من أشد الأخطار التي تواجه شبابنا اليوم خطر الفراغ الذي أفرزته المدنية الحديثة فانشغل الأب عن ابنه، وتوفرت تحت يده وسيلة نقل فارهة،وتسللت إلى بيته قنوات إعلامية لا رقيب عليها أو حسيب،وغيرها من المستجدات على مجتمعنا اليوم،وتأتي ضرورة تفعيل الأنشطة الصيفية هنا من حيث كونها وسيلة مثلى للقضاء على أوقات الفراغ عن طرق نشاطات محببة للنفس،بل استثمار الفراغ في تعلم مهن أو إجادة حرف أو اكتشاف موهبة فنية أو قدرة رياضية أو غير ذلك، مما يمكن استثماره وتطويره لصالح الشباب نفسه، وهذا يستدعي أن يتنادى المخلصون إلى دعم الأنشطة الموجهة لأوقات الفراغ،ولأهمية هذا الموضوع التقت صحيفة الجمهورية الدكتورة أمل عبدالرحمن القباطي أخصائية علم اجتماع وقد تحدثت عن استثمار الفراغ في تنمية المهارات أثناء العطلة الصيفية. برنامج متكامل أخيراً جاءت الإجازة الصيفية ليتنفس الأبناء والآباء الصعداء بعد عناء عام دراسي حافل بالواجبات والامتحانات، ثم يأتي السؤال الذي يشغل الجميع:كيف يقضي أبناؤنا الإجازة الصيفية؟. بداية ينبغي على الطالب أن يدرك أن الإجارة لا تعني الفوضى وتضييع الأوقات دون استفادة، وأن المتعة الحقيقية سيشعر بها الابن عندما تنتهي الإجارة ويجد نفسه قد حفظ قدراً جيداً من القرآن أو استمتع بقراءات مفيدة أو تعلم مهارة جديدة،وعليك أن تعلمه أيضاً أن وقت الفراغ نعمة يجب الاستفادة منها امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم: “اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك،وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك،وحياتك قبل موتك”. ولكن أنبه كل ولي أمر إن أولادك لن يستمتعوا بإجازتهم إن لم تشركهم في وضع برنامجهم الصيفي.. فالمشاركة بالرأي تولد لديهم الحماس الذي يدفعهم لتطبيق عناصر برنامجهم وتذهب عنهم غضاضة الالتزام بمواعيده والسعي لتحقيق أهدافه.. تنمية ذهنية وبدنية ويا حبذا لو وجدت بعض المحفزات لتطبيق البرنامج كإخبارهم أن هناك حفلاً كبيراً وجميلاً في نهاية الإجازة لتقييم المستوى خلالها وتكريم من التزم بالبرنامج واستفاد منه الاستفادة المطلوبة. وهناك عدة أمور ينبغي أن تكون ضمن البرنامج الصيفي للأبناء،كأن تضيف إليها مايناسب أولادك وما يرغبون هم في إضافته،مع ملاحظة أن البرنامج يجب أن يكون شاملاً؛بحيث ينمي الجانب الإيماني والأخلاقي والثقافي والبدني والاجتماعي بوسائل محببة وممتعة للأبناء،من هذه الأمور: أداء الصلاة في المسجد:وحبذا لو صبحت أبناءك إلى المسجد لتثبيت هذه العبادة الجليلة في نفوسهم. حفظ قدر معين من القرآن الكريم يومياً: وذلك حسب طاقة الابن،سواءً عن طريق حلقات التحفيظ بالمسجد أو الكتاتيب، أو من خلال محفظ بالبيت،مع ضرورة المتابعة الشخصية والمستمرة له. حفظ الحديث الشريف:وليكن بمعدل حديث واحد أسبوعياً،مع مراعاة اختيار الأحاديث التي تحض على مكارم الأخلاق، أو التي ترتبط بالصفات التي تريد غرسها في أولادك خلال الإجازة. الصيام والصدقة:فمن الممكن تدريب الابن على صيام ثلاثة أيام من كل شهر وإخراج صدقة أسبوعية. زيادة الوعي الثقافي : ويتم ذلك من خلال الاشتراك في المكتبات العامة أو عمل مكتبة في المسجد أو في المنزل، وتشمل مكتبة للكتب والقصص والشرائط الفيديو والكاسيتو ال«سي دي»، وبعض الألعاب الجذابة للأبناء مثل تنس الطاولة، كما يمكن القيام بالرحلات والمسابقات والندوات للأبناء والمربين من خلال مقر النائب. الوعي السياسي للطفل: بقصد الإلمام بالقضايا المثارة على الساحة، وتكوين رأي تجاهها، وذلك عن طريق المشاهدة الموجهة لنشرات الأخبار وللبرامج السياسية، وكذلك قراءة الجرائد والمجلات، والدخول على مواقع النت الخاصة بوسائل الإعلام. تنمية المهارات والهوايات: مثل الرسم والتلوين والشعر والكتابة والإنشاد والخط العربي والأركيت وغيرها، بالإضافة إلى تعلم المهارات المفيدة مثل الكهرباء والنجارة والسباكة والدهان وغيرها. تعلم بعض برامج الكمبيوتر، ليكون جلوسهم أمام الشاشة أكثر إفادة مثل برنامج الورد Word وبرنامج الرسام، وبإمكانك تكليفه ببعض المهام مثل كتابة آيات قرآنية أو لوحات إرشادية، ويمكن الاستفادة من الكمبيوتر أيضاً في حفظ القرآن الكريم عن طريق ال cd الخاصة بذلك، ويمكن إتقان الطفل للكمبيوتر عن طريق إلحاقه ببعض الدورات وجلوسه بجوارك أثناء استخدامه مع شرح هذه البرامج بصورة ميسرة. الالتحاق ببعض الدورات المفيدة، مثل دورات اللغة الإنجليزية ودورات الدفاع المدني والهلال الأحمر وغيرها. الرياضة : يجب أن يمارس الأبناء التمارين الرياضية يومياً، وحبذا لو تم الاشتراك في بعض الألعاب الرياضية بالنوادي أو مراكز الشباب أو النوادي الصيفية بالمدارس حسب المستطاع، مع المتابعة الدقيقة للأبناء وملاحظة الإيجابيات والسلبيات. التعاون والمساعدة في أعمال المنزل: ويفضل عمل جدول لتنظيم هذا الأمر ولضمان المشاركة الفعلية للأبناء في أعمال المنزل. العالم الإسلامي : تعريف الطفل بقضايا العالم الإسلامي وخاصة القضايا الساخنة «كفلسطين»وحثه على الدعاء والتبرع. الميادين : تفعيل الميادين القائمة التي يتواجد فيها الأبناء وذلك بتكثيف الأنشطة الجذابة الهادفة فيها، وابتكار ميادين جديدة “ كميدان المجتمع العام” وإفادة الأبناء فيه بالأنشطة المناسبة وخاصة الرياضية والفنية ومنها : مسرح عرائس هادف، وعمل دورات رياضية مثل : كرة قدم، كرة طائرة، اختراق ضاحية.. الخ. وطاولة للتنس يتجمع عليها الأبناء، ويتم تشغيل شرائط الكاسيت بأناشيد هادفة وجذابة، وتعلق بعض اللوحات الإرشادية حولها، وتجري مسابقة خفيفة مع توفير جوائز رمزية هادفة، وإقامة بعض المسابقات الثقافية والأدبية والفنية لكشف المواهب. العلاقات الاجتماعية وصلة الأرحام: وحبذا أن يوضع جدول لزيارة الأقارب والاتصال بهم تليفونياً لتعويد الأبناء على التواصل مع أقاربهم وبالإمكان وضع بعض الواجبات الاجتماعية الأخرى، كالتعاون مع الجيران وزيارة أصدقاء المدرسة والمسجد مع انتقاء الأصدقاء الصالحين. الرحلات: احرص على أن تخرج مع أبنائك في رحلات طويلة وقصيرة، وليكن لك أكثر من رحلة قصيرة خلال الشهر، وبإمكانك الاستفادة من طاقات الأبناء في هذه الرحلات بإعداد الطعام أو المشاركة في تنفيذ فقرات البرنامج، ولا تنس الثناء على مجهوداتهم في نهاية الرحلة، ويمكن القيام بمجموعة رحلات تحت عنوان “ اعرف بلدك” من خلال زيارة المتاحف والحدائق والمعالم السياحية المختلفة ودور الأيتام والمعاقين، ويتم تعويد الأبناء من خلال على النظام والبذل والعطاء ومساعدة الآخرين. تحديد جدول مشاهدة التلفزيون: اتفق مع أبنائك على أوقات مشاهدة التلفزيون وعلى أسماء البرامج التي سيشاهدونها، وأوقات الدخول على النت، والمواقع التي سيزورونها. جدول المحاسبة : وهو جدول متابعة يومية لعناصر البرنامج يقيم الأبناء من خلاله أنفسهم، وتطمئن من خلاله على سير البرنامج بصورة جيدة، حتى يمكن التعديل أو الإضافة حسب المطلوب، وحبذا تشجيع المتميزين عن طريق الجوائز. جدول يومي ^^.. كيف يمكن تقسيم البرنامج اليومي للأبناء من قبل ولي أمره؟ الاستيقاظ لصلاة الفجر بالمسجد. قراءة أذكار الصباح. القيام ببعض التمارين الخفيفة. مساعدة الأم في تجهيز الإفطار وتناول الإفطار. المساعدة في أعمال المنزل “ترتيب الغرف شراء المطلوبات”. حفظ القرآن بالمسجد أو بالبيت. حضور حلقة المسجد في مواعيدها. تعلم بعض المهارات وممارسة بعض الهوايات «خط أركيت رسم على الزجاج». أو ممارسة رياضة “فردية أو جماعية”. صلاة الظهر. الجلوس إلى الكمبيوتر نصف ساعة كتابة ونصف أخرى لعباً ونصف ثالثة نت. الغداء، ثم صلاة العصر. فقرة حرة. تلاوة أذكار المساء وصلاة المغرب. مشاهدة شريط فيديو هادف أو مشاهدة برامج مفيدة في التلفاز. صلاة العشاء. الجلوس مع العائلة ساعة للحديث والسمر. النوم المبكر. عالم الصغار ما الذي تقترحينه لأولياء الأمور في التخطيط لبرامج تنمية عقلية وبدنية لأطفالهم ؟ أولاً: الكتب والقصص قصص الأبناء الأستاذ عبدالحميد جودة السحار. صور من حياة الصحابة الأستاذ رأفت الباشا. قصص الحيوانات الأستاذ أحمد بهجت. سلسلة أخلاقيات من حكايات موسوعة المسابقات الإسلامية الأستاذ محمد سعيد مرسي. سلسلة الكمبيوتر للأطفال. علماء صغار يبتكرون. سلسلة أطفال الغد، سلسلة انصر دينك. ثانياً: المجلات “مجلة أسامة مجلة ماجد مجلة سعد مجلة الفرسان المثقف الصغير”. ثالثاً: أشرطة الكاسيت “أشرطة تعليم وتحفيظ القرآن الكريم سلسلة قصص الأنبياء أناشيد أطفال زي العسل “123” طيور الجنة مازن وزينة عالم الحيوان أطفال أبطال”. رابعاً: مكتبة cd “المصحف المرتل انصر دينك “2،1” كان يا ماكان: “وهي أفلام تعليمية عن جسم الإنسان بأسلوب شيق” جزيرة النور الجرة رحلة سلام الابن البار السندباد المسلم محمد الفاتح الفاتحون صقور الأرض أصحاب الأخدود”. “أخطاء تربوية” ما المحاذير التربوية التي توجهينها لأولياء الأمور تجاه أطفالهم؟ تجنب التهديد. إصدار الأحكام المسبقة. التحذير المستمر. الاستجواب عند الخطأ ووضع العقوبات الصارمة. استعجال النتائج وطلب الكمال. عدم تنوع الأنشطة. الحرية الكاملة بلا ضوابط. كثرة الوعظ على حساب اللعب والترويح. التعامل مع الأعداد الكبيرة دون الاستعانة بآخرين. تقديم المعلومات القديمة دون الاهتمام بالتحضير. عدم فهم شخصية الابن وكيفية التعامل معه. نصائح لأولياء الأمور ما النصائح التي قد تيسر لأولياء الأمور التعامل مع الأطفال؟ الإخلاص والدعاء بالتيسير. خفف من حدة شخصيتك عند بداية الإجازة، واجعلها فترة للتعارف والتآلف. حدد أهدافك واحرص على الوقت، فهو رأس مالك. أدعم روح الفريق والتعاون لدى الأبناء. كافئ كل مجتهد وتذكر أن الذي يعمل ولايجيد أفضل من الذي لايعمل. استعن ببعض الأبناء في إدارة برنامجك. طفل مشاغب ما الطرق المثلى للتعامل مع الأطفال المشاغبين؟ امنحهم مزيداً من الاهتمام والمتابعة بصورة خاصة. تحبب إليهم وازرع احترامهم لك في أنفسهم. أشعرهم بأهميتهم، واشكر لهم مايقومون به من أعمال. الفت انتباههم إلى أخطائهم بصورة غير مباشرة. امنحهم فرصة توضيح أخطائهم وقدم لهم النصح بحب. ابدأ بمدحهم قبل لومهم.