تتجه الأنظار في الأسبوعين المقبلين إلى بطولة ويمبلدون الانجليزية لكرة المضرب، ثالث بطولات الغراند سلام، التي تنطلق اليوم الاثنين وتنذر بارتفاع المنافسة فيها إلى الذروة بمشاركة أفضل لاعبي العالم .. الإسباني رافايل نادال المصنف أول عالمياً والخارج من لقب سادس في بطولة رولان غاروس الفرنسية رفع فيه رصيده في الغراند سلام إلى عشرة ألقاب، يريد إحراز لقبه الثالث في ويمبلدون بعد عامي 2008 و2010 ، الصربي نوفاك ديوكوفيتش الثاني وصاحب أفضل سجل هذا الموسم يبحث عن استعادة تفوقه وتأكيد براعته أيضاً على الملاعب العشبية التي تمتاز بها البطولة الانجليزية، وزيادة رصيده من الألقاب الكبيرة إلى ثلاثة بعد لقب ملبورن الاسترالية عامي 2008 و2011 .. السويسري روجيه فيدرر الثالث رفع التحدي في الوقت المناسب وتحديداً في رولان غاروس حين قدم عروضاً رائعة قادته إلى المباراة النهائية قبل أن يخسر بصعوبة أمام نادال قبل نحو أسبوعين. واستعاد فيدرر مستواه قبل انطلاق بطولته المفضلة التي توج بطلاً لها ست مرات أعوام 2003 و2004 و2005 و2006 و2007 و2009، ويسعى الى معادلة الرقم القياسي بسبعة القاب والمسجل باسم الاميركي بيت سامبراس .. وقد يشكل عدد القاب الغراند سلام صراعاً خاصاً بين فيدرر ونادال، فالأول ينفرد بالرقم القياسي برصيد 16 لقباً، في حين رفع الثاني في رولان غاروس رصيده الى 10 ألقاب وبدأ يهدد زعامة السويسري الذي كان ازاح سامبراس عن العرش (14 لقباً) .. ويعود اللقب الأخير لفيدرر في البطولات الاربع الكبرى الى مطلع عام 2010 في ملبورن الاسترالية، وكان خرج من ربع نهائي بطولة ويمبلدون الماضية امام التشيكي توماس برديتش، لتكون المرة الأولى التي لا يتخطى فيها هذا الدور في البطولة الانجليزية منذ سقوطه امام الكرواتي ماريو انسيتش عام 2002 .يتسلح فيدرر (29 عاماً) بأفضليته على الملاعب العشبية، وبالمستوى المرتفع الذي قدمه في رولان غاروس خصوصا في نصف النهائي حين انهى سلسلة انتصارات ديوكوفيتش المتتالية (43 فوزاً)” .. ويقول السويسري الذي يواجه الكازخستاني يخائيل كوكوشكين في الدور الأول “اعرف أنني قادر على معادلة رقم سامبراس هنا، انه أمر استثنائي ومهم بالنسبة لي” . أما نادال، يصغر فيدرر بخمس سنوات، فيعرب عن احترامه لفيدرر على هذه النوعية من الملاعب ولا يعتبر نفسه افضل منه عليها .. وتطور أداء الاسباني كثيراً على الملاعب العشبية، فأحرز اللقب مرتين (2008 و2011) وخسر النهائي مرتين أيضاً (2006 و2007)، لكنه يتفوق على فيدرر في المواجهات المباشرة بواقع 17 فوزاً مقابل 7 للسويسري .. ويعلق نادال الذي يواجه الأميركي مايكل راسل في مباراته الأولى على ذلك قائلاً “أن الإحصاءات والمقارنة ليست مهمة بالنسبة لي”، مضيفا “انا سعيد بما أقدم، لست أفضل لاعب في تاريخ كرة المضرب، اعتقد أنني واحد من أفضل اللاعبين، وهذا يبدو كافيا لي” . ولم يعد الصراع على صدارة التصنيف العالمي للاعبين المحترفين والألقاب خصوصا الكبيرة منها حكرا على نادال وفيدرر اللذين تناوبا السيطرة عليها لاكثر من سبعة اعوام، إذ أن دخولا قويا يسجله ديوكوفيتش الذي قدم أفضل مستوى له منذ احترافه رغم خسارته أمام فيدرر في نصف نهائي رولان غاروس .. وشارك ديوكوفيتش في ثماني دورات هذا الموسم حتى الآن، فاز في الألقاب السبعة الأولى وحقق 43 فوزا متتاليا قبل أن يتوقف مشواره أمام السويسري في البطولة الفرنسية. ولم يسبق للصربي أن وصل إلى نهائي ويمبلدون، وأفضل نتائجه كانت وصوله إلى نصف النهائي مرتين، عام 2007 حين خسر أمام نادال، والعام الماضي وخرج امام برديتش .. واذا كان نادال شارك في دورة كوينز الانجليزية الأسبوع قبل الماضي وخرج من ربع النهائي امام الفرنسي جو ويلفريد تسونغا، فان ديوكوفيتش وفيدرر فضلا الراحة بعد رولان غاروس، فالصربي كان يعاني من اصابة طفيفة. ونال ديوكوفيتش دفعة معنوية من النجم الأميركي السابق اندريه اغاسي وبطل ويمبلدون عام 1992 الذي قال “اعتقد أنه سيكون أفضل أيضاً في هذه البطولة وباحثا عن اللقب” .. اعتبر الصربي بدوره والذي يقابل الفرنسي جيريمي شاردي في بداية مشواره أن “الاشهر الخمسة الاولى من العام الحالي كانت الافضل في مسيرته، انها فترة رائعة وكان من الطبيعي أن تتوقف انتصاراتي في مكان ما، ولكنني سأواصل مشواري”. ويأمل اندي موراي الرابع ان يكون اول بريطاني يحرز اللقب في ويمبلدون منذ 75 عاما، وتحديدا منذ فريد بيري عام 1936، وهو كان قريبا مرتين ببلوغه نصف النهائي في النسختين الماضيتين.تعافى مواري من آلام الإصابة التي تعرض لها في الكاحل في رولان غاروس وسيخوض غمار البطولة بعد فوزه بلقب دورة كوينز على حساب الأميركي اندي روديك 6-3 و6-1. وما يزال روديك يبحث بدوره عن لقبه الاول في البطولة الانجليزية التي وصل الى مباراتها النهائية ثلاث مرات اعوام 2004 و2005 و2009 .. وشاءت الصدف ان تضع القرعة الاميركي جون ايسنر في مواجهة الفرنسي نيكولا ماهو في اعادة للموقعة الماراثونية التاريخية التي جمعتهما الموسم الماضي في الدور الاول ايضا من البطولة ذاتها. واحتاج ايسنر حينها الى 11 ساعة وخمس دقائق توزعت على ثلاثة أيام من اجل التخلص من ماهو بالفوز عليه 6-4 و3-6 و6-7 (7-9) و7-6 (7-3) و70-68 .. وكانت موقعة 2010 قياسية أن على صعيد الزمن أو عدد الاشواط، اذ انهى اللاعبان اليوم الأول بفوز كل منهما بمجموعتين، واليوم الثاني بالتعادل 59-59 في المجموعة الخامسة قبل ان يحسمها ايسنر في اليوم الثالث لمصلحته لكنه سرعان ما ودع البطولة على يد الهولندي تيمو دي باكر متأثرا بالارهاق.وكان الرقم القياسي السابق لأطول مباراة 6 ساعات و33 دقيقة بين الفرنسيين فابريس سانتورو وارنو كليمان (6-4 و6-3 و6-7 و3-6 و16-14) عام 2004 في بطولة رولان غاروس الفرنسية. ويبرز أيضاً في منافسات الرجال توماس برديتش وصيف بطل العام الماضي الذي صنف سادسا، والاسباني دافيد فيرر السابع والسويدي روبن سودرلينغ الخامس والارجنتيني خوان مارتن دل بوترو .. وفيما يلي سجل الفائزين في بطولة ويمبلدون الانكليزية لكرة المضرب، ثالث البطولات الأربع الكبرى، في السنوات العشر الأخيرة: 2001: الكرواتي غوران ايفانيسيفيتش 2002: الاسترالي ليتون هويت 2003: السويسري روجيه فيدرر 2004: السويسري روجيه فيدرر 2005: السويسري روجيه فيدرر 2006: السويسري روجيه فيدرر 2007: السويسري روجيه فيدرر 2008: الاسباني رافايل نادال 2009: السويسري روجيه فيدرر 2010: الاسباني رافايل نادال