تعرضت مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان مساء أمس إلى قصف جديد قامت به الحركة الشعبية (قطاع الشمال) وأدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة سبعة آخرين وقال شهود عيان إن القصف استهدف حي "حجر المك" شمال المدينة . وقد تعرضت مدينة كادوقلي إلى قصف عشوائي بخمس دانات وبدأ القصف في الساعة السادسة مساء الثلاثاء ولم يستمر طويلا وانتشرت القوات المسلحة السودانية حول المدينة . من جانبه، حمل والي جنوب كردفان أحمد هارون الحركة الشعبية قطاع الشمال استمرار الحرب بالولاية واتهمها "بركل" مبادرة الرئيس عمر البشير التي تركزت على وقف إطلاق النار في العام الماضي لمدة 15 يوما مشيرا إلى أن الحرب لا تنتمي إلى قبيلة أو جنس. وقال شهود عيان أن القتلى بينهم أربع نساء وأن القصف المدفعي تجدد على المدينة بصواريخ الكاتيوشا وأن القصف تم مساء الثلاثاء وكان يستهدف أمانة حكومة الولاية . وأضاف هؤلاء أن استمرار المتمردين في استهداف كادوقلي يأتي في سياق مخطط متكامل يسعون من خلاله لإخلاء المنطقة تمهيدا لشن هجوم مكثف بقصد السيطرة عليها وقالوا إن هناك حشودا كبيرة لقوات في "بحيرة العرب". وقتل 17 شخص من تجار منطقة الميرم في طريق "الميرم – أويل" بولاية شمال بحر الغزال كانوا متجهين إلى "لوروار" على متن تراكتور وعربتين محملتين بالمؤن، وأكّد النور أحمد إبراهيم الأمين العام للجنة التعبئة السياسية بالقطاع الغربي محلية الدبب في تصريح له امس، أنّ المجموعة بعد بلوغها كوبري "تبريت - شمال حدود 56 –" تعرّضت لكمين من الجيش الشعبي لجنوب السودان أدي لمقتل 17 شخص ذبحاً بالسلاح الأبيض، منهم 11 شخصاً من أبناء الزغاوة و 6 من المسيرية. وعزا عضو لجنة التعبئة السياسية الحادث للإنفلاتات الأمنية في أعقاب فتح الحدود مع الجنوب، وقال إن الإدارات الأهلية بالمنطقة تنتظر رد فعل الحكومة على الحادث باعتبارها صاحبة القرار. وكشف النور عزم مجموعة من أبناء المسيرية للإعداد على هجوم يستهدف قطار العودة الطوعية ببابنوسة الذي يحمل على متنه مواطنين من جنوب السودان، مرجحاً تأثير الحادث على عملية السلام الجارية ما لم يتم حسم التفلتات. من جهته وصف علي كرتي وزير الخارجية السوداني، قرارات المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية، بتكوين لجنة وزارية من ثلاث دول تضم مصر وتونس وقطر لمناهضة العدوان الإسرائيلي على السودان واتخاذ الخطوات اللازمة لصد العدوان والخطوات القانونية بمجلس الأمن بأنها قوية واستجابة واضحة للتحرك الذي تم في القضية. وقال كرتي في تصريحات صحفية بمطار الخرطوم أمس عقب عودته من القاهرة، إنّ من مهام اللجنة الدفع بمقترحات بشأن أي عدوان مستقبلي من قبل إسرائيل على السودان، وأوضح أنّ القرارات تمكن الخرطوم من استخدامها للتحرك مستقبلاً بالمنظمات الدولية، وأضاف بأنه ستتم مناقشة مقترحات اللجنة في اجتماع الرؤساء المقبل، ونوه إلى أن اللجنة جاهزة وتعتمد على رؤية السودان بتكليف من المجلس، وأشار كرتي إلى إدانة الاجتماع المشترك العربي الأوروبي للعدوان الإسرائيلي، وقال كرتي إن الاجتماع تناول العديد من القضايا والمستجدات التي تهم المنطقة العربية ومنها قضية القصف الإسرائيلي على مصنع اليرموك. وفي سياق آخر، نفى كرتي وجود شكوك لدى الحكومة في عمل الوساطة الأفريقية، ونبه لشروع الحكومة في اتصالات مكثفة بمجلس السلم والأمن الأفريقي لحذف فقرة تختص بإجراء تعديلات على مقترح الوساطة الأفريقية بشأن بأبيي، ورفض كرتي اتهام جهة معينة بالتلاعب في المقترح الأفريقي، لكنه أكد وجود تلاعب من أطراف - لم يسمها -، وقال: لا نشكك في الوساطة ولا نتهم أحداً لكن هناك من عبث بتلك القرارات. وقال إن النص الأول لم يكن يحتوي ذلك وإن التعديل أدخل من دول ونزعت الفقرة من القرار في محاولة للعودة والإبقاء على القرار، وكشف عن خطوات لبدء الحوار بين الخرطوم وجوبا بشأن المنطقة. و أكدت الحكومة السودانية استعدادها للتعاون مع المجتمع الدولي لمعالجة الأوضاع الإنسانية في المناطق المتأثرة بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ، وذلك من خلال إيجاد الوسائل المناسبة بعد إنتهاء أجل مذكرة التفاهم الموقعة بين الحكومة والشركاء الثلاثة (الأممالمتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي) في الثاني من نوفمبر الجاري . جاء ذلك في تصريح وزير الداخلية السوداني المهندس إبراهيم محمود حامد عقب لقائه امس بممثل الأمين العام للأمم المتحدة لدولتي السودان وجنوب السودان هايلي ماتريرت ، والذي جاء في إطار التعاون المشترك بين الحكومة السودانية والأممالمتحدة في المجال الإنساني . وطالب الوزير الأممالمتحدة وشركاء العمل الإنساني والمجتمع الدولي باتخاذ التدابير اللازمة بالضغط علي حركة التمرد التي تعرقل توصيل المساعدات الإنسانية للمتضررين وتقوم بقصف المدنيين .