أكد رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي ثابو أمبيكي، أمس، إن لقاء الرئيس عمر البشير، ورئيس دول جنوب السودان سلفاكير ميارديت، يمثل أساساً جيداً للتحرك في بناء علاقات راسخة وقوية بين الخرطوموجوبا. والتقى أمبيكي بالرئيس البشير، وبحث معه نتائج زيارة ميارديت للخرطوم، وسيتوجه الي جوبا لإجراء لقاء مماثل مع الرئيس ميارديت.وأعلن أمبيكي الموافقة على ضرورة إنشاء المؤسسات المدنية بمنطقة أبيي، وذلك للاتفاق على برنامج عمل يدفع بمسيرة العلاقات بين السودان والجنوب إلى الأمام ، ومن ثم الشروع في تكوين الآليات الأخرى، لمتابعة القضايا ذات الصلة بالمنطقة. كما أعلن أن الحكومة السودانية أبدت استعدادها للحوار مع أبناء ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، لحل القضايا المختلف بشآنها، مشيراً إلى أن اللجنة ستناقش ذات الأمر مع قطاع الشمال. وقال أمبيكي في تصريحات صحفية عقب لقائه البشير إنه استمع إلى تقرير من الرئيس البشير حول مخرجات الزيارة، موضحاً أنه لمس رغبة أكيدة من البلدين لتجاوز العقبات، والوصول إلى علاقات طبيعية تصب في مصلحة شعبي البلدين. وأضاف أنه من خلال البيان المشترك للمباحثات التي جرت بين الرئيسين بالخرطوم، فإن البلدين سيمضيان نحو تطبيع علاقاتهما، وحل القضايا العالقة بينهما. وأشار أمبيكي إلى أنه لمس أيضاً رغبة أكيدة وجادة من الرئيس البشير، في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، مضيفاً "يجب استثمار الأجواء الإيجابية التي سادت لقاء الرئيسين، في دفع العلاقات، وتوطيد روابط التعاون بين البلدين. في الأثناء قال سفير السودان بدولة جنوب السودان مطرف صديق ، إن اتفاق رئيسي السودان وجنوب السودان عمر البشير وسلفاكير ميارديت، بفتح صفحة جديدة في علاقات البلدين، يشكل أرضية تمهد لعلاقة حتمية. وأكد صديق أن زيارة سلفاكير للخرطوم تعد اختراقاً كبيراً في علاقات البلدين، ووضعها في الإطار الصحيح، وقال لا بد من تكامل بين الخرطوموجوبا. وأكد صديق أن اتفاق النفط يمثل أكبر هدية لشعب جنوب السودان لأنه يمثل مصدر الدخل الأساسي له. وقال نعترف بوجود انفصال سياسي كما سماه الرئيس عمر البشير، ولكن هناك أواصر بين الشعبين باقية شاءت الحكومات أم لم تشأ، وهي العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، حتى الترابط بين الأسرة الواحدة، فتجد أسرة منقسمة بين السودان وجنوب السودان، حتى على مستوى المسئولين الكبار وليس على القواعد الشعبية. ووصف ما تم بين البشير وسلفاكير، بأنه خطوة مفروضة وليس إنجازاً مكتشفاً أو خارقا للعادة. وأضاف أن المصلحة في التعاون الكامل دون انتقائية. ونبّه إلى أن مباحثات الرئيسين نتجت عبر تغيير المفاهيم، وهو ما أدى لتحقيق الخطوة التي لم تأت ب "هيّن" حسب تعبيره بل نتجت بعد معاناة ومخاض عسير. وأضاف "كان البعض يظن أن السودان بإمكانه أن يعيش لوحده بعد انفصال الجنوب، وتوقع آخرون إزدهار الجنوب أكثر بعد الانفصال". وأكد مطرف وجود لجان أمنية استخباراتية مشتركة بين البلدين متفق عليها، مهمتها التحقق في ادعاء دعم أي طرف للتمرد. في سياق آخر رهنت الحكومة السودانية التعاون مع المبعوث الأمريكي الجديد للسودان وجنوب السودان، دونالد بوث، بوجود خارطة طريق واضحة تساعد على حلِّ القضايا الخلافية العالقة مع دولة جنوب السودان. وهددت بالإنصراف عنه إذا انصرف إلى قضايا أخرى. وقال وزير الخارجية السوداني، علي كرتي، إن الخرطوم ستنظر في أداء المبعوث، إذا كان مهتماً بالعلاقات بين السودان والولايات المتحدة وينصب تركيزه على برنامج محدد. وأوضح كرتي في برنامج مؤتمر إذاعي بالإذاعة السودانية، إذا كان لدى المبعوث خارطة طريق واضحة للعلاقات بين الخرطوم وواشنطن بما يساعد على حل الملفات المتبقية، فإننا نرحِّب بهذا الدور وإذا انصرف إلى قضايا أخرى فإننا بالتأكيد سننصرف عنه ولن يجد أي تعاون من السودان .