عرف الممثل اللبناني، بيتر سمعان، وأطلَّ على المشاهدين، من خلال مسلسل «غنوجة بيَّا» الذي لقي الكثير من ردود الأفعال الإيجابيَّة، وإستطاع أنّْ يُطبع في ذهن المشاهيدن، ليجعل من بيتر وريتا برصونا الَّتي شاركته البطولة، ثنائيًا ناحجًا وراسخًا، تمَّ توالت عليه الأدوار، ليقدَّم أخيرًا، دور الكومندان الفرنسي في مسلسل «باب إدريس» الرمضاني، خارجًا من عباءة الأدوار الرومانسيَّة البحتة، حيث ظهر بشخصيَّة المحتل، المريض نفسيًّا، والذي يحب بطريقةٍ ساديَّةٍ أنانيَّةٍ، ليعود ويطل بمسلسل «ذكرى» الذي يعرض راهنًا على شاشة المؤسَّسة اللبنانيَّة للإرسال. أخبرنا عن الأصداء الَّتي تلقيتها من خلال دورك في مسلسل «باب إدريس»، الذي أشاد به العديد من النقَّاد، وماذا عن خروجك من عباءة الأدوار الرومانسيَّة؟ الأصداء كلُّها كانت إيجابيَّة وجيِّدة، ولكني لم أخرج كثيرًا من الدور الرومانسي، ولكنِّي جسَّدت الرومانسيَّة الساديَّة، إذ ظهرت بشخصيَّة رجل مريض ومعقَّد نفسيًّا، وأنا شخصيًّا أهوى هذا النوع من من الأدوار وأحبُّها، لأنَّه يسمح لي بطرح نفسي كممثِّل، وأنّْ أظهر قدراتي التَّمثيليَّة المختلفة عن تلك الَّتي تظهر حين ألعب دور الشَّاب الوسيم والرومانسي، ومن خلال هذا الدور تحدَّيت نفسي، وهنا كانت نقطة الإمتحان، وبحسب ما قرأت لقد نجحت به. ما هي الرسائل الَّتي حملها الدور؟ وماذا أضاف للمسلسل خصوصًا أنَّك ظهرت في الحلقات الخمس عشرة الأوليَّة، وأشير إليك كضيف شرف؟ لقد كان دورًا محوريًّا ومؤثَّرًا على الأدوار الَّتي لعبها الممثلون الآخرون، وتمحورت حوله العديد من القصص، كما أنَّ أهم رسالة حملها الدور هي «ومن الحب ما قتل»، إذ أنَّ هذا الرجل لطالما حلم بأنّْ يصبح لديه ولد، وعندما حقَّق ذلك بطريقةٍ غير شريفة وغير شرعيَّة، قتل طفله عن طريق الخطأ من قبل جنوده. لذلك في الحب يجب أنّْ يكون هناك دائمًا مجال لتحكيم العقل، لأنَّه إذا تمَّ الإعتماد على العواطف فقط، تحلُّ الكوارث عندها. هل من المعقول أنّْ تقع في غرام امرأة مرتبطة أو متزوجة، وأنّْ تدخل في دائرة العشق الحرام؟ عندما تدخل العواطف وتتحكَّم بقصص الحب، ويصعب على العقل أنّْ يرضى بظروفٍ معيَّنةٍ في حين يتقبَّلها القلب، عندها يعمل عقلي جاهدًا للسيطرة على قلبي، ولا يجب أنّْ ننسى أنَّنا نمرُّ بمرحلة انحطاط من كل النواحي وحتَّى العاطفيَّة، ونحن بالطبيعة مجتمع إستهلاكي، يمتص ما هو موجود، وما يحيط به، لذلك نرى أنَّ القصص التَّاريخيَّة والحب الأفلاطوني ينجح، ويحصد نسب مشاهدة مرتفعة. برزت بدايةً وطبعت بذهن المشاهدين من خلال أدوارك مع ريتا برصونا، واليوم تقدِّم ثنائيًا جميلاً مع نادين نجيم، أخبرنا عن تجربتك مع الممثلتين؟ وما سرُّ العلاقة مع نادين؟ تمثيلي مع نادين أظهر عن تلقائيَّةٍ وإنسجامٍ واضحين، في «باب إدريس»، وفي الحلقات الأولى من «ذكرى»، وهذا أمر إيجابي، وكذلك الأمر مع ريتا، حيث برزنا سويًا كثنائيٍّ ناجحٍ، وأنا شخصيًّا أرتاح مع كل فنان، كما أرتاح مع كل صبيَّة جميلة وأين الخطأ إذا انسجمت مع الجميلات، أهل المطلوب أنّْ أنسجم مع البشعات.. يضيف ضاحكًا:هذا الأمر يسعدني، كما أنَّ قدرة الممثِّل على الإقناع تلعب دورًا مهمًّا، وبالنسبة لي وبغض النظر مع من أمثِّل الأهمية تكمن بالنجاح في إقناع المشاهد بالشَّخصيَّة والدور. ما رأيك بالدراما اللبنانيَّة الَّتي قدِّمت خلال رمضان؟ وماذا تابعت خلال هذا الموسم؟ تابعت مسلسل «باب إدريس»، و«الولادة من الخاصرة»، وبعض حلقات «الشَّحرورة»، ولكن من خلال ما رأيت وما سمعت، أرى أنَّ «باب إدريس» كان مفتاح الدراما اللبنانيَّة إلى الدول العربيَّة، فالمسلسل عبارة عن إنتاج وتمثيل وإخراج وكتابة محترمة تليق لتصديرها خارجيًّا، ولا يجب أنّْ نتوقَّف عند هذا الحد، بل يجب أنّْ نعمل للتقدُّم إلى الأمام، وأنّْ نكون جبهةً واحدةً لنخرق وندخل إلى هذه الدول. ما جديدك حاليًا؟ لدي نصان بين يدي، الأوَّل بعنوان «عاشق النساء» للكاتبة منى طايع، والثاني أتحفظ عن الحديث فيه في الوقت الراهن، كما أصوِّر مسلسل «كندة» من إنتاج زياد شويري، وألعب فيه دور «وليد» الذي يعاني من مشاكل مع أهله، ولديه حالة شغف للتفتيش عن الحب، ولكن في النهاية يعود خالي الوفاض.