كواحد من أبناء الحالمة عفواً”الظامئة” تعز أحرص على حفظ رقم جوال موظف توزيع المياه في حواري تعز أهم من أرقام أعز أقاربي! فموعد وصول المياه إلى منزلي بالطبع أهم من وصول أيّ منهم وإن طال غيابه لسنوات، بل إن وصول الضيف أو القريب إلى منازلنا في تعز قبل وصول “الدورة الشهرية” لحنفياتنا أمر لا يسر كريماً أو بخيلاً منا فكيف والدورة الشهرية في حنفيات تعز منذ مطلع هذا الصيف المثقل بالحر والغضب والمشاكل السياسية لم تعد ثلاثين يوماً، بل زادت عشراً صيف ...مطر ...ظمأ! هاتفت «الجنيد» مختص توزيع المياه في المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بتعز: ألو...الجنيد نعم ..معك يا أخي كنا نتحمل انقطاع الماء”20” يوماً ثم زادت إلى “25” ثم “30” فانقطع هذه المرة أكثر من شهر ماالسبب، ومتى سيفتح؟! لا ..أنت غلطان منذ قطعنا على حارتكم الماء فقط “25” يوما فقط. ياجنيد: كنا نتحمل 25 يوما في الشتاء فلا تستهلك كما الصيف لكن الآن صيف حار نشتي ماء..وبعدين فين تودوا المطر ..فين يروح الماء؟ فقط”22” لترا للفرد عموماً أوفى الجنيد بوعده وفتح الماء بعد مضي أكثر من شهر، بعدها عزمت على إعداد هذا الملف الصحفي عن أسباب الأزمة الراهنة والجديدة لمياه تعز. توجهت إلى مكتب مدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بتعز الأخ فؤاد الجابري فلم أجده، لكنني هاتفته في المساء لمعرفة الأسباب فأجاب بأن مصادر مياه مدينة تعز هي آبار:”الضباب، الحوجلة، الحيمة، حبير” جميعها كانت تغذي المدينة يومياً بنحو” 15000-17000” متر2 ومنها يحصل الفرد المشترك في اليوم على 40 لتراً فعدد السكان المستفيدين من مياه المؤسسة من مدينة تعز يربو عن نصف مليون نسمة.. ويضيف الجابري: لكن منذ حوالي شهر ونصف لم تحصل المدينة إلا على نحو”11000” متر2 بسبب توقف وصول مياه منطقة”حبير” بكسر الحاء والباء التابعة لمديرية ذي السفال محافظة إب لتتراجع كمية المياه الواصلة إلى خزانات المؤسسة إلى “11000” متر2 فقط أي بعجز يقدر بنحو “30%”. ولهذا أدركت سبب انقطاع الماء على حنفيتي بعد فتحه بيوم واحد فقط وقد كان يزيد بداية العام عن يومين وكذا سبب تجاوز”الدورة” الشهرية للعداد عن شهر ببضعة أيام ..وعودة إلى مدير عام المؤسسة.. التوظيف مقابل الماء ^^.. طيب يا أستاذ فؤاد.. ما الأسباب من وراء ذلك؟ السبب أن هناك مجموعة شبان من أبناء منطقة حبير قاموا باستغلال الفوضى والاضطرابات الحالية هذه الأيام وأقدموا على تكسير وتعطيل “طبلونات” التشغيل وحوابس المياه على الآبار الواقعة في محيطهم لإرغام المؤسسة على توظيفهم بدعوى أنهم أصحاب أرض. ^^.. وهل يشكل توظيفهم عبئاً على مؤسستكم؟ بالتأكيد.. فالمؤسسة أصلاً تعاني من عبء نحو ثمانين منتسباً فيها من أبناء عزلة حبير ونحو سبعين منتسباً آخر في المنطقة المنخفضة من حبير التابعة لمديرية التعزية وهي “الحيمة” فعندما نحسب حجم استفادة ال”150” موظفاً من حبير والحيمة من المؤسسة من حجم استفادة المؤسسة من مياه مناطقهم نجد أن المؤسسة خسرانة.. خسرانة، فلو اشترت المؤسسة المياه منهم أو من غيرهم بسعر ما يباع لسائقي “الوايتات” لكان الأمر أهون خسارة من تجرع المؤسسة رواتب واستحقاقات أخرى لنحو “150” منتسباً، إضافة إلى حملات صيانة وقطع غيار وتلف معدات ووقود للمضخات و..و..و... إلخ. وأضاف الأخ فؤاد الجابري مدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بتعز التأكيد بأن سعر التعرفة للمياه إضافة إلى عوائق وعقبات وصولها من مواردها إلى المنازل لا تحتمل المزيد من المتاعب وتوظيف المزيد من أبناء المناطق المحيطة بمنابع المياه، خاصة أن العشرات ممن وظفتهم المؤسسة خلال السنوات السابقة لم يلتزموا بحماية المواقع الموزعة عليهم في صميم عملهم كالآبار والمضخات وصون الشبكة من قيام بعض الأهالي والمزارعين بفتح مواسيرها لمخارج سرية تصب في حقولهم المزروعة غالباً بالقات. ^^.. إذاً ما ذنب أبناء تعز من هذا الوضع؟ وما دوركم إزاء ضبط الأمور وتوفير المياه لمدينة تعز؟ لم نقف مكتوفي الأيدي فقد أرسلنا أوامر قهرية على العناصر المتسببة بانقطاع المياه من حبير، لكن مدير أمن مديرية ذي السفال لم يضبطهم، لكننا ماضون في حلول أخرى. محضر ضمان لم يتحدث الأخ فؤاد الجابري للصحيفة عن الحلول التي مضى إليها لصون مياه تعز القادمة من ذي السفال وبالتحديد منطقة “حبير” إلا بعد عودتي من مهمة إعداد هذا الملف الصحفي عن حبير وعلاقتها بأزمة مياه.. بالإضافة إلى توقيف رواتب المتسببين من حبير إلى المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بتعز إلى حين عودة المياه إلى مجاريها.. أكد الأخ فؤاد الجابري أنه نزل بنفسه منتصف الأسبوع الماضي برفقة أطقم أمنية لسد مخارج المياه المفتعلة من قبل بعض أهالي الحيمة للتقرصن على مياه حبير قبل وصولها تعز من خلال التلحيم بمكائن اللحام وأضاف بأن المهمة كلفت المؤسسة نحو نصف مليون ريال. لكنه حد قوله خرج بالتوقيع على أهم محضر مع المنتسبين إلى المؤسسة من أبناء الحيمة وحبير يلزمهم جميعاً بحماية وتحمل كافة المسئولية على ما يقع تحت عملهم، كما وألزمهم المحضر بعقوبات جزائية في حال الإخلال بالمحضر، أبرزها وقف راتب كل من يقصر في عمله باعتبار عواقب ذلك تتصل بمصلحة الآلاف من المحتاجين إلى الماء في مدينة تعز قبل أن تتصل بمصلحة المؤسسة؛ إذ لا يحق للمؤسسة التهاون في حق المواطن، صاحب المصلحة في مقابل غض الطرف عن موظف أهمل عمله.