حولت الاضطرابات التي تشهدها اليمن مدينة تعز إلى مقلب كبير للقمامة فأينما تقع عينك تشاهد تكدساً غير عادي للقمامة في الحارات، في الأزقة، في الشوارع العامة، في الأسواق تنبعث منها الروائح الكريهة، بالإضافة إلى انتشار كبير للبعوض والذباب بشكل غير عادي فلا تشاهد إلا عددا محدودا من عمال النظافة، معظمهم يبحثون عن الأواني البلاستيكية والمعدنية وذلك لغرض بيعها والاستفادة من ثمنها ولمعرفة الأسباب التي أدت إلى تكدس القمامة وتقصير عمال النظافة في القيام بواجبهم وتفاديا لحدوث كارثة بيئية أجرت “الجمهورية” الاستطلاع التالي:تلوث بيئي الأخ جواد أحمد مهيوب أحد القاطنين بمدينة تعز شكا بمرارة: تضاعفت محنتنا فالانقطاعات للكهرباء متكررة وتصل في بعض الأيام لأكثر من 15 ساعة في اليوم والارتفاع غير المبرر للأسعار والعجز الحاصل في المياه لنتفاجأ بتكديس القمامة في الشوارع بشكل غير مسبوق لم تعهده مدينة تعز المعروفة بجمال ونظافة شوارعها التي تستدعي انتباه الزائرين. وأضاف: هناك من يقول إن الأسباب وراء ذلك هو قيام مجموعة مسلحة بنهب معدات تابعة لصندوق النظافة ونهب جميع السيارات التابعة للصندوق حتى يتوقف العمل كلياً وتكون نتيجة ذلك تراكم أكوام القمامة وما يتبعه من تلوث بيئي وصحي. والمتضرر الوحيد هو المواطن البسيط الذي بالكاد يتحصل على متطلبات العيش الضروري، ناهيك عن الأمراض الناتجة عن الانتشار للبعوض والذباب وما ينقله من عدوى. وختم حديثه بالمطالبة بسرعة القيام بحملات النظافة من قبل الجهات المختصة، داعياً المواطنين لتحمل المسئولية والقيام بواجبهم بعمل طوعي في رفع المخلفات لما فيه الصالح العام. ندفع رسوم نظافة الأخ كامل محمد صاحب صيدلية، استأجر أحد الأفارقة لرفع المخلفات التي تراكمت أمام محله من البيوت المجاورة، وبدا مستاء من الوضع الذي آل إليه صندوق النظافة والتحسين وعدم قيامه بواجبه في رفع المخلفات؛ لأن المواطنين يرفعون رسوم تحسين في كل شيء، المستشفيات، الصيدليات، العيادات الخاصة في فواتير الكهرباء والماء. تكاثر البعوض - د. أميرة الروضي طبيبة قالت بأن تكدس القمامة بهذا الشكل في الحارات والأسواق يؤدي إلى تكاثر البعوض والذباب وبالتالي الإصابة بأمراض التيفوئيد والملاريا والإسهالات، خصوصاً عند الأطفال داعية الجهات المختصة للقيام بواجباتها في حل هذه المشكلة وخاصة صندوق النظافة والتحسين بالمحافظة، الذي يتسلم من المواطنين رسوما نظير القيام بهذا العمل تحت مسمى رسوم تحسين مدينة. واختتمت حديثها بالقول: إن الأمراض عندما تنتشر لاتفرق بين هذا من حزب الإصلاح وهذا من حزب المؤتمر.. هذا مسئول وهذا فقير، فالمرض لايعرف أحداً بعينه. وأضافت: يجب ألا تدخل هذه الأشياء في المماحكات السياسية فصحة المواطن فوق كل شيء. نهب سيارات الصندوق أحد عمال النظافة، سائق سيارة بلدية سألته عن سبب التوقف عن العمل بعد أن رأيت العمال يعاودون رفع المخلفات من يوم الأربعاء المنصرم، فقال: إن السبب في ذلك يعود إلى استيلاء مجموعة مسلحة تتبع أحد المشائخ في المحافظة على خمس دينات للبلدية الأسبوع الماضي،وذلك بعد أن أشهروا السلاح بوجه العمال واستولوا عليها، وما كان من المكتب إلا أن أمر بالتوقف عن رفع المخلفات؛ احتجاجاً على نهب السيارات التابعة للصندوق، وتعبيراً عن إدانتنا لهذا التعامل غير المسؤول وتعرض العمال للإيذاء. وأضاف: نحن من يوم الأربعاء بدأنا بمعاودة العمل في رفع القمامة المتراكمة؛ بناء على توجيهات من مدير عام مكتب الصندوق بالمحافظة. حملات طوعية توقفت عند مشاهد أثلجت صدري في أحد شوارع تعز.. مجموعة من الشباب، بدافع ذاتي يقومون برفع المخلفات ولم ينتظروا أن ترفع القمامة من تلقاء نفسها أو الاكتفاء بإلقاء اللوم على الآخرين وكأن الأمر لايعنيهم. وعندما سألت أحدهم هل تعملون هذا بمقابل؟ أجاب بأنهم يقومون برفع المخلفات كعمل طوعي وبدافع من ذاتهم. وقال: لم يرق لنا مشاهدة تراكم القمامة يوماً بعد يوم وما قد تسببه من تلوث بيئي ناتج عن إحراقها في الحارات، بالإضافة إلى الأمراض الناتجة عن ذلك فقررنا نحن مجموعة من الشباب كل في نطاق حارته القيام برفع القمامة إلى أماكن بعيدة عن المنازل وهذا أقل واجب نقوم به تجاه مجتمعنا ووطننا، فالعقل السليم في الجسم السليم. جهود محدودة تردي مستوى النظافة بمدينة تعز خلال الأسبوع الفائت يبعث على الكآبة فأينما حللت أو حططت قدميك تقع عيناك على أكوام القمامة، ولكن سرعان ما بدأت الأكوام تتلاشى تدريجياً، وخاصة من يومي الأربعاء والخميس من الأسبوع المنصرم عندما عاود صندوق النظافة والتحسين العمل برفع المخلفات ولو بشكل جزئي؛ نظراً لكثرة أكوام القمامة. ختاماً، نأمل أن تعود تعز الحالمة إلى نظافتها ومظاهرها الحضارية التي اتسمت بها المحافظة، وأن تكلل جهود مكتب صندوق النظافة والتحسين بالنجاح وإظهار المدينة في أحسن حلة.