في رمضان من كل عام يترقب الكثير من المتابعين ما ستقدمه الأندية من برامج وأنشطة ، ويتابع الكثير تلك الأنشطة عن قرب سواء كانت رياضية او ثقافية ، كونها تعمل على مزيد من صقل مواهب وقدرات كثير ممن يشارك فيها وتعمل على إخراج كثير من مكنوز الشباب إلى الواقع فتسهم الأندية في رسم ملامح الإبداع لدى كثير ممن ينخرطون في تلك المناشط التي تشهدها أيام رمضان . لكن هذا العام يبدو أن رمضان سيرحل كما أتى دون أن نرى من الأندية أي بوادر لإقامة فعاليات وبرامج رمضانية ولها في ذلك أسبابها والتي من أهمها الوضع العام الذي تعيشه البلد ومن ثم تأتي المعوقات المادية في قائمة المعيقات لإقامة أو تنفيذ أي نشاط خلال شهر رمضان الكريم الأمر الذي يعني أن الأندية ستصوم صوماً إجباريا عن أي نشاط . قد تكون تلك الصورة عامة في كثير من المحافظات التي اعتادت أن تسهم في إحداث حراكاً ثقافياً ورياضياً خلال رمضان من كل عام وهي نفس الصورة اليوم تتكرر في كل المحافظات إلا من قلة قليلة من الأندية التي لديها القدرة المالية على استمرار نشاطها الرمضاني حتى لو شهد عزوفاً جماهيرياً ولكن في النهاية تكون قد حاولت تلك الأندية أن توجد أنشطة وبرامج رمضانية وفق عادتها السنوية وبالتالي فان العزوف الجماهيري لا يعد من مسؤوليتها ولايمكن تفسير ذلك العزوف إلا لظروف الناس التي باتت تفكر في المأكل والمشرب قبل أي متطلبات حتى لو كانت فكرية أو ثقافية . والضعف الذي تعيشه الأندية اليوم في الجانب الثقافي تتحمل مسؤوليته وزارة الشباب والرياضة التي يقع على عاتقها تهيئة الجو لدعم وتفعيل برامج الأندية في رمضان حتى تقدم فعاليات رمضانية تتناسب مع أهدافها ومنطلقاتها التي على ضوئها تم الاعتراف بها ، لكن يبدو أن الوزارة صارت اعجز من أن تنجح «بضم التاء» على الأقل المسابقة الثقافية التي تنشرها سنوياً في مطبوعة صحيفة الزميلة “الرياضة” الصادرة عن مؤسسة الثورة حيث تتأخر عملية التكريم للفائزين في تلك المسابقة من رمضان إلى رمضان ، وهذا دليل واضح على أن الاهتمام بالمناشط الثقافية لم يعد لها أي أولوية لدى وزارة تحمل في مضمونها الاهتمام بالشباب والرياضة ، ولو سألنا اليوم عن دور اللجنة الثقافية لأندية شباب الجمهورية أين هي ؟ وماذا قدمت للأندية في مجاله اهتمامها ؟ وأين تقف البرامج الثقافية من واقعها اليوم ؟ فإننا لن نجد سوى كل واحد يرمي بالكرة إلى ملعب وزارة الشباب المسؤولية عن دعم مثل تلك البرامج الثقافية التي تتطلب دعم الوزارة لكي ترى النور وتشهد النجاح . في تعز نتذكر تلك الليالي التي كانت تقام في أندية المدينة من خلال برامج فردية ومشتركة فيما بين الأندية ، ونتذكر تلك المسابقات التي كانت تقام هنا وهناك فأين هي اليوم ؟. في رمضان هذا العام نفتقد لبعض ممن كانت لهم بصمات في الحياة وفي مقدمتهم المصور المبدع الراحل عادل العريقي الذي كانت صوره تحكي الكثير مما قد يقوله قلم ، ونفتقد لرحيل المدرب الوطني القدير : عبد الله عتيق الذي خيراً فعل صقر تعز عندما أقام بطولة للبراعم باسمه وكنا نتمنى أن تكون هناك فعالية أكبر في رمضان تحمل اسم هذا الفقيد الراحل عن عالمنا كونه كانت له بصمات كبيرة على الكرة اليمنية محلياً وخارجياً ، نعيش رمضان ونتذكر الكابتن مطهر ثابت بأخلاقه ودماثة أخلاقه التي نفتقدها اليوم في كثير ممن يبحثون عن الشهرة بسوء أخلاقهم . نعيش رمضان ونتذكر الشاووش وبخيت ،وحسن ضيف الله ، وكل صاحب بصمة وخلق رحل عن دنيانا قد تكون الذاكرة لم تذكره ولكنهم يظلون في قلوب محبيهم ممن يتمتعون بقوة ذاكرة قوية لم تعمل عوامل الحياة على محوهم من عقولهم فلكل أولئك ندعو الله لهم بالرحمة والمغفرة وأن يسكنهم فسيح جناته وأن يربط على قلوب أسرهم بالصبر والسلوان إن كنا قد نبشنا فيهم الحنين لمن فقدوا ، فهذه سنة الله في خلقه . [email protected]