اضطر الأب لزيارة صغيره الذي لم يكن قد بلغ من عمره العامين وكلاهما يحمل نحو الآخر شوقاً برح بهما ,كان عليهما أن يقضيا بعض الوقت منفردين ولأن العاشق الصغير كان يعلم أن أباه سيتركه حاول بكل ما أوتي من مشاعر غضة طرية أن يغريه بالبقاء طوراً بالحديث إليه ولم يكن لديه الكثير من المفردات التي تسمح له بإطالة الحديث وطوراً بالاستلقاء ودعوته لأن ينام فوق صدره الصغير مثلما كان يعمل الأب. اقترب الأب منه واضطجعا معاً ووسده زنده وألصقه به حتى أصبح لايحول بينهما شيء وبدأ الأب يحس بدقات القلب الصغير الذي يحمل ذلك القدر من الحب ومابين قلبيهما لايزيد عن بنانتين أو أكثر رمى الصغير بساقه اللطيفة على خصر أبيه وأصبح الوجه أمام الوجه والعينين أمام العينين. شعر الصغير بالمتعة فأدخل ابهامه الصغير جداً في فمه يمصه كعادة الصغار قبل النوم وأما يده الأخرى فسمح لها بالمسح على وجه أبيه وأن يصفع خد أبيه بكفه اللطيف ومن شدة استمتاع الصغير لم يحب أن يحرم أباه من مشاركته المتعة فمد إلى فم أبيه بأصبع البنصر التي كانت صغيرة ولطيفة مما أضطر أباه إلى لثمها أحياناً أو ابقائها بين شفتيه أحياناً أخرى , وهكذا التصق القلب بالقلب والجسد بالجسد وكانت محاولات الصغير أكبر وأبلغ من كل الكلمات التي يمكنها أن تعبر عن الشوق والحب فهو يحبه لأنه هو لايريد منه شيئاً حتى ولو كان من حقه. بدأ الأب في التحديق في عيني الصغير ولاحظ كم هما جميلتان، فالمقلتان عسليتان واسعتان والأهداب طويلة أطال التحديق فيهما وأدرك قدر الطهر والصفاء وشعر الأب أن المقلتين واسعتان تخفيان خلفهما عالماً من الطهر البرئ والصفاء وكأنهما بحيرتان خلقتا من ماء الفردوس بدأ يحس أنه يتطهر داخلهما من كل ألمه وحزنه وأنهما تحميانه من كل مايقابله في عالمه من دنس ورغبات متناقضة. بدأ ملاك النوم يهبط على عيني الصغير وبدأت المقلتان تدوران في محجريهما الجميلين في حركة لايفوقها أي جمال وكان الصغير يقاوم النوم حتى لايحرم نفسه من متعة مشاهدة وجه ابيه المتعب المكدود ولكن غالبه ملاك النوم فغلبه وسرى الشعور بالراحة إلى الأب فبدأ يحس بخدر لذيذ أدخله هو الآخر في نوم عميق. استيقظ الأب وكان عليه أن يترك صغيره نائماً وينسحب إلى حيث الدنيا الواسعة القاسية نظر إليه وتفحص فخذيه اللطيفتين داخل بنطاله الصغير وشمله بنظرات العطف والشفقة والألم وشد من أزر نفسه وانطلق ولكنه قبل أن يذهب كان قد داخله شعور بأن صغيره هو عالمه وهو عشقه ورغم أن قلبه كان يعتصره الألم الا أن ماكان يعزيه هو أنه قرر أن يعود إلى صغيره ويترك كل شيء من أجله فهو ملك لهذا الصغير ويجب ألا يشاطره أحد هذا الامتلاك , وغادر وهو يحمل في داخل نفسه الألم والشعور بالضياع والحزن.. عاد الأب وجلس مع العاشق الصغير وأخويه لتناول الطعام وكان يسعده أن يلقم الأفواه الصغيرة مردفاً عمله كل مرة ببسم الله وهو يشعر بالامتنان والشكر للمولى الذي رزقه هذه المخلوقات الثلاثة الجميلة ورزقه أن يطعمهم ويتمنى على مولاه الرحيم أن يحفظهم. كبر العاشق الصغير ووقفا يصليان معاً وقد صار كتف الصغير أطول من كتف أبيه وقامته أعلى قليلاً إلا أنه ظل يحتفظ بجمال مقلتيه العسليتين وأهدابه الطويلة ويخبئ خلفهما بحراً من الطهر والبراءة وحباً عارماً لايمكن مقاومته ,صليا بخشوع ودعا الأب لصغيره ربه الرحيم بأنه يحفظه له وكانت لحظات الصلاة مليئة بالمحبة لصغيره ولله الذي رزقه إياه.