أكدت منظمة “أنقذوا الأطفال” الدولية الخيرية أن الحرب والجفاف في الصومال أديا إلى موجة نزوح غير مسبوقة للسكان عبر الحدود إلى كينيا المجاورة. وقدرت المنظمة أن كل يوم يشهد عبور نحو ألف وثلاثمائة صومالي أكثر من نصفهم من الأطفال ليقيموا في معسكر داداب للنازحين داخل الأراضي الكينية. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن المنظمة قولها: “إن العدد الشهري للنازحين زاد بأكثر من الضعف منذ العام الماضي”. ويقول موظفو الإغاثة: إن الأطفال يعانون الإنهاك وسوء التغذية، والجفاف الشديد.. وأضافت المنظمة الخيرية أن بعض الأسر أمضت أكثر من شهر مشياً على الطرقات قبل أن تبلغ المخيم. ويُعد داداب أضخم مخيم في العالم، إذ يأوي 350 ألف شخص. وتقول منظمة أطباء بلا حدود: إن الكثير من القادمين الجدد في حاجة ماسة إلى الرعاية الطبية، وإن نصف الأطفال لم يحصلوا أبداً على التلقيحات الضرورية. من جهة أخرى أعلنت الأممالمتحدة أمس الثلاثاء أن أكثر من عشرة ملايين شخص تضرروا من جراء أسوأ جفاف يضرب بعض مناطق القرن الأفريقي خلال 60 عاماً، مشيرة إلى أن بعض شعوب كينياوالصومالوأثيوبيا يواجهون مشاكل سوء تغذية خطيرة. وقالت المتحدثة باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اليزابيث بايرز في مؤتمر صحافي: إن “أكثر من 10 ملايين شخص في القرن الأفريقي قد تضرروا في مرحلة أو أخرى من الجفاف المستمر منذ سنوات”. وأضافت: “لم نر جفافاً مماثلاً منذ 60 عاماً”، موضحة أن نقص الأمطار أدى إلى “أزمة غذائية كبيرة في هذه المنطقة من العالم أمس”. وتشير معطيات الأممالمتحدة إلى أن الجفاف يطال خصوصاً 3,2 ملايين شخص في كينيا، و2,6 مليون شخص في الصومال و3,2 مليون في أثيوبيا و117 ألف شخص في جيبوتي. وشددت بايرز على القول: “في عدد كبير من المناطق بعيداً عن سواحل كينياوأثيوبياوالصومال، يمكن الحديث عن الاقتراب من المجاعة”. وأوضحت: “نحن في مرحلة طارئة تسبق مرحلة المجاعة، لكن الوضع يمكن أن يتطور”.. وتسبب بهذا الجفاف نقص الأمطار منذ سنتين، مما أضر بالمحاصيل وأدى إلى ارتفاع كبير لأسعار الحبوب، مما تسبب بمشكلة في الحصول على الغذاء خصوصاً بالنسبة للرعاة الذين تعاني مواشيهم بقسوة. وعبرت الأممالمتحدة عن قلقها إزاء حجم سوء التغذية لدى الأطفال بشكل خاص. وقالت بايرز لوكالة فرانس برس :إن النسب في المناطق الأكثر تضرراً بلغت أكثر من ضعف العتبة الضرورية وهي 15% ويتوقع أن تزيد”. وأوضحت “أن طفلاً من أصل ثلاثة في الصومال يعاني من سوء التغذية”، مشيرة إلى ارتفاع معدل الوفيات أيضاً بين الأطفال. وبالرغم من الوضع الذي يزداد تدهوراً تلقى الأممالمتحدة صعوبة في الحصول على تمويلات لأنشطتها كما أكدت بايرز. فدعوة الصندوق الخاص بجيبوتي لعام 2011 (39 مليون دولار) ليس ممولاً حالياً سوى بنسبة 30%. وصندوق الصومال (529 مليون دولار) بنسبة 50%، فيما صندوق كينيا (525 مليون دولار) ممول بنسبة 54%.. ولفتت بايرز إلى أن “هذا النقص في الأموال يحد من أنشطة العاملين الإنسانيين، فيما الوضع يزداد تدهوراً يوماً عن يوم بالنسبة للسكان الأكثر عرضة”., وقد تسبب الجفاف بحركات نزوح كثيفة للسكان. وتشير أرقام المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى أن حوالي 20 ألف صومالي هربوا من الجفاف وأعمال العنف وصلوا في الأسبوعين الأخيرين إلى معسكر داداب للاجئين في شمال غرب كينيا. كما تشير إلى أن “أكثر من نصف الأطفال الذين وصلوا من جنوبالصومال إلى مخيمات اللاجئين في أثيوبيا يعانون من سوء التغذية”.