رياضُ الشَّرقِ تزهرُ في مجالي وريحُ الغربِ تجري من خلالي فمهما مالتِ الأغصانُ شوقاً كميلِ الغِرِّ للحبِّ المثالي ستزرعُ في الجذورِ الأرضُ حباً جنونيَّ المعاني والخيالِ كذا نحنُ النساءُ وليس بدعاً تورُّطُنا المحبَّبُ في الجدالِ تهبُّ رياحُنا من حيثُ شئنا جنوباً أو إلى القطبِ الشَّمالي ويركبُ سعيُنا سفنَ الأماني يخوضُ البحرَ صعباً لا يبالي فذاكَ طموحُنا هدفٌ تأبَّى فليسَ يُنالُ إلا بالعوالي نحلّقُ كالطُّيورِ فتبتلينا فخاخُ الصّائدينَ بالاحتيالِ فإمّا الأسرُ في قفصٍ جميلٍ وإمّا الغوصُ في دنيا الجمالِ جميلٌ أن تظلِّلَنا سماءٌ وأجملُ منهُ توديعُ الظِّلالِ وأعذِبْ بالحياةِ بلا همومٍ ويحملُ همَّنا بعضُ الرّجالِ فلولا نزعةُ التقييدِ فيهِمْ وتوقُ الفردِ منهمْ للنزالِ وحبُّ الذاتِ والتشكيكُ فينا وسطوتُهمْ علينا في السؤال لكانَ العشُّ بالأحلامِ قصراً وحسبُ المرءِ حلمٌ بالكمالِ فإنْ أغراكَ قولي فلتبادرْ وضعْ قدميك فوراً في نعالي وفكِّرْ في شعورِكَ تلقَ حياً شعورَك نفسَهُ يسري خلالي بنا شغفٌ لأن نحيا كراماً وكرهٌ للتسلُّطِ والتعالي نذوقُ الشهدَ بالتقييدِ مرّاً وبالحرّيّةِ الزقومَ حالي أنا امرأةٌ إلى الإنصافِ تسعى ولا ترنو إلى نيلِ المحالِ ترى الدنيا بلا عدلٍ وتلقى من التمييزِ أصنافَ الخَبالِ يقال لنا العوانسُ إن زهدنا وليس يقالُ ذلكَ للرَّجالِ ويرثى حالُنا ويقال عنّا ضعفنا في مقاييس الجمالِ وهل في الناسِ من يهنا بعيشٍ وهل فيهم من الأمراضِ خالي كذا نحن النساء إذا اختبأنا كما اختبأت لدى الصدفِ اللآلي ولو أنا تزوجنا لألفوا عيوباً عدُّها فوق الرمالِ فلو أنا على الزوج اتكلنا لعُيِّرنا بداء الإتكالِ ولو أنا سعينا لارتزاقٍ لقالوا جهرةً من للعيالِ ولو أنا عن الزوج انفصلنا لقالوا بئس ربات الحجالِ! ففي هذا اتفقْنا واختلفْنا محالٌ بينَنا حسمُ الجدالِ