بعد النجاح الذي حققه مسلسل «طاش» بأجزائه على مدار الأعوام 19 الماضية، أصبح المسلسل الآن من الأعمال الكوميدية التي ينتظرها الكثيرون كل عام، خصوصًا في الموسم الرمضاني. لكن في السنوات الماضية، بدأت أصابع النقد تتجه نحو «طاش» بصورة كبيرة، وبشكل جعل البعض يشكك في قدرة العمل على الاستمرار بعد كل تلك الانتقادات، فهناك من اتهم العمل بتكرار نفس الأفكار، ونفس الرسائل، ونفس المواضيع التي يتطرق لها «في كل موسم على حد قول البعض، وهناك من أكد أن استمرارية «طاش» لن تكون بنفس نجاح أجزائه القديمة، وهذا في حد ذاته يضع القائمين على العمل في مأزق كبير، ويضع على عاتقهم حِمل تطوير وتحديث تلك الملحمة الكوميدية التي وجدت لنفسها مكانًا وكونت جمهورًا على مدار 19 عامًا. ويبدو أن تلك الانتقادات وصلت إلى بطلي العمل الفنان ناصر القصبي، والفنان عبدالله السدحان، اللذين انقسما ذاتهما بين مؤيدٍ ومعارض لفكرة توقف طاش إلى الأبد، والاكتفاء بتلك النجاحات التي حققها العمل في السنوات الطويلة الماضية. وقال الفنان ناصر القصبي إن مشروع «طاش» لابد أن يتوقف بعد التاريخ الذي صنعه في ال19 سنة الماضية، مشيراً إلى أن هذا الإرث بات ثقيلاً عليه: «لأنه مهما كان مستوى الجزء الأخير من طاش فلن يحصل على أكثر من درجة مقبول عند الجمهور»، وهذا مُرهق بالنسبة له ولبقية صناع المسلسل. بينما كان للفنان عبدالله السدحان رأي آخر بخصوص «طاش» حيث أكد بوجود خلاف سابق بينه وبين زميله القصبي على فكرة التوقف تحديدًا، وأن هذا هو سبب تأخرهما في تصوير طاش 18، حيث لم يبدآ العمل عليه إلا بعد عيد الأضحى الماضي، بعد أن اتفقا على تقديم جزء جديد، معتبرًا أن الجزء الثامن عشر كان من أفضل أجزاء السلسلة. وقد برر القصبي رفضه لاستمرار «طاش» إلى تلك الشللية التي أصابت الدراما الخليجية ككل، والكوميديا خصوصًا، كذلك تلك الطريقة التي يتعامل بها الكثيرون مع الفن في المملكة العربية السعودية بشكل عام، وهو ما اسماه بعدم وجود مناخ صحي يسمح بتطور الأعمال الدرامية والكوميدية، وتحوّل الأعمال السعودية إلى أعمال تقريرية تُشبه المقالات الصحفية، موضحاً أن الطريق الذي تسير عليه الكوميديا السعودية خاطئ لأن الفن أساسه المتعة وخلق حالة درامية لا مجرد تقديم للشكاوى، وأن المُشاهد سيملُّ هذا الأسلوب في النهاية وسيبحث عن أعمال أخرى، وفي نفس السياق أشاد بتجربة الفنان فايز المالكي فى مسلسل «سكتم بكتم». بينما وجد السدحان أن النص في طاش لم يكن به مشكلة عكس ما يقوله القصبي، وأسند كلامه ووجهة نظره إلى وجود كتَّاب متخصصين منذ سنوات ل«طاش» أصبغوا العمل بصبغة مختلفة ميزته عن الأعمال الموجود1§ة. ويبدو أن الانقسام داخل طاقم مسلسل «طاش» احتدم، ولا أحد يعلم ما اذا كانت نهاية «طاش» وشيكة، أم هناك أقوال أخرى ستقف حائلًا أمام نهاية العمل؟