شهدت الجبهة الغربية لمدينة مصراتة مواجهات عنيفة أمس بين الثوار المتمركزين في بلدية الدافنية وقوات العقيد معمر القذافي المتحصنة في زليطن، وقال أطباء إن الثوار فقدوا نحو 23 قتيلاً و80 مصاباً، في حين لم تُعرف الخسائر في صفوف قوات القذافي. وتعرضت طرابلس لقصف جديد شنته قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في حين قصفت قوات العقيد القذافي منطقة الزنتان في الجبل الغربي بصواريخ «غراد». ونقلت وكالة «رويترز» عن أطباء في مستشفى الحكمة في مدينة مصراتة أن الخسائر البشرية بسبب قصف من القوات الليبية للمدينة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، ارتفعت إلى 17 قتيلاً وما لا يقل عن 60 جريحاً. وقال مصوّر من «رويترز» في مصراتة إن القوات المؤيدة للقذافي كانت تقصف المدينة بصورة متواصلة أمس.. وأوردت وكالات أنباء أخرى ان حصيلة قتلى الثوار بلغت مع حلول المساء 23 قتيلاً و80 جريحاً. وأوضحت مصادر المعارضة أن القصف كان يتركز على بلدة الدافنية التي يتمركز فيها الثوار ويحاولون منها طرد قوات القذافي المتحصنة في زليطن.. وزليطن مهمة استراتيجياً كونها تُعتبر آخر مدينة كبيرة في الطريق بين مصراتة والعاصمة الليبية في حال قرر الثوار الزحف عليها.. ونقلت محطة «سي ان ان» عن الطبيب خالد أبوفلقة في مستشفى الحكمة إن الخسائر التي سقطت أمس هي الأعلى على مدى الشهر المنصرم. وأوردت أن ثواراً على نقطة حراسة قرب الجبهة الغربية لمصراتة قالوا إن ما لا يقل عن سبعة من القتلى سقطوا عندما تقدمت قوات القذافي وأطلقت النار على مواقع الثوار من ثلاث دبابات على الأقل. وقال أحد الثوار: «رهيب ما يحصل هناك.. الثوار يتلقون نيران الدبابات بصدورهم».. ونفى حلف شمال الأطلسي (الناتو) ما جاء في تقرير أورده التلفزيون الليبي وأفاد بأن القوات الليبية أسقطت هليكوبتر تابعة له في البحر قبالة بلدة زليطن.. وقال مسؤول عسكري من مقر قيادة مهمة ليبيا التابع لحلف شمال الأطلسي في مدينة نابولي الإيطالية: «ليس لدينا ما يشير إلى أن هذا حقيقي, إنه زعم زائف». وعلى صعيد التحركات الدبلوماسية، أعلن الموفد الروسي إلى ليبيا ميخائيل مارغيلوف, أعلن أمس أنه سيزور طرابلس في وقت قريب.. وقال مارغيلوف في مؤتمر صحافي في موسكو التي وصلها الخميس بعد مهمة وساطة في بنغازي: «ننتظر من حلف شمال الأطلسي إذناً لرحلة جوية (إلى طرابلس)».. وأضاف: «نحن مستعدون لتقديم خطوط خريطة طريق لتسوية في ليبيا بعد زيارتي لطرابلس». وأوضح أنه لا يعتزم حالياً لقاء الزعيم الليبي معمر القذافي وإنما رئيس الوزراء ووزير الخارجية.. وقال: «لم أتلق حتى الآن تعليمات من الرئيس الروسي للقاء معمر القذافي».. وتابع: «من الواضح تماماً أن القذافي فقد كل حق أخلاقي بالبقاء على رأس السلطة في ليبيا بعدما أطلق النار على شعبه وعرّضه للقصف».. وفي دكار، رحّبت الحكومة السنغالية، مساء الخميس، بزيارة الرئيس عبدالله واد لبنغازي.. وقال مصطفى غيراسي, الناطق باسم الحكومة السنغالية لشبكة التلفزيون العامة «ار تي اس»: إن «السلام هو ما يرغب به الاتحاد الأفريقي وما يريده رئيس الدولة وما يتمناه الليبيون والعالم أجمع, يجب أن نرحّب بهذه المبادرة».. وواد هو أول رئيس دولة يزور بنغازي منذ بدء التمرد منتصف شباط (فبراير) في ليبيا. واستقبل واد مرتين في أيار (مايو) في دكار ثم في باريس مبعوثين لرئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل قبل أن يقرر الاعتراف بالمجلس «ممثلاً شرعياً للشعب الليبي والسماح له بفتح مكتب لتمثيله في دكار». من جهته عرض رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء التركي، مبادرة جديدة على العقيد الليبي معمر القذافي تشمل “ضمانات” مقابل مغادرته البلاد وذلك في إطار مساعي تركية حثيثة من أجل حل الأزمة الليبية دون إراقة مزيد من الدماء.. وقال أردوغان في حديث مع تلفزيون “إن تي في” التركية: “لا خيار أمام القذافي سوى مغادرة ليبيا مع منحه ضمانات”.. وأضاف أردوغان: “ قدمنا له هذا الضمان وقلنا له إننا سنساعد على إرساله إلى أي مكان يرغب في الذهاب إليه”.. وأشار الزعيم التركي في هذا السياق إلى أن تركيا ستناقش هذا الأمر مع حلفائها في الحلف الأطلسي.. إلى ذلك أكدت وزارة الخارجية المصرية أمس استمرار توافد اللاجئين الليبيين على البلاد, حيث وصل أمس 1823 ليبياً عبر منفذ السلوم ليصل بذلك عدد الليبيين الذين لجأوا إلى الأراضي المصرية عبر المنفذ نفسه أكثر من 155 ألفاً منذ بداية الأزمة الليبية. وفي شأن متصل قال مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين في الخارج والهجرة واللاجئين السفير محمد عبدالحكم في تصريح صحافي إن الجهود الخاصة بإعادة ونقل المصريين الموجودين في ليبيا والراغبين في العودة إلى البلاد مازالت متواصلة, مشيراً إلى أنه تم إيفاد مجموعتي عمل إلى كل من منطقة رأس جدير ومطار جربة في تونس. وأوضح أن المجموعتين تمكنتا من إنهاء إجراءات تسفير 228 مصرياً على متن إحدى رحلات الطيران التي وصلت إلى مطار القاهرة الليلة الماضية في حين وصل 321 مصرياً و160 من جنسيات أخرى أمس بالطريق البري إلى مصر من خلال منفذ السلوم.