تزداد معاناة المواطن يوماً بعد يوم منذ تصاعد الأزمة السياسية الحالية لتتمدد معاناته اليومية من الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وانشغاله وضياع وقته أمام محطات الوقود للحصول على ما يحتاجه من مادتي الديزل والبترول والكيروسين إلى ما يعانيه من ارتفاع الأسعار لتصل المعاناة ذروتها لدى سكان مدينة تعز جراء انقطاع المياه وتفاقمها إلى الحد الذي لا يجد فيه المواطن قطرة ماء من شبكة المياه فيما هو مطالب بتسديد فواتير المياه. حجم المشكلة ^.. لقد تجاوز انقطاع المياه في بعض الأحياء والتجمعات السكانية في مدينة تعز ما يزيد عن الثلاثة الأشهر بعد أن كان يتجدد سابقا وفقاً لجدول التوزيع ما بين “15” إلى “20” يوما... “الجمهورية” أجرت لقاء مع الأخ فؤاد منصور الجابري- مدير عام المؤسسة المحلية للمياه بمحافظة تعز حيث أشار في بداية حديثه إلى أسباب الخلل وحجم المشكلة بقوله: أزمة المياه في مدينة تعز توليها السلطة المحلية بالمحافظة جل اهتمامها وهناك جهود متواصلة لمعالجة الوضع الذي يشكو منه المستهلك. أما المؤسسة ففي مسألة عملية توزيع المياه تتم وفقاً للجدول السابق وليس هناك في هذا الجانب أي قصور؛ وإنما هناك عدة عوائق أدت إلى إعادة النظر في عملية التوزيع المحددة وفقاً للجدول السابق 15 إلى 20 يوما؛ وذلك لأسباب منها توقف آبار الحوجلة والعامرة وآبار حقل الحوبان عن الإنتاج بسبب تعرض الشبكة أو الخط الناقل للمياه من الآبار إلى أحياء المدينة للتخريب وثانياً، للمخاطر التي نتعرض لها في نقل مادة الديزل إلى حقول الآبار نتيجة أعمال التقطع التي تقوم بها، المجاميع المسلحة المتواجدة في هذه المنطقة وكذا ما تقوم به من اعتراض للطاقم الفني والمشرفين في الحقل وما تقوم به العناصر المسلحة من مطاردة ووضع الكمائن لنهب سيارات ومعدات العمل التابعة للمؤسسة حيث قد تم نهب نحو ثلاث سيارات تابعة لحقول الإنتاج. أما في الجانب الثالث فيتمثل في تعرض خطوط الكهرباء والضغط العالي للضرب بالرصاص من قبل هذه المجاميع المسلحة ونحن الآن في صدد الإصلاح بالتنسيق مع الفريق الفني التابع لمؤسسة الكهرباء، كما أن هناك أيضاً مشكلة كبيرة تعانيها المؤسسة في عملية التوزيع وتتمثل بقيام أشخاص بفتح الحنفيات الرئيسية في المدينة مما أدى هذا التصرف إلى عمل إرباك كبير في عملية التوزيع واختلال جدول التوزيع. إنتاج متوقف ^.. ما جدوى الآبار الإسعافية التي تم تنفيذها داخل المدينة ..أم أنها أيضاً خارجة عن الإنتاج؟ بالنسبة للآبار الإسعافية داخل المدينة انخفضت قدرتها الإنتاجية في الآونة الأخيرة بسبب أعمال الرصف التي نفذت ضمن مشروع تحسين ورصف شوارع المدينة، إضافة إلى تأثرها المباشر بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي العام. حلول ومعالجات ^.. ما هي الحلول لتغطية الاحتياجات وخصوصاً أن هناك احتجاجا وشكوى متصاعدة من المواطنين عن انقطاع المياه؟ حالياً الفريق الفني متواجد في الميدان، ويعمل بكامل جهده لضبط عملية توزيع المياه للأحياء وفقاً لجدولة تغطي العجز بشكل عام حيث تم تكليف عدد من المختصين والفنيين بالنزول الميداني إلى عدة مواقع ومراكز الضخ للتعامل المباشر والسريع مع المعوقات أو الإشكالات التي تعيق هذه العملية وإيجاد الحلول لها في نفس الوقت، وكذا التوضيح للمواطنين أصحاب هذه الشكاوى بالمشاكل الآنية التي تعاني منها المؤسسة بسبب الظروف الحالية، وهناك تحسن في الوضع، وخصوصاً في أحياء المدينة. والضخ منذ ثلاثة أيام مستمر في الشبكة لتغطية المناطق المرتفعة من هذه الأحياء، وعند تغطية هذه الأحياء سيتم تغطية المناطق الأخرى على مستوى واحد، ولا قلق في ذلك فعملية الضخ للشبكة متواصلة وكل ما نرجوه من المواطنين عدم القلق. أعمال تخريبية ^.. إذا عدنا إلى حقول صبر والحيمة ما مستوى إنتاجية هذه الحقول من المياه وتغطية الشبكة بما يلبي الاحتياجات؟ طبعاً الإنتاجية تصل إلى 2000متر مكعب يومياً، لكن توقف هذه الإنتاج منذ مدة بسبب تعرض معدات الضخ في هذه الحقول لأعمال التخريب من قبل بعض أبناء المناطق المذكورة بحجة مطالبتهم بالتوظيف ونتج عن هذه الأعمال التخريبية تضرر معدات الضخ وتم تحرير العديد من المذكرات إلى مديرية ذي السفال، وكذا محافظة إب لضبط المعتدين وللأسف لم يكن هناك تحرك لضبط هؤلاء المعتدين، إلى جانب عملية انفصال التيار الكهربائي عن هذه المواقع بسبب المديونية الكبيرة لمؤسسة الكهرباء، كما أن خطوط الضغط العالي في هذه المناطق تتعرض بشكل يومي لإطلاق النار من قبل العناصر أو المجاميع المسلحة وهناك جهود مباشرة في الميدان تعمل من أجل إصلاح ما تم إتلافه والعمل على إعادة التشغيل. تقارب ^.. لكن مع ذكر جميع هذه الإشكالات ستبقى عدالة التوزيع للمياه غائبة وفقاً للجدول الذي ذكرته، ما تعليقك على ذلك؟ حالياً لا أعتقد ذلك، بل نجد أن هناك تقاربا بين الفترات وهذا ما يؤكد عدالة التوزيع، وهنا يجب الإشارة إلى أن هناك بعض المناطق قد ربما تقع على خطوط الضخ الرئيسية الواصلة، لكن هناك يحصل بعض التهريب في الحنفيات، ونحن بصدد عمل صيانة لهذه الحنفيات، وسيتم الانتهاء منها قريباً، وقد تم في الفترات السابقة إلغاء عدد من هذه النقاط التي كانت تمول بصورة دائمة حي الجمهوري وبعض الأحياء المجاورة. آمال ^.. هل من أمل لتخفيف المعاناة على كاهل المواطن في الأزمة الحالية للمياه؟ إدارة المؤسسة تسعى جاهدة وبخطوات ثابتة من أجل رفع المعاناة عن كاهل المواطن من خلال توصيل شربة الماء النقية في أقل فترة ممكنة وهذا يترتب على الوضع الحالي وعودة الأمور كما كانت عليه سابقاً وإنهاء المظاهر المسلحة التي تعمل على إعاقة أعمال الفرق الفنية العاملة في الميدان, ونحن نعمل بكل تفان من أجل عودة توزيع المياه للأحياء في أقل فترة ممكنة والفرق الفنية تعمل في الميدان دون كلل وتواجدها في الميدان هو بغرض تحقيق الهدف الملبي طموح الجميع في إيصال المياه لكل بيت في أقل فترة ممكنة.