يحلو العيد أكثر حين يخرج الأطفال بثيابهم المزركشة كالعصافير..فلا يتمالك الإنسان نفسه إلا أن يطير من الفرح تختلف المناطق اليمنية من حيث استقبالها لعيد الفطر المبارك ..لكنها تتفق في اغلب الطقوس التي تسبق هذا اليوم الفرائحي الذي يبهج الصغار والكبار والنساء والرجال ،وان كان بالنسبة للأطفال بالذات له مذاقه المميز،وتعد الألعاب النارية هي المقدمة لتباشير العيد ...صحيفة الجمهورية لامست هذه الطقوس العيدية في اكثر من منطقة يمنية في الاستطلاع التالي.. العيد ..طقوس رائعة مهما كثرت الأيام فإنها لا تتشابه ،ولبعضها طابعها الفريد عند كل الناس ‘كعيد الفطر المبارك الذي يعد فرحة الناس بعد اكمالهم شهر الصوم على الوجه المطلوب الذي يرضي الله ويكسبهم الكثير من الحسنات ويدرأ عنهم الكثير من السيئات..وباعتباره تقليد ديني فانه كذلك تقليد اجتماعي اتفق الناس بلا اتفاق على استقباله بطقوس ابتكروها من ذات أنفسهم وتكونت بفعل تعاقب الأجيال ،حيث ينتشر الناس في الأسواق لشراء مقتضيات العيد وأهمها الملابس ،فالعيد كما يقول وسام غالب فرح وفرفشة بعيدا عن الهم والغم وان اعتبره بعض الناس الغلابى عيد العافية نظرا لعدم حصولهم على محتياجاته ،لكنهم مع هذا يفرحون على الأقل بشمسه المختلفة عن بقية الأيام التي سبقتها،ويواصل الأخ وسام حديثه بالقول: من خلال الاستعدادات التي تسبق يوم العيد سواء على مستوى منزلي او حارتي فانه غصبا عني لا بد ان افرح وان كانت الهموم على راسي كالجبال،فالألعاب النارية تتفرقع في الهواء،والزحام على اقتناء الثياب الفاخرة يزداد كلما اقتربت ساعة إعلان العيد ،كما ان سوق المكسرات والزبيب ينشط خلال الفترة القصيرة التي تسبق العيد ،فتجد كان الأسواق قد فرشت بالفرح ،كما ان تجهيز مختلف الاطعمة المختلفة والمتنوعة هو في حد ذاته سرورا اخر يضاف الى قاموسي،ومن هنا وحين اجد كل الاشياء من حولي تنضح بالفرحة حتى المساكن التي تلبس حللها الجديدة يكون من المحتم علي ان افرح ،وان ازغرد ،وان اعيش كل لحظة من لحظات العيد الجميلة رقصات مختلفة محمد سعيد محمد مضى يسرد حديثه بالقول: عندما اسمع أصوات المرافع وتبدأ الرقصات المسائية التي تسبق العيد او حين يعلن عنه ،ويشعل الناس النيران على رأس كل جبل وهضبة ومنزل اكاد ان اطير من الفرح،فاهرع الى ساحة الرقص لاعبر عن احاسيسي ومشاعري ،فكما تعلم انه تمر ساعات حتى يتم إعلان عيد الفطر في اليوم التاسع والعشرين من رمضان ،فاذا ماتم الاعلان عن العيد سواء في التاسع والعشرين او الثلاثين من رمضان فانه الزغاريد تلتحم في كل القرى وتبدا تتصاعد الروائح البخورية الطيبة لتملا الفضاء ،وعندما يطل الصباح يكون له طعم ولون مختلف ،خصوصا وموسيقى الفنان الراحل علي بن علي الآنسي تنداح من كل نافذة:أنستنا ياعيد...افرح مع الأيام وابرد من الأوهام وافرح بهذا العيد أنستنا يا عيد ...هناك يتوثب عصفور في الضلوع ،ويحلو العيد أكثر حين يخرج الأطفال بثيابهم المزركشة كالعصافير..فلا يتمالك الإنسان نفسه إلا أن يطير من الفرح. ريف الفرح ويطول الطواف في أروقة وحواري المدن والقرى اليمنية لتجد السعادة هي نفسها التي تلبس هذه الحواري وان تباينت ،يقول عبد الله احمد إنني أعيش وعائلتي في المدينة حيث يحتم علي عملي ان أعيش في المدينة،وبمجرد ان يبدأ عداد العشر الأواخر في العد أجدني أجهز نفسي وعائلتي للسفر الى الريف ،وليتك تدري فرح الاطفال حين اذكر لهم القرية ،فالفرح عندهم فرحتين :فرح العيد وفرح قضاءه في الريف ،ومع هذا فانا احس نفس الاحساس الذي يحس به اولادي ،فاشعر انني الامس الطفولة اكثر وبعمق في قريتي،وتتعاظم الفرحة حين اتوجه لأداء صلاة العيد على الهضبة المستوية التي يتجمع فيها كل رجال القرى وأطفالها ،ويبدأ الخطيب خطبته والفرح يكاد ان يرفرف بي للعب وسط الحقول ،وحين نفرغ من اداء صلاة العيد يبدأ العناق بيننا في صفوف تتوزع على بعضها في صفاء ونقاء ومحبة فلا عدوات ولا خصامات ،وبعد الفراغ من السلام الحميم والعناق ننطلق لزيارة الأهل والأقارب والأرحام ،ويبدأ قارع الطبل في الوادي بقرعاته المتناغمة فينزل الجميع بأثوابهم البيضاء وجنابيهم ،وتبدأ رقصات البرع ..إنني لا أستطيع التعبير عن المشاعر التي تنتابني في تلك اللحظة. الفرح هو الفرح في أي زمان ومكان ،والإنسان هو وحده من يصنع هذا الفرح ،وما أحلى الأعياد التي تكتسي بضحكات الأطفال التي لا تذبل ...انه يوم ولكننا ننتظر طلعة شمسه بفارغ الصبر.