عاد الرئيس السوداني عمر حسن البشير أمس إلى بلاده بعد مشاركته في اجتماع القمة الذي استمر يومين وعقدته اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا. وشارك في الاجتماع الرئيس السوداني برفقة الفريق سلفاكير ميارديت - رئيس حكومة الجنوب - ورئيس الوزراء الأثيوبي ملس زيناوي والوسيط الأفريقي تامبو امبيكي، حيث اختتم الاجتماع الليلة الماضية بالتوصل لاتفاق يقضي بقبول شمال السودان وجنوبه بنشر قوات أثيوبية للرعاية والإشراف على الأحوال الأمنية في منطقة أبيي.. ونص الاتفاق على سحب قوات الطرفين خارج حدود المنطقة وتشكيل إدارة مدنية للمنطقة لا شأن لها بقضايا الأمن إطلاقاً حيث ينحصر دورها في تقديم الخدمات. يذكر أن الجيش السوداني اجتاح (أبيي) في 21 من الشهر الماضي بعد هجوم نفذه جيش الجنوب على قافلة تابعة له ورفض الخروج منها دون التوصل لتسوية أمنية جديدة. ولم يحسم الشمال والجنوب مستقبل منطقة (أبيي) الغنية بالنفط حيث تأجل استفتاء خاص حول تبعيتها للشمال أو الجنوب بسبب خلافات حول من يحق له التصويت.. كما اندلعت منذ السابع من الشهر الحالي معارك بولاية جنوب كردفان بين القوات السودانية ومليشيات تابعة للجيش الشعبي الجنوبي الذي يقول “بأن 40 ألفاً من مقاتليه ينتمون للشمال في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق”.. وأدت المعارك لتشريد نحو 60 ألفاً من سكان عاصمة جنوب كردفان (كادوقلي) حسب ما أعلنته الأممالمتحدة.. وأرجأ مجلس الأمن الدولي النظر في التطورات على الساحة السودانية التي كان مقرراً لها الجمعة الماضية إلى وقت لاحق لإفساح المجال أمام الوساطة الأفريقية. من جهة أخرى أعلن البنك المركزي السوداني أمس أنه تم الاتفاق مع حكومة جنوب السودان على إمهالها فترة ستة أشهر اعتباراً من التاسع من يوليو المقبل الذي يعلن فيه ولادة دولة جنوب السودان الجديدة لاستبدال عملة الخرطوم بعملة جديدة. وقال محافظ البنك محمد خير الزبير في تصريح له: إن “البنك المركزي السوداني أعد السياسات والإجراءات اللازمة لاستبدال العملة الوطنية بعملة جنوب السودان”.. وكانت حكومة جنوب السودان قد أعلنت أن عملتها النقدية ستكون الجنيه وستحمل صورة مؤسس الحركة الشعبية الراحل جون قرنق دي مابيور على أحد وجهيها، بينما يعكس الوجه الثاني ثروات وثقافة الدولة الجديدة. يذكر أن مفاوضات جرت بين الطرفين بشأن العملة الشهر الماضي، وتم الاتفاق فيها على فترة انتقالية لتداول العملة السودانية بالجنوب إلى حين تمكين الدولة الوليدة من إصدار عملتها ثم سحب العملة السودانية. بيد أن الطرفين لم يحسما نقطة واحدة متعلقة بتعويض الشمال عن استخدام عملته في الجنوب خلال الفترة الانتقالية.