سُميت محافظة مأرب باسم مدينتها التاريخية “مأرب”، وحاضرة مملكة سبأ القديمة وهي موطن السبئيين.. وتضم مأرب بين جنباتها أهم رموز التاريخ اليمني والحضارة اليمنية القديمة التي يرجع تاريخ ازدهارها إلى الألف الأول قبل الميلاد.مدينة براقش هي أقدم مدينة معينية والعاصمة الأولى لدولة معين كما كانت أهم المراكز الدينية للمعينيين، تقع في موقع مثير بالمنطقة شبه الصحراوية التي يجري فيها وادي مجزر على طريق الحزم وتبعد 125 كم من صنعاء محاطة بسور عالٍ يعتبر أكمل الأسوار الباقية في المدن اليمنية القديمة، يصل ارتفاعه في بعض اجزائه إلى 8 أمتار والجزء الجنوبي منه في حالة جيدة. كان لسور المدينة 75 برجاً ولها بوابتان إحداهما في الشرق والأخرى في الغرب، وقد وصل إلى أسوار براقش القائد الروماني اليوس جالوس في 24 ق. م. ويوجد في الجزء الجنوبي من المدينة آثار معبد يمثل النمط المعماري السائد لفن العمارة المعيني ذي الأعمدة الرأسية والأفقية وعددها حوالي 16 عموداً, يعتقد بعض الباحثين أنه كان معبداً للمعبود عثتر، ويوجد معبد آخر في وسط المدينة يشاهد منه 4 أعمدة، وكانت أنقاض المدينة مسكونة حتى وقت قريب, وبالإضافة إلى مدينة براقش التاريخية هناك كثير من المواقع الأثرية والتاريخية الواقعة على طريق اللبان التاريخي في أماكن متفرقة من ناحية مجزر منها على سبيل المثال مدينة مأرب القديمة هي عاصمة دولة سبأ التي ورد ذكرها في الكتب السماوية العهد القديم والقرآن الكريم “ونبأ زيارة بلقيس ملكة سبأ لسليمان علية السلام” حوالي 950 ق.م. واقترنت مأرب باسم سبأ أهم الممالك اليمنية القديمة وأقدمها وأعظم رموز تاريخها وحضارتها وهي أشهر المدن القديمة وأكبرها. وقد شهدت مأرب ذروة ازدهار الحضارة اليمنية القديمة طوال المرحلة الأولى والثانية للدولة السبئية، ويرجح البعض أن مأرب لابد أن تكون قد بنيت في وقت ما من الألف الثاني قبل الميلاد، إذ لا يعرف تاريخ نشأة المدينة على وجه الدقة بالرغم من ورود أسماء عدد من الملوك السبئيين الذين أسهموا في بناء المدينة وشيدوا بعض مرافقها خلال العصر السبئي الأول في بداية الألف الأول قبل الميلاد. على أن نشأة المدينة ربما تكون قد بدأت مع بداية ازدهار الحضارة اليمنية القديمة في الألف الثاني قبل الميلاد. أهم المواقع الأثرية في صرواح محرم بلقيس - معبد الشمس يقع على بعد 4 كيلومترات إلى الجنوب الشرقي من قرية مأرب التراثية وهو معبد للإله المقة “إله القمر” كما كرّس قدماء اليمن عباداتهم للشمس والقمر ونجم الصباح، ويعتقد إن كان المعبد الرئيسي في مأرب شكله بيضاوي والأرجح أن مدخله الرئيسي في الواجهة الشمالية لم يكن مسقوفاً وأمام الباب بهو ذو أعمدة على جوانبه وعلى بعد 10 أمتار من المدخل تنتصب ثمانية أعمدة كبيرة في صف واحد, كما يوجد هيكل صغير من الحجر له أربعه أعمدة يعتقد أنه أقيم فوق بعض القبور على الجانب الشرقي. يرتبط اسم محرم بلقيس بقصة الملكة بلقيس وعلاقتها بالملك سليمان، وللمعبد سور حجري مزخرف بأفريز علوي على غرار الزخرفة السبئية المعروفة، يرجع تاريخ بناء المعبد إلى ما قبل القرن الثامن قبل الميلاد, وتشير النقوش إلى أن المعبد قد ظل يؤدي وظيفته فترة تقرب من ألف عام، وقد أهمل المعبد وأهملت آلهة سبأ عند أواخر القرن الرابع الميلادي بعد أن اعتنق ملوك حمير الديانات السماوية النصرانية واليهودية, وقد أجريت في المعبد أعمال تنقيب جزئية قامت بها بعثة المؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان في مطلع الخمسينيات ولم تكتمل. السدود سد مأرب يعود تاريخ سد مأرب القديم كما يستنتج من قراءة النقوش اليمنية القديمة إلى القرن الثامن قبل الميلاد غير أن نتائج الدراسة التي قامت بها البعثة الألمانية في أحد السدود القديمة بوادي “ذنة” المنشأة “أ” ترى أن فكرة إنشاء السد قد مرت بمراحل عدة وعبر فترة زمنية طويلة بين بداية الألف الثاني والألف الأول قبل الميلاد.. وأيًا كانت البداية فإن الذي لا خلاف حوله أن سد مأرب معلم ثابت لازم الحضارة السبئية منذ البداية مروراً بذروة الازدهار وحتى لحظات الانهيار ثم تصدع على إثرها. وهذا السد أشهر آثار اليمن وأعظم بناء هندسي قديم في شبه الجزيرة العربية، وقد بني في ضيقة بين البلق الشمالي والبلق الجنوبي على وادي ذنة الذي تجري إليه السيول من مساقط المياه في المرتفعات المحاذية له شرقا على امتداد مساحة شاسعة من ذمار ورداع ومراد وخولان والتي تهطل عليها الأمطار من ابريل الى اغسطس. ويقوم السد بتصريفها بصورة سريعة لتسقي أرض الجنتين التي تقدر مساحتها بأكثر من اثنين وسبعين كم مربع، كما يبلغ طول جسم السد720 متراً وارتفاعه حوالي 15 متراً، وسمك جدار السد عند القاعدة 60متراً، وكانت أساسات جسم السد من الأحجار الضخمة فوقها جدار ترابي مغطى بالحجارة والحصى من الجانبين، وعند طرفي السد يقع الصدفان “مصرفان” ينفذ منهما الماء إلى شبكات وقنوات الري، ولم يكن الهدف من السد القديم خزن المياه فقط كما هو الحال بالنسبة للسد الجديد بل كانت من مهامه أيضاً رفع منسوب المياه حتى تصل إلى السهلين الأكثر ارتفاعاً “ الجنتان اليسرى واليمنى” وقد تعرض لانهيارات عدة وشهد ترميمات كان آخرها عام 547 م “ في عهد ابرهة” ولاتزال جدران الصدفين قائمة إلى اليوم تماماً كما وصفها لسان اليمن “الهمداني” قبل أكثر من ألف عام. سد الجفينة وهو على بعد 8 كم جنوب غرب مركز محافظة مأرب. مرتبط بمنظومة سد مأرب العظيم يعود تاريخه إلى الألف الأول قبل الميلاد “العصر السبئي الأول “وهو سد تحويلي لما يفيض من مياه السد العظيم بهدف زيادة مساحة الأراضي للجنة اليسرى، للسد أربع قنوات مبنية بأحجار مهندمة، ويتصل بها جدران ساندة يصل ارتفاعها إلى 10 أمتار، ويبلغ طولها نحو 300 متر، ويصل عرض أساس الجدران الى4 أمتار و1.50متر إلى 1م أعلى الجدران وقد أصيب بالتصدع وأعيد بناء الجدران بأحجار بركانيةغير مهندمة غطت بالقضاض الذي يرجع استعماله إلى العصر السبئي الثاني.