رمضان شهر الإحسان والتوبة. فيه من الروحانيات ما يجعل العبد يرجع الى الكريم الجبار ،وأعتقد أننا لو أحسنا التربية والتدريب على معاني الصوم ، وعطائه في الرحمة والمغفرة والعتق من النار ، لكانت العبادات بشكل عام ، والصوم بشكل خاص ، علاجاً للمأزومين والقلقين ، واليائسين ، والقانطين ، ليعيشوا من جديد ، في ظلال الرحمة التي تمكنهم من البوح بما في داخلهم إلى الله ، الذي لا تخفى عليه خافية ، ولا يفضح الإنسان ويستره ، ومن ثم غسل نفوسهم وتزكيتها ، ليتخلصوا من مطاردة الذنوب والآثام ، والتوبة والدعاء ليست موقفاً سلبياً لفظياً ، يشكل لحظة في حياة الفرد ، ثم يعود لما تاب عنه ، وإنما هي موقف إيجابي ، يعني المراجعة والانعطاف والتغير والتجدد ، إنها موقف الرشد ، والعزيمة عليه وولوج بابه المفتوح. قال تعالى في أعقاب آيات الصيام ، وما تمنحه من التقوى : {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } [ سورة البقرة : 186]