رأس فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح, رئيس الجمهورية, رئيس المؤتمر الشعبي العام أمس اجتماعاً استثنائياً مشتركاً للجنة الدائمة الرئيسية للمؤتمر الشعبي العام والهيئات القيادية لأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي للاطلاع على آخر التطورات المتصلة بالأزمة الراهنة التي تسبّبت فيها أحزاب اللقاء المشترك وشركاؤهم والجهود المبذولة لحلّها والمستجدات المتصلة بالمبادرة الخليجية حول الأزمة القائمة, وتداعيات المواقف المتعددة السياسية والحزبية والجماهيرية حولها سواء في العاصمة صنعاء أم في كافة محافظات الجمهورية. وفي الاجتماع الذي بدأ بآي من الذكر الحكيم افتتح فخامة الأخ رئيس الجمهورية, رئيس المؤتمر الجلسة، حيث هنّأ المشاركين في الاجتماع وجماهير شعبنا بالعيد الوطني ال 21 للجمهورية وإعادة تحقيق وحدة الوطن. واستعرض فخامته في حديثه تطورات الأزمة السياسية التي مرّ عليها ما يقارب أربعة أشهر، وقال: “إنها أزمة سياسية صعبة ومستفحلة وتحتاج إلى رباطة جأش وإلى الصبر والمصابرة والمثابرة من كل القيادات الوطنية والتي عرفناها تثبت في أيام الشدائد وتقف على أقدامها لتواجه كل أنواع التحديات، إنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه, وهم اليوم يقفون في الظروف الصعبة, وأثبتت الأزمة أن هناك رجالاً مخلصين وثابتين على مبادئهم، وهناك عناصر رحلت من المؤتمر ونحن غير نادمين على رحيلهم, ولكن الخير في الإخوة والأخوات الصامدين والصامدات. وأضاف فخامته: “هناك مبادرة خليجية أعلنا التعامل الإيجابي معها لمصلحة الوطن وتجنباً لإراقة الدم اليمني وعدم تهديم ما بُني خلال الأعوام الماضية, ونحن ضد قطع الطرقات وتدمير الاقتصاد الوطني, وما يحدث الآن هو تدمير لكل المنجزات وعلى وجه الخصوص التنمية الاقتصادية, والمهم هو كيف نواجه التحدي بتحدٍ آخر, وكيف نعمل على فتح الطرقات ونستيعد المناطق التي أسقطت من قبل أحزاب اللقاء المشترك في محافظة الجوف وبعض المناطق, وعلى قياداتنا في مأرب أن تقوم بدورها لفتح الطريق التي تمنع وصول إمدادات الغاز والوقود إلى المواطنين”. وتابع فخامة رئيس الجمهورية قائلاً: “على هذه الدورة أن تقف بمسؤولية كاملة أمام المبادرة والآلية التنفيذية المقترحة من قبل المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وكيف نتعامل معها، والمؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه لن يكونوا هم المعطلين للمبادرة, وسنتعامل معها بإيجابية, وبيننا وبينهم الميدان، ولعلكم تابعتم كيف أن نائب رئيس الجمهورية لم يستطع الوصول إلى هنا نتيجة قطع الطرقات وكذلك رئيس مجلس الوزراء من قبل الجماهير الغاضبة, ونحن ضد هذه الأعمال, ولكننا مع العمل في الميدان ليضطلع المؤتمر بدوره ومواصلة دوره القيادي الرائد وحماية مكتسبات الشعب التي حققها في ظل قيادة المؤتمر الشعبي العام”. وقال: “إن على أعضاء المؤتمر الشعبي العام وحلفائه أن يكون سلوكهم أرقى من ذلك السلوك الفوضوي لأحزاب التآمر المشترك, فأنتم أرقى وأشجع وأكبر, فلقد مارس هؤلاء القتل وقتلوا غدراً أكثر من 145 من الجنود، ولقد حرصنا دوماً على عدم إراقة الدماء، وما حدث في يوم الجمعة في حي الجامعة هم المسؤولون عنه وليس نحن، فلقد قاموا بالزحف على بيوت المواطنين وعلى النيابة العامة أن تحقق وتتحمل مسؤوليتها، والذي أراق الدم هو الذي يتحمل المسؤولية”. وأضاف: “إن علينا في هذا الاجتماع أن نناقش بمسؤولية، وأي قرار سوف نحترمه لأننا نعمل من خلال مؤسسات”. وقد اطّلع الاجتماع على تفاصيل المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية لها كمنظومة متكاملة تحقق الالتزام والتطبيق للمبادىء التي تركزت عليها في الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره، وأن يتم انتقال السلطة بطريقة سلسة وآمنة تجنّب اليمن الانزلاق إلى الفوضى والعنف، ضمن توافق وطني, وأن تلتزم كافة الأطراف بإزالة عناصر التوتر سياسياً وأمنياً، وأن تلتزم كافة الأطراف بوقف كل أشكال الانتقام والمتابعة والملاحقة من خلال ضمانات وتعهدات لهذا الغرض. وجرى نقاش مستفيض من قبل عدد من الأعضاء المشاركين في الاجتماع الذين أكدوا المخاطر الكبيرة التي يمكن أن تترتب على الإخلال بتراتيب التنفيذ لمحتوى المبادرة والآلية التنفيذية المتصلة بها، ورفض كل المحاولات الانقلابية على الشرعية الدستورية والسير بالبلاد إلى هاوية الاحتراب ومفاقمة الفتنة واستهداف المكاسب الوطنية العليا وفي مقدمتها الوحدة والحرية والديمقراطية والمنجزات الاقتصادية والإنمائية والأمن والاستقرار. كما قدّرت اللجنة الدائمة مشاعر القلق الوطنية النبيلة والمخاوف التي تتملك قلوب الإخوة المواطنين على حاضر وطنهم ومستقبله والأمن والاستقرار جراء الأعمال الانقلابية وجرائم التخريب والإقلاق والتضليل التي تمارسها أحزاب اللقاء المشترك بقيادة حزب الإخوان المسلمين “التجمّع اليمني للإصلاح”. وطالبت بالمزيد من اليقظة ورص الصفوف في خندق وطني واحد على امتداد الأرض اليمنية.. مؤكدين أن الشعب اليمني وقواته المسلّحة والأمن قادرة على التصدي لكل المؤامرات والمخاطر مهما كانت أو اتخذت من أساليب كيدية خبيثة وخادعة. هذا وقد أقرّ الاجتماع المشترك للجنة الدائمة الرئيسية للمؤتمر الشعبي العام والهيئات القيادية لأحزاب التحالف الوطني تفويض الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي وقيادة أحزاب التحالف الوطني باتخاذ القرار المناسب إزاء التعاطي مع المستجدات والمبادرة الخليجية ولما تقتضيه المصلحة الوطنية.