اندلعت مواجهات بين عشرات الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلية أمس الأحد في غزة ونابلس والخليل والقدس بالضفة الغربية خلال تظاهرات إحياء الذكرى ال63 للنكبة، ذكرى قيام دولة اسرائيل في 1948م. حيث أصيب 35 فلسطينيا بنيران قوات الاحتلال أمس على هامش تظاهرة في هذه الذكرى التي تدعى بيوم النكبة قرب معبر ايريز في شمال قطاع غزة. وقال الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارىء في قطاع غزة ادهم ابو سلمية “اصيب 35 شخصاً على الاقل بالرصاص وبقذائف اطلقتها الدبابات الاسرائيلية، وخمسة منهم في حالة خطيرة من بينهم صحفي في حالة خطيرة جدا”ً. وأضاف أن المصابين “تتراوح أعمار معظمهم ما بين 12 و17 عاما وقد نقلوا لتلقي العلاج في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا” شمال القطاع. وأفاد شهود عيان أن الجنود الإسرائيليين فتحوا النار وأن دباباتهم اطلقت ست قذائف باتجاه شبان فلسطينيين اقتربوا من معبر ايريز على هامش تظاهرة نظمتها الفصائل الفلسطينية في الذكرى ال63 للنكبة. وشارك آلاف الفلسطينيين في تظاهرة قرب معبر ايريز في الذكرى ال63 للنكبة. وانتشر في المكان عدد كبير من قوى الأمن التابعة للحكومة المقالة لمنع المشاركين من الاقتراب من الموقع الإسرائيلي، غير أن ذلك لم يحل دون محاولة عدد من المشاركين التقدم نحو السياج الأمني الإسرائيلي. وسرعان ما أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلية أعيرة نارية وعدة قذائف في محيط المتظاهرين لمنع أي محاولة للتقدم. وخلال الاحتفال الذي سبق القصف الإسرائيلي في المكان، قال مفوض شؤون اللاجئين في منظمة التحرير وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح زكريا الآغا “مهما تباعدت المسافات لن نتخلى عن حق العودة، فالشعب موحد واحد، والقضية واحدة لا تتجزأ وجوهرها هو قضية اللاجئين وإنجاز حق العودة وفق القرار الدولي 194”. ومن جانبه حمّل القيادي في حماس إسماعيل رضوان في كلمته باسم القوى الوطنية والإسلامية بريطانيا مسؤولية “الجريمة الإنسانية والأخلاقية بإعطاء ما لا حق له ما لا تملك” في إشارة إلى وعد بلفور. ودعا بريطانيا إلى “تصحيح هذه الجريمة”، مؤكداً أن الشعب لن يتنازل عن حقه، وسيبقى هذا الحق ماثلاً حتى نعود إلى مدننا وقرانا الفلسطينية. وشارك في المسيرة قرابة 70 متضامنا إيطالياً كانوا قدموا إلى غزة خلال الأيام الماضية للتعبير عن استمرارهم في التضامن مع غزة بعد مقتل المتضامن الإيطالي فيتوريو أريغوني على أيدي مجموعة مسلحة. وشهد جنوب قطاع غزة مسيرة مماثلة حيث توجه الآلاف باتجاه معبر رفح الحدودي مع مصر حيث رفعت خلالها الأعلام الفلسطينية ورددت هتافات تطالب بتحقيق العودة. وفي الضفة الغربية اندلعت مواجهات عنيفة قرب حاجز قلنديا الفاصل بين رام اللهوالقدس، حيث رشق الشبان الفلسطينيون القوات الإسرائيلية بالحجارة وأشعلوا إطارات السيارات فيما ردت القوات الإسرائيلية بإطلاق أعيرة نارية وقنابل مسيلة للدموع وأفيد عن وقوع عدة إصابات. واندلعت مواجهات مماثلة في عدة مدن في الضفة خاصة في القدس ونابلس والخليل. وقال مصدر مقدسي إن أربعة فلسطينيين على الأقل أصيبوا خلال مواجهات القدس. وكانت القوى الوطنية والإسلامية دعت لتظاهرات واسعة في الذكرى ال63 للنكبة، بالتوازي مع دعوات عبر الفيس بوك لإطلاق انتفاضة ثالثة حتى تحقيق العودة. ومن جهة أخرى توجه آلاف من اللاجئين الفلسطينيين من مناطق مختلفة قبل ظهر أمس إلى منطقة مارون الراس الحدودية مع اسرائيل في جنوبلبنان، في مسيرة “العودة الى فلسطين” في الذكرى الثالثة والستين للنكبة. ومن مدينة صور جنوببيروت انطلقت عشرات الحافلات محملة بآلاف الاشخاص من سكان المخيمات الفلسطينية في المدينة، من رجال ونساء وأطفال. وحملت الباصات اسماء قرى فلسطينية هجرها اهلها منذ العام 1948 وفي مراحل لاحقة من الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وبينها بيت لحم، وحيفا، ولوبيه، وأم الفحم وغيرها, وارتفعت لافتة كبيرة على طريق صور الساحلية كتب عليها “42 كيلومترًا نحو فلسطين”. وكانت شكلت في المخيمات لجان مشتركة لتنظيم مسيرة أمس المنسقة مع عدد من الدول العربية التي لها حدود مشتركة مع إسرائيل ويفترض ان تشهد مسيرات مماثلة نحو الحدود. ومن داخل الباصات ارتفعت هتافات “الشعب يريد العودة”. وفي مدينة صيدا القريبة انطلق موكب مماثل من الحافلات بعد إشكال بسيط بسبب كثرة عدد المشاركين وعدم وجود وسائل نقل كافية. إلا أن المنظمين ما لبثوا ان أمنوا حافلات إضافية. وفي مارون الراس، على بعد كيلومتر واحد من الحدود مع اسرائيل، بدأ الواصلون يتجمعون. وأدى عدد من رجال الدين الصلاة وتلوا “دعاء من أجل فلسطين”. إلى ذلك أفادت تقارير إسرائيلية بأن عشرات السوريين يتخطون الحدود ويدخلون إلى هضبة الجولان ويصلون إلى مجدل شمس والمعلومات تتحدث عن تبادل إطلاق نار وسقوط إصابات كثيرة. وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية: إن الجيش الإسرائيلي أعلن عن المنطقة أنها منطقة عسكرية مغلقة وأن حالة من الفوضى تسود المكان. ووفقا للمعلومات الأولية فإن السوريين الذين تجاوزوا الحدود هم من أصول فلسطينية كانوا في مسيرة انطلقت من داخل الأراضي السورية بمناسبة ذكرى النكبة وتمكنوا من دخول الهضبة التي تخضع للاحتلال الاسرائيلي منذ حرب 1967م. وقال شاهد عيان من قرية مجدل شمس للإذاعة الإسرائيلية إن آلاف الأشخاص سيتخطون الحدود ويدخلون إلى الجولان عبر مناطق بعضها هي حقول ألغام. ويتواجد في المنطقة قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي التي تطلق النار على المتظاهرين. على نفس السياق أحيا اللاجئون الفلسطينيون في مخيماتهم بلبنان أمس الأحد الذكرى السنوية ال 63 لنكبتهم الأليمة التي حلت بهم في العام 1948م بإخراجهم عنوة من ديارهم على أيدي العصابات الصهيونية آنذاك. حيث نظم اللاجئون الفلسطينيون في مخيماتهم خلال الساعات القليلة الماضية مسيرات واعتصامات ومهرجانات شعبية أكدوا خلالها تمسكهم بقرارات الشرعية الدولية وبحقهم بالعودة إلى ديارهم وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ففي مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيينببيروت حيث جلس الكبار في السن من أبناء المخيم في حلقة مستديرة يتذكرون فيها ما تعرضوا له من حرب إبادة وتهجير في مايو عام 1948م واستعرض نايف الخطيب ما تعرضت له أسرته في ذلك العام. وقال الخطيب في كلمة لوكالة الأنباء السعودية: “كانت ساعات رهيبة عندما دخل علينا رجال مسلحون غرباء يطلقون النار بشكل عشوائي ويطلبون منا الرحيل أطلقوا النار بغزارة قتلوا أبي وأخي وبقيت أنا وأختي الصغيرة على قيد الحياة فخرجت إلى لبنان مع عمتي كانت رحلة شاقة من قريتنا إلى الحدود اللبنانية لم يكن لدينا الأكل والشراب. وأضاف: “ها نحن ننتظر حقنا بالعودة إلى منازلنا وأرضنا التي رحلنا عنها بقوة الإرهاب والسلاح”. وفي مخيم المية ومية للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة صيدا جنوبلبنان تذكر الفلسطينيون ومن عاصر الخروج من فلسطين عام 1948م نكبتهم في ذلك الحين وعمليات القتل والتدمير والإرهاب التي أجبرتهم على مغادرة منازلهم خوفاً على أطفالهم وبناتهم. وفي مخيم البص للاجئين الفلسطينيينجنوبلبنان حيث جيل الشباب أكد محمود عكاوي أن الأجيال الفلسطينية القادمة لن تنسى حقها في وطنها مهما طال الزمن وهذه الأجيال لن يغيب عن بالها تلك المشاهدات التي رواها الرجال ممن عاشوا النكبة. من جهة أخرى أصيب 35 فلسطينيا بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس الأحد على هامش تظاهرة في ذكرى يوم النكبة قرب معبر ايريز في شمال قطاع غزة.. وقال الناطق باسم اللجنة العليا للاسعاف والطوارىء في قطاع غزة ادهم ابو سلمية “اصيب 35 شخصا على الاقل بالرصاص وبقذائف اطلقتها الدبابات الاسرائيلية، وخمسة منهم في حالة خطيرة من بينهم صحافي في حالة خطيرة جدا”. وأضاف ان المصابين “تتراوح اعمار معظمهم ما بين 12 و17 عاما وقد نقلوا لتلقي العلاج في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا” شمال القطاع. وأفاد شهود عيان أن الجنود الاسرائيليين فتحوا النار وأن دباباتهم اطلقت ست قذائف باتجاه شبان فلسطينيين اقتربوا من معبر ايريز على هامش تظاهرة نظمتها الفصائل الفلسطينية في الذكرى ال63 للنكبة. وشارك آلاف الفلسطينيين في تظاهرة قرب معبر ايريز في الذكرى ال63 للنكبة، ذكرى قيام دولة اسرائيل في 1948م. من جانبه أكد رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية أن مشروع التحرير يحتاج إلى مرجعية قيادية فلسطينية وعربية من أجل دعم المقاومة المسلحة ودفع الأمة العربية نحو الانخراط في النصر والتأييد ومد العون للشعب الفلسطيني. وشدد هنية في خطاب له ألقاه عقب أدائه صلاة الفجر في المسجد العمري الكبير بغزة لمناسبة ذكرى النكبة ال63، على أن الوعي الفلسطيني والتمسك بالثوابت وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين أسقط اتفاقية جنيف. وقال: “هذه الاتفاقية ندوسها تحت أقدامنا لأنها أسقطت حق العودة”، مطالبًا كافة الدول العربية بتقديم الدعم السياسي والعسكري للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأضاف: “إننا نعيش واحدة من تباشير النصر في تغيير منهجية الأمة وتحولها ورفضها الاستبداد وانحيازها لخيار المساجد وصلاة الفجر جماعة في الميادين العامة”. ولفت إلى وجود تغيرات جوهرية أعادت الروح للقضية الفلسطينية، أولها توقيع اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، وثانيها إحياء ذكرى النكبة على الصعيد المحلي والعربي والدولي. وحول اتفاق المصالحة أكد هنية حرص حركته على إنجاح وتنفيذ الاتفاق الذي وقع بالقاهرة على أرض الواقع بدقة وأمانة كبيرة. وأضاف: “ربما تختلف البرامج والأهداف بين فصيل وآخر؛ لكن يجب أن تتعايش البرامج لإنجاز التحرر من الاحتلال”، مؤكداً أن الفلسطينيين ينتظرون تطبيق نصوص المصالحة بكثير من الترقب والخوف.