بعد إقامة العزاء.. ميت يفاجئ الجميع ويعود إلى الحياة قبيل وضعه في القبر    جزار يرتكب جريمة مروعة بحق مواطن في عدن صباح اليوم    قارورة البيرة اولاً    أساليب أرهابية منافية لكل الشرائع    حرب غزة تنتقل إلى بريطانيا: مخاوف من مواجهات بين إسلاميين ويهود داخل الجامعات    المحطات التاريخية الكبرى تصنعها الإرادة الوطنية الحرة    مهام العليمي وبن مبارك في عدن تعطيل الخدمات وإلتقاط الصور    رئيس انتقالي شبوة: المحطة الشمسية الإماراتية بشبوة مشروع استراتيجي سيرى النور قريبا    الدوري الاوروبي ... نهائي مرتقب بين ليفركوزن وأتالانتا    ضوء غامض يشعل سماء عدن: حيرة وتكهنات وسط السكان    متصلة ابنها كان يغش في الاختبارات والآن يرفض الوظيفة بالشهادة .. ماذا يفعل؟ ..شاهد شيخ يجيب    العدالة تنتصر: قاتل حنين البكري أمام بوابة الإعدام..تعرف على مراحل التنفيذ    أتالانتا يكتب التاريخ ويحجز مكانه في نهائي الدوري الأوروبي!    الحوثي يدعو لتعويض طلاب المدارس ب "درجات إضافية"... خطوة تثير جدلا واسعا    في اليوم 216 لحرب الإبادة على غزة.. 34904 شهيدا وأكثر من 78514 جريحا والمفاوضات تتوقف    قوة عسكرية جديدة تثير الرعب لدى الحوثيين وتدخل معركة التحرير    لا وقت للانتظار: كاتب صحفي يكشف متطلبات النصر على الحوثيين    مراكز مليشيا الحوثي.. معسكرات لإفساد الفطرة    ولد عام 1949    الفجر الجديد والنصر وشعب حضرموت والشروق لحسم ال3 الصاعدين ؟    فرصة ضائعة وإشارة سيئة.. خيبة أمل مريرة لضعف استجابة المانحين لليمن    هموم ومعاناة وحرب خدمات واستهداف ممنهج .. #عدن جرح #الجنوب النازف !    بلد لا تشير إليه البواصل مميز    أمين عام حزب الشعب يثمن موقف الصين الداعم للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة مميز    باذيب يتفقد سير العمل بالمؤسسة العامة للاتصالات ومشروع عدن نت مميز    دواء السرطان في عدن... العلاج الفاخر للأغنياء والموت المحتم للفقراء ومجاناً في عدن    منذ أكثر من 70 عاما وأمريكا تقوم باغتيال علماء الذرة المصريين    لعنة الديزل.. تطارد المحطة القطرية    الخارجية الأميركية: خيارات الرد على الحوثيين تتضمن عقوبات    تضرر أكثر من 32 ألف شخص جراء الصراع والكوارث المناخية منذ بداية العام الجاري في اليمن    المحكمة العليا تقر الحكم بإعدام قاتل الطفلة حنين البكري بعدن    الأسطورة تيدي رينير يتقدم قائمة زاخرة بالنجوم في "مونديال الجودو – أبوظبي 2024"    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل بوزارة الخارجية وشؤون المغتربين    "صحة غزة": ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و904 منذ 7 أكتوبر    الدين العالمي يسجل مستوى تاريخيا عند 315 تريليون دولار    5 دول أوروبية تتجه للاعتراف بدولة فلسطين    امتحانات الثانوية في إب.. عنوان لتدمير التعليم وموسم للجبايات الحوثية    وفاة الشيخ ''آل نهيان'' وإعلان لديوان الرئاسة الإماراتي    ريال مدريد يقلب الطاولة على بايرن ميونخ ويواجه دورتموند في نهائي دوري أبطال أوروبا    أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية اليوم الخميس    تصاعد الخلافات بين جماعة الحوثي وحزب المؤتمر والأخير يرفض التراجع عن هذا الاشتراط !    جريمة مروعة تهز مركز امتحاني في تعز: طالبتان تصابا برصاص مسلحين!    قصر معاشيق على موعد مع كارثة ثقافية: أكاديمي يهدد بإحراق كتبه    دوري ابطال اوروبا .. الريال إلى النهائي لمواجهة دورتموند    مدير عام تنمية الشباب يلتقي مؤسسة مظلة    استشهاد وإصابة 160 فلسطينيا جراء قصف مكثف على رفح خلال 24 ساعة    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    البدعة و الترفيه    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطيب الجمعة : الوصول إلى السلطة يتم عبر الطرق المشروعة وليس الانقلابات
جدَّد دعوته كافة اليمنيين إلى الاحتكام لكتاب الله في حل الخلافات
نشر في الجمهورية يوم 15 - 10 - 2011

التغيير ليس احتلال الجامعات وقطع الطرقات وإقلاق الآمنين
نشكر السعودية حكومةً وشعباً على مواقفها المشرّفة مع الشعب اليمني
أدى ملايين اليمنيين أمس صلاة “جمعة ثورة ال 14 من أكتوبر الخالدة” في الساحات والميادين العامة بأمانة العاصمة وعموم محافظات الجمهورية.
وفي خطبتي صلاة الجمعة بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء جدّد خطيب الجمعة الشيخ جبري إبراهيم حسن دعوته لكافة اليمنيين إلى تقوى الله تعالى والاعتصام بحبله المتين وتحكيم كتاب الله في حل النزاعات والخلافات، انطلاقاً من قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها، كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون”، وقول عز وجل: “يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرّسُولَ وَأُوْلِي الأمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِر ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً”.
وقال: مناسبات عظيمة نحن بها اليوم وأول تلك المناسبات أننا في أشهر الحج، الأيام والأشهر المباركة، وفيها نرى الناس يتوافدون إلى بيت الرحمن في البلد الأمين بالمملكة العربية السعودية، البيت العتيق، ذلك الموقع الذي جمع الله فيه الأمة بتوحيدها واتحادها، في هذا المكان نزل القرآن ونشأ فيه النبي العدنان، وأرسلت إليه الرسالة الخاتمة إلى الأمة جميعاً.
وأضاف: المناسبة الثانية أننا في الأشهر الحرم، وهي أربعة كما بينها الله في كتابه وقال عنها: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض، منها أربعة حرم) وهي ذي القعدة وذي الحجة ومحرم ورجب، وهي أشهر حرم، احترمها العرب في أيام الشرك، فما بالك بالإيمان والإسلام.
وتابع: إن الله تعالى بين أحكام الأشهر الحرم في القرآن الكريم “الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد”.
والمناسبة الأخيرة التي نتكلم عنها هي أننا في أعياد الثورة المجيدة التي طردت الاستعمار وطهرت البلاد اليمنية من الاستعمار الأجنبي، العدو الذي جثم وبقى وغالط وارتكب ما ارتكبه في أمتنا من جرائم مختلفة.
وأوضح أن الأمة نفضت الغبار عنها لتبدد الظلام والتقهقر والتأخر والخرافات، وأن مبادئها التحرر من الاستبداد والاستعمار والاستغلال.
وقال: يجب أن يفرح بهذا العيد كل مؤمن، إذ خرج العدو من فوق ظهورنا وبلادنا ومن على ترابنا الطاهر، وخرج وذهب مطرودًا يجر أذيال الهزيمة إلى غير رجعة، يجب أن يفرح المؤمنون بنصر الله.. مشيراً إلى أن الشعب اليمني الذي جاهد وضافر وتحمل المصاعب تلو الأخرى ليتخلص من الاستعمار ويبقى حراً طليقاً.
وأضاف: نجد أمتنا اليوم في عالمنا العربي بكامله اشتاقت للاستعمار وبعض النفوس التي تنكست عن إيمانها وتقهقرت وتغيرت في فهمها وانحدرت في أفكارها اشتاقت للاستعمار، فنادته مرة ثانية باسم الثورة والثوار، نادوه هنا وهناك باسم إسقاط الحكام.
وتساءل خطيب الجمعة هل المسألة بقيت عند حاكم معين مثلاً في مصر العروبة؟ تنازل زعيمها فما بال القتل الذي يجري اليوم هناك ثم قالوا وقد أجمع العلماء على حرمة الخروج على ولي الأمر قديماً وحديثاً.. لافتاً إلى أن من تغيرت أفهامهم وتنكرت ما كتبته أقلامهم هم من كانوا يخطبون في كل مسجد وينادون في كل ناد ويرفعون أصواتهم بأنه لا يجوز الخروج عن ولي الأمر وإن ذلك كفر، فكتبت شهادتهم ويسألون.
وأشار إلى أن فقه الجهاد موجود بين أيدي المسلمين وكتاب تعليم الواجبات الذي وقع عليه مائة عالم من علماء اليمن موجود أيضاً بين أيدي المسلمين للرجوع إليهما.. متسائلاً هل تغيرت الشرعية أم تغيرت الأفهام؟ لماذا تنكس هؤلاء الناس؟ أم أن السياسة وطلب الرئاسة والكرسي أنساهم كل التعاليم.
وقال: بالأمس قالوا ما في كتاب الله وما في سنة رسول الله ومازالوا أحياء وتنكروا ولا حول ولا قوة إلا بالله، ما الذي حصل؟، يقول شيخنا البيحاني رحمه الله: “يدور مع الزجاجة حيث دارت ويلبس للسياسة ألف لبس، وفي المسلمين يعد منهم ويطلب سهمه من كل خمس، وفي الأجانب يعد منهم ويحفظ عن ماركس ألف درس، وفي باريس تحسبه فرنسياً، إن هؤلاء يمكن أن يكون عربياً، واليوم الثاني يمكن أن يكون فرنسياً، ثم قالوا: إن هذا أمر بمعروف ونهي عن منكر، فهل كانوا أفقه من رسول الله في فهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي ما قال لقريش: ارحل، وما هتف بهتافات ولا نادى بنداءات”.
وأضاف: بالأمس هتفوا بهتافات كان الناس ينادون بها، وهم لا يشعرون فقالوا واجب علينا واجب، خفض الراتب واجب، واجب علينا واجب نزع الشرشف واجب، هم من فعلها بالأمس واليوم يفعلون، لكن على الطريقة الإسلامية، فيما كان بالأمس على الطريقة الماركسية، اليوم جاء ليقال ذبح على الطريقة الإسلامية فإذا بالطريقة الإسلامية مطاطية نعبرها كيف نشاء، فرقص وغناء وتمدن إسلامي وربا في بنوك إسلامية وأيضاً خروج عن ولي الأمر إسلامي.
وتساءل الخطيب جبري هل ترى قتل الأنفس المحرمة أمراً بمعروف ونهياً عن منكر؟ قتل النفس المحرمة واغتيال الناس أمراً بمعروف؟ وهل إرسال الصورايخ إلى المصلين وقتل ألف مصلٍ في ليبيا على أيدي أعداء الأمة يعتبر أمراً بمعروف ونهياً عن منكر؟ هل الصواريخ التي دخلت إلى جامع النهدين أمر بالمعروف؟ هل قتل عبدالعزيز عبدالغني أمر بالمعروف؟ هل قطع الطرقات وإخافة الآمنين أمر بالمعروف؟ هل اقتحام بيوت الناس رغم أنوفهم أمر بمعروف؟ هل الوسائل التي أخذتم بها كالمظاهرات والاعتصامات غفل الله عنها في كتابه فتداركتم بما غفل عنه؟ هل المظاهرات والشعارات غفل عنها رسول الله وكنتم أفقه منه؟
كما تساءل خطيب الجمعة هل كانت شريعة النبي عليه الصلاة والسلام ناقصة فجئتم تكملوها؟ أين قوله تعالى:” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكن الإسلام دينا”؟ هل القتل اليوم الذي يجري في مصر جهاد في سبيل الله أو أمر بالمعروف؟ هل القرآن والسنة ذكرت الأمر بالعنف أو الأمر بالمعروف؟ فما هو المعروف؟، قتل الأنفس هل من المعروف؟ وهل من المعروف أن يمنع التعليم ويتوقف الناس عن العلم في المدارس والجامعات؟ هل الأمر بالمعروف أن نشقق الطرقات والتمترس في جميع الحارات؟ هل الدخول إلى المساجد والمنارات وقنص المارين في الطرقات أمر بمعروف؟ هل قتل رجال القوات المسلحة والأمن الذين يحرسون الوطن أمر بالمعروف؟
وخاطب جموع المصلين قائلاً: ما هو المنكر يا عباد الله؟ وهل تغيير المنكر والأمر بالمعروف خاص بكم أم أنه جعله لأمة محمد بأكملها؟ فما نسبتكم بين أهل اليمن والعرب؟ كم هي النسبة معكم في اليمن بكامله، بطوائفه الدينية وقبائله، لم يعرفوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما عرفتموه بل أنتم أفقه من الصحابة ومن الأئمة الأربعة ومن أولئك الرجال الذين حملوا السنة إلينا حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
ومضى قائلاً :”ما هو الأمر بالمعروف وكيف يكون النهي عن المنكر حتى بين يدي السلطان والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كلمة حق أم صاروخ حق وقنبلة وتفجير حق؟ هل هذا هو الحق عندكم؟ قال كلمة حق فما معنى الكلمة عندكم يا عباد الله؟ هل أنتم عرب؟ كلمة حق معناها كلمة لها صفتها وحق له صفته وعند ظرف مكان سلطان جائر يقول عبدالكريم زيدان في كتابه أصول الدعوة في الحسبة عن السلطان:”كذلك يجب أن يلاحظ المحتسب منزلة السلطان وفقه الاحتساب عليه، ويقول من هنا قال العلماء يكون الاحتساب عليه بتعريفه الحكم الشرعي والوعظ والتفكير لا بالقهر والقوة، هذا كلام من هو معكم، هذا كلامكم الذي كتب في الكتب فلماذا تتنكرون؟” كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون”.
وأشار إلى أن الأمر بالمعروف في كتاب الله ومنهج رسول الله واضح، كما قال تعالى:”كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ”، وقوله عز وجل بعد أن قال واعتصموا بحبل الله جميعاً: “وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ” .
وبين أن الله تعالى أمر أولاً بالاعتصام بحبله وثانياً بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وثالثاً بعدم التفرق، معتبراً ما يجري اليوم إنما هو تفريق للأمة وتشتيت شملها وإهانة سبيلها وإضعاف ضعيفها ليس أمراً بمعروف ولا نهياً عن المنكر.
وتساءل هل قصف الكهرباء وقتل الأبرياء أمر بالمعروف؟ أيجوز لكم يا علماء أن تكذبوا على الله ورسوله بمثل هذا؟ هل الهتافات والسب والشتم واللعن أمر بالمعروف؟ هل تسعون إلى السلطة عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ ألم يكن النبي عليه الصلاة والسلام في قريش فقالوا له: إن أردت السيادة سيدناك علينا وكان بإمكانه أن يرضى بالسيادة، لكنه رفضها ليريد أن تكون كلمة الله هي العليا.
كما تساءل أين يكون الأمر بالمعروف؟، مستدلاً إلى ما ذهب العلماء إليه كما يقول القرطبي في تفسيره على أنه لا يجوز لأحد وليس من حق الأفراد أن ينهوا عن المنكر ما لم يكن ذلك لولي الأمر وإنه هو الذي يولي في كل مكان من يقوم بهذه المهمة، ولم يكن كما تقولون: إن البيان قد فعله الأمن السياسي مسبقاً، فهل كتاب القرطبي قد كتبه الأمن السياسي والأمن القومي مسبقاً؟، هكذا المغالطات، يقول: لأنه المنوط بإقامة شرع الله وتنفيذ الأحكام والنهي عن المنكر والأخذ بيد الإنسان العاصي المخالف لكتاب الله.
وأكد أهمية أن يكون تطبيق الأحكام بيد ولي الأمر وفقاً لما ذكره القرطبي عن العلماء، وقال:” ارجعوا يا أمة الإسلام إلى كتاب الله وسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام في كل زمان ومكان ولمصلحة من القتل والتشريد “اخرج، ارحل، برع” قالها الرجال للاستعمار، وجاء اليوم من يقولها لأهل البلد ولولاة الأمر، وانظروا في الأمر فيمن قيلت: “اخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون”، هل يشرفكم أن تكونوا من قوم لوط؟ أم أنكم من قوم شعيب الذين قالوا لنخرجنك يا شعيب من قريتنا أو لتعودن من ملتنا؟.
وأضاف:”إذاً ما وجدنا في أهل الإيمان من ينادي: اخرج أو ارحل عبر تاريخ الأمة، حتى لم نسمعكم يوماً قلتم لإسرائيل ارحل، ما سمعناكم يوماً تذكرون ظلم إسرائيل وطغيانها واستبدادها بالأمة، وأن أمة اليمن التي امتحنها الله في كتابه بقوله: “فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائم”،انقلب فهم أعزة على المؤمنين وعلى الإسلام عند بعض الناس إلى جبناء وأذلاء يرفعون عقيرة أصواتهم استغاثة بغير الله وطلب الاستنجاد بالأعداء.
وتابع:”إن من يستنجد بأعداء الله على من يؤمنون بالله ورسوله ويأخذون الأسلحة ليقتلون بها المصلين، ينطبق عليهم ذكر النبي عليه الصلاة والسلام في حديثه: “عن الذين يمرقون في آخر الزمان من الدين، كما يمرق السهم من الرمية، وقال عليه الصلاة والسلام: “يقتلون أهل الإسلام ويتركون أهل الأوثان”.
وأكد أن الشعب اليمني يعي تماماً هذه الدعايات والشعارات الكاذبة، وما وجد الظلم والفساد إلا يوم ما تحركت الأمة بحركة يد غيرها، والدليل ما نراه من مشاركة الحرب لغير أهل الإسلام، يقتلون المصلين قبل أن يقتل غير المصلي.. متسائلاً لماذا الصورايخ اتجهت إلي المصلين في ليبيا؟ لماذا الصواريخ اتجهت إلي المصلين في جامع النهدين؟ هل هذا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بلاد المسلمين؟ إنه ذبح على الطريقة الإسلامية.
واستطرد:” لقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الفرقة الناجية فقال: تفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي، فهل كان النبي في ساحة الاعتصام؟ هل كان النبي ينادي ويلعن ويشتم ويسب؟ هل كان النبي يقول: سلمية ويقتل الناس ويقطع الطريق؟.
وتابع قائلا:” اتقوا الله يا عباد الله في مصير الأمة وأرواح الأمة ومقدراتها وخدماتها، فمن يعتدي على خدمات الأمة تلعنه الأمة كلها، ويلعنه الله وملائكته، ويحارب الله ورسوله، ويحارب المؤمنين ويعتبر في رأس الفساد”.
ودعا خطيب الجمعة علماء اليمن إلى توضيح الحلال من الحرام وأن يؤدوا ما في ذمتهم، وعلى الشعب ألاّ يصدق الأحزاب، فهي كما بين الله في كتابه مصيرها ومكانها والأمة كلها أمة حزب واحد هو حزب الله الذي قال عنه النبي: “مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي”، وكما قال حذيفة ابن اليمان:” كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وأسأله عن الشر، فقلت يا رسول الله ماذا اصنع قال: الزم جماعة المسلمين وإمامهم، وفي رواية الزم السلطان وجماعته”.
وتساءل لماذا يخشى الناس الفقر والهزات الاقتصادية والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: “ والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تُبْسَط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوا فيها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم، فهل أنتم أخوف علينا من رسول الله؟.
وأردف قائلاً :” إذا بقيت لنا عقيدتنا ومحبة ربنا والعمل بسنة نبينا فلنأكل التراب، لكن أن نبيع ديننا وأعراضنا ونخالف الآيات والأحاديث من أجل الدستور والتغيير، فلا بارك الله في هذا التغيير ولا جاء بما فيه ومن معه”.
وتابع:”إن التغيير جاء بتدمير ولن نرى تغييراً لكن نرى منشآت هدمت وطرقاً قطعت وشوارع حفرت وجامعات أغلقت ومدارس تعطلت، فهل هذا هو التغيير؟ وهل هذا هو المشروع الإسلامي؟ وهل دين رسول الله أن نعطل دين الله والمدارس؟.
ودعا الشيخ جبري إلى الطرق السلمية لحل الأزمة اليمنية.. محذراً من اللجوء إلى العدوان وسفك الدماء وإزهاق الأرواح البريئة من أجل الوصول إلى السلطة.. مشيراً إلى أن الشريعة الإسلامية حرمت سفك دماء المسلمين قال تعالى: “وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما”.
ونوه في ختام خطبتيه بمواقف الأشقاء في المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً في نصرة كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، ووقوفهم إلى جانب الشعب اليمني موقفاً مشرفاً؛ باعتبار ذلك حق الإيمان والأخوة والجوار قال عليه الصلاة والسلام: “مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.