أقول ودمع العين يجري على خدي ونار من الأحزان قد مزقت جلدي وبركان آهات من القلب صارخاً إلى الخلد يا سلطان في جنة الخلد إلى الخلد يا سلطان كل فضيلة ويا نسل آل الخير من سابق العهد فقد كنت للإخوان نجماً مشعشعاً وقد كنت للجيران غيثاً بلا رعدٍ وقد كنت للبيت العتيق كزمزم شفاءً من الأسقام في الحر والبرد وقد كنت للحجاج أكرم منزلٍ تجود لهم من دون منِّ ولا عدَّ لآل سعود فيك فخراً وعزة أضفت لهم مجداً جديداً إلى مجد وها أنت يا نجم أضاء سماءنا على غير ميعاد هويت إلى اللحد وعطرت بطحاء الرياض بجثة تخللها عطر من المسك والند ولما رأيت الناس أقبل جمعهم حشوداً كموج البحر في منتهى المد تدفق دمع الحزن شوقاً لأنني تذكرت يوم الحج من ذلك الحشد وأقبل جيران وفوداً إلى العزا تمنيت أني كنت في ذلك الوفد ولما توارى النجم في اللحد أظلمت بلاد سعود من حجاز إلى نجد تمنيت أني مت قبل وداعه وأن الذي قد صار في جمعهم وأدي لآل سعود من شقيق تحية متوجة بالدر والفل والورد لهم في فؤادي أعظم الحب والوفا سقته شراييني ربيباً من المهد فكم حرسوا الدين الحنيف بحنكة إذا ما ادلهمَّ الخطب هبوا كما الأسد وكم رفعوا الإسلام فوق رؤوسهم وقاموا بشرع الله بالعدل والرشد فاسأل من الرحمن يعصم قلوبهم فلله ذاك الأمر قبل ومن بعد أقول وقد عبرت عما بخاطري بصدق وإخلاص وداعاً أبا فهد