميل السلطة مسؤولية ذلك لاستثارة الرأي العام وتضليله. موضحاً أن العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة والتي خرجت من عباءة حزب الإخوان المسلمين (التجمع اليمني للإصلاح) تسعى وبالتحالف مع أحزاب اللقاء المشترك إلى ارتكاب أعمال العنف والتخريب والإرهاب بهدف زعزعة الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي لتحقيق أهدافها التخريبية والإرهابية والإضرار بمصالح الوطن والمواطن. هذا وقد ندّد الاجتماع بكافة الأعمال الخارجة عن القانون التي تقوم بها عناصر أحزاب اللقاء المشترك وحلفاؤها لجر الوطن إلى أتوان الفتنة وإراقة الدماء والإضرار بالاقتصاد الوطني ومصالح المواطنين والسكينة العامة في المجتمع. وأشاد الاجتماع بالدعوات المتكررة لفخامة الأخ رئيس الجمهورية للحوار باعتباره الوسيلة المثلى لمعالجة كافة القضايا التي تهم الوطن.. مطالباً أحزاب اللقاء المشترك الاستجابة لتلك الدعوات والاحتكام إلى العقل وبما يحقق التفاهم ويحقن الدماء ويخدم المصلحة الوطنية. كما جدد الاجتماع المشترك الترحيب بالجهود والمساعي المبذولة من الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي، وأكد التعاطي الإيجابي معها كمنظومة متكاملة غير قابلة للتجزئة أو الانتقاء، مؤكداً أهمية إيجاد آلية تنفيذية تلتزم بها كافة الأطراف وفي ظل ضمانة الأشقاء والأصدقاء من دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي وبما يكفل لها النجاح وتحقيق الأهداف المرجوة منها في حل الأزمة. حضر الاجتماع رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي ورئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور ورئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني والمستشار السياسي لرئيس الجمهورية الدكتور عبدالكريم الإرياني.