طرابلس- CNN دوّت أصداء القصف الصاروخي على العاصمة الليبية طرابلس، واستمرت حتى فجر أمس الخميس، في غارات تنفذها طائرات تابعة لحلف شمال الأطلسي ضد أهداف تابعة لنظام العقيد معمر القذافي، وسط تصاعد الغضب والانتقادات من موسكو، في حين أكدت واشنطن تسليم ذخائر للقوات الدولية لمواصلة ضرباتها. وقالت طرابلس إن الغارات استهدفت مدرسة محلية، غير أن حلف شمال الأطلسي “ناتو” اعتبر أنه لا يمكن في الوضع الراهن التأكد من صحة هذه الادعاءات، مشدداً على أن الغارات استهدفت تجمعاً للآليات على مقربة من مقر القذافي في باب العزيزية وسط طرابلس. وفي واشنطن، قال الناطق باسم وزارة الدفاع، العقيد ديفيد لابان، إن بلاده “قدمت دعماً مادياً للحلفاء المشاركين في العمليات بليبيا، بما في ذلك كميات من الذخائر.” من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إنه تحدث مع رئيس الوزراء الليبي، البغدادي علي المحمودي، وأكد الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار وبدء مفاوضات جادة لبدء المرحلة الانتقالية لحكومة تلبّي تطلعات الشعب الليبي. وقال كي مون، في محادثة تليفونية مع المحمودي، إن مبعوثه الخاص، عبدالإله الخطيب، قد عقد محادثات مع المعارضة عند زيارته لطرابلس الأسبوع الماضي، وإنه سيعود مرة أخرى إلى طرابلس. وقال الأمين العام إن المحمودي أعرب مرة أخرى عن قلقه البالغ إزاء الغارات الجوية على ليبيا من قبل عدد من الدول. كما تحدث الأمين العام عن ليبيا في كلمة وجهها أمام جلسة استثنائية للاتحاد الأفريقي بشأن الأمن والسلم في أفريقيا، حيث قال إنه على الرغم من بعض التكهنات حول اختلافات في وجهات الرأي، أدانت جميع الدول أحداث العنف دون مواربة. وقال: “لقد سافر مبعوثي الخاص، عبدالإله الخطيب سبع مرات إلى ليبيا، حيث ناقش ضرورة إشراك جميع الأطراف في المحدثات الرامية إلى إنشاء مسار سياسي يركز على المرحلة الانتقالية, والهدف هو تنفيذ العناصر الأساسية للقرار 1973 المتمثلة بوصول المساعدات الإنسانية دون قيود، ووقف إطلاق النار والقيام بالإصلاحات السياسية اللازمة لإيجاد حل سلمي ومستدام”. وقال الأمين العام إن الخطيب سيواصل العمل بشكل وثيق مع المنظمات الإقليمية، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي، وأن الخطوة التالية لمبعوثه الخاص ستكون إشراك الأطراف في المفاوضات غير المباشرة في محاولة لتحديد طبيعة الفترة الانتقالية. وقد قتل مئات الأشخاص في ليبيا منذ اندلاع القتال في فبراير الماضي بين المعارضة وقوات القذافي وتشرد مئات الآلاف أو هربوا إلى الدول المجاورة، وقد اعتمد مجلس الأمن في مارس الماضي قراراً يدعو إلى وقف إطلاق النار ويفوض أعضاء الأممالمتحدة على اتخاذ “ كل التدابير الضرورية لحماية المدنيين في ليبيا”. أما وزارة الخارجية الروسية، فقد واصلت انتقاد حلف شمال الأطلسي، وقالت إن الأهداف التي ضُربت في طرابلس كانت قد تعرضت لغارات من قبل، وقالت إن المواقع المعنية “غير عسكرية” وقد تسببت الغارات ضدها بسقوط خسائر في صفوف المدنيين. واعتبرت الخارجية الروسية أن سقوط المدنيين جراء الغارات الدولية يشكل دليلاً إضافياً على الانحراف الواضح عن تطبيق القرارات الدولية الخاصة بحماية المدنيين في ليبيا، وأضافت في بيان مكتوب: “من الواضح أن الغارات لم توقف القتال بين الأطراف الليبية المتصارعة ولم تقم إلا بزيادة معاناة الليبيين المسالمين”. وعلى الصعيد الإنساني، تزداد معاناة الليبيين بشكل جلي بسبب الصراع في البلاد والحصار المفروض عليها، وقالت سيدة في طرابلس إنها اضطرت للانتظار ثلاثة أيام من أجل الحصول على نصف صفيحة بنزين لسيارتها. أما خارج العاصمة، فالوضع أكثر صعوبة، فقد قال شهود عيان إن قوات القذافي اقتحمت مزرعتهم قرب مدينة زوارة، عند الحدود مع تونس، وأعلموهم بأنهم سيستخدمون الموقع للتمركز وتخزين السلاح نظراً لخشيتهم من التواجد في المواقع العسكرية العادية بسبب الغارات الدولية التي تستهدفها. وفي يفرن، الواقعة على بعد أكثر من ساعتين جنوب غربي طرابلس، قال السكان إنهم عادوا للسكن في الكهوف المحلية، لحماية أنفسهم من قوات القذافي، كما باتوا يتجنبون نقل جرحى المواجهات إلى المستشفى المحلي خشية اعتقالهم من قبل تلك القوات. على نفس السياق أقر الرئيس الأميركي باراك أوباما الأربعاء بأن غارات حلف شمال الأطلسي على ليبيا (محدودة أصلاً) وأشاد بالجهود الرامية إلى إطلاق (برنامج دعم سياسي واقتصادي) للربيع العربي في قمة مجموعة الثماني المقبلة. وقال أوباما في اليوم الثاني من زيارة رسمية إلى لندن (بمجرد استبعاد تدخل من القوات البرية، فإن الغارات الجوية ستكون محدودة بطبيعة الحال). وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون: (في النهاية ستكون عملية بطيئة إنما بوتيرة ثابتة). وأضاف: (سنواصل غاراتنا إلى أن تتوقف الهجمات وقال كاميرون إن لندنوواشنطن ستسعيان إلى مضاعفة الضغوط عبر التشجيع على اعتماد (برنامج دعم سياسي واقتصادي) للربيع العربي في قمة مجموعة الثماني المقررة في مدينة دوفيل الفرنسية. وتابع إن (الرئيس وأنا عازمان على مؤازرة الذين يسعون إلى الحرية, إنها الرسالة التي سنوجهها في قمة الثماني, حيث سندعم برنامجاً واسع النطاق للدعم السياسي والاقتصادي للدول التي تريد إصلاحات).