عيد بأية حال عدت ياعيد – هو لسان حال المواطن اليمني الغارق حد الأذنين بأزمات متعددة تطبق عليه من كل جانب , ارتفاعات سعرية لكل السلع الاستهلاكية والغذائية – عودة ارتفاعات أسعار الغاز المنزلي – انعدام الكهرباء – شحة مياه الشرب – ارتفاع المشتقات النفطية وتلوحيات بانعدامها – أزمة سياسية قاتلة طويلة المدى , فيما عيد الأضحى المبارك هو القادم الجديد يقول عنه الكثير إنه سيضيف عبئا آخر إلى أعباء الحياة , لكنها الفريضة الدينية تعني التضحية من اجل الآخرين , والإصرار على الفرح والاحتفال رغم المعاناة. العيد عيد العافية – الكل يرددها لكنهم ليسوا مقتنعين بها كممارسة واقعية في حياة الناس – يقول ذلك احمد الاكوع احد ساكني مدينة صنعاء القديمة ويضيف أن الناس ما إن أحسوا بقدوم العيد حتى تأهبوا لاستقباله باستعداد تام ومهما بلغت التكاليف غير عابئين بذلك,يضيف أيضا أن الناس يتحدثون عن ارتفاعات سعرية وانعدام الكثير من السلع أو توفرها بشكل غير كاف في الأسواق لكنهم لا يضعون حدا لذلك من خلال التخفيف من الاحتياجات والطلبات والتخلي عن الثانوية منها وهو ما يزيد من جشع التجار ومسوقي الأزمات..ويؤكد أن الإعراض عن بعض السلع والخدمات يحد من ارتفاع سعرها ويستدل بقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب «أرخصوها بالاستغناء». أضحية بالكيلو هو قول سار هذه الأيام وربما هو اقتناع بأن للحياة ضرورات وضروراتها لدى اليمنيين هذا العام هو الاكتفاء بشراء أضحية العيد بالكيلو من محل الجزارة خلافا للطقوس المتبعة سنويا لدى غالبية الأسر اليمنية المتمثلة بشراء ذبيحة كاملة..يقول احمد الشرفي ان الكيلو هو الحل الأنسب هذا العيد نظرا لارتفاع أسعار المواشي واللحوم كغيرها من السلع الأخرى لكن الأزمة الراهنة خلقت أزمات أخرى أهمها تأخر المرتبات الشهرية بالنسبة لبعض الموظفين الحكوميين ناهيك عن فقدان الكثير من الموظفين في القطاع الخاص لوظائفهم بسبب الأزمة أيضا وكذلك بسبب الانقطاع شبه المتواصل للتيار الكهربائي ما يعني استحالة حفظ اللحوم خلال أيام العيد كالعادة. مناسبة فقط فيما يقول آخر انه سيعيش العيد كمناسبة دينية فقط وبأقل التكاليف كون الدين الإسلامي جعل العيد فرصة للتواصل مع الأهل والتسامح مع الآخرين وفرصة لصناعة فرحة بدون تكاليف , ويوضح أن سيذهب لأداء مناسك صلاة العيد ثم زيارة ما تيسر من الأقارب ثم العودة للبيت من غير أن يقتني أي جديد أو يذهب إلى مقيل القات كما يفعل كل عام , يضيف “ أكون مكابرا إذا اعتقدت أن كل شيء على ما يرام في هذا العيد , فهناك الكثير يرزحون تحت الحصار والنار جراء الأزمة القائمة في البلاد. ارتفاع للأسعار يقول متابعون اقتصاديون إن بعض التجار يستغلون المناسبات لرفع الأسعار فيما يؤكدون أن هناك تقصيرا من الجانب الرسمي في القضاء على الظاهرة، ويوضحون:العقود الجديدة التي تم إبرامها منتصف العام الحالي سجلت زيادةً بنحو 90 % عند بداية العام للأرز والسكر وعدد من السلع الغذائية، إذ بلغت تكلفة سعر الطن الواحد من الأرز في العقود الجديدة نحو 1800 دولار على أدنى تقدير، فيما كان مع بداية العام 1050دولاراً وذلك يشير الى استغلال صريح للمناسبات. عودة أزمة الغاز ومع عودة العيد عادت أزمة الغاز من جديد بعد أن كانت الحكومة قد وضعت حلولا لانعدامها منذ أشهر وتثبيت سعر الاسطوانة عند 1500 ريال بدلا من 3000 ريال . حيث بدأت الكثير من محلات الغاز في العاصمة صنعاء بإغلاق أبوابها والتنصل من توفير مادة الغاز بدعوى انعدامها فيما السوق السوداء بدت وكأنها البديل الوحيد لمحلات الغاز الرسمية لكن وبأسعار مضاعفة كثيرا وهو ما وضع المواطنين أمام حيرة واضحة عن السبب الممنهج كما وصفوه في ارتفاع أسعار الخدمات والسلع في مناسبات وأحايين محددة. توضيحات وحول ذلك أوضح مدير عام الشركة الوطنية للغاز المهندس عارف الشميري أن عودة أزمة الغاز ترجع إلى تعطل عدد من القطاعات الإنتاجية لحقول وآبار استخراج الغاز جراء الأعمال التخريبية والاعتداءات المتكررة على أنابيب نقل الغاز في محافظتي مأرب وشبوة, وأكد الشميري ان الحكومة قامت بشراء شحنات من مادة الغاز المنزلي من الخارج لمواجهة تداعيات الأزمة منوها إلى أن سفينة تجارية تحمل شحنات كبيرة من مادة الغاز المنزلي تقدر بنحو 3 آلاف طن ستصل غدا إلى ميناء عدن. أسعار الملابس الملابس هي أيضا الهدف الرئيس لدى المواطنين في الأعياد والمناسبات لكن العام الحالي لم يسجل إقبالا كبيرا لقاصدي الملابس كما يؤكد ملاك المحلات التجارية الخاصة ببيع الملابس , حيث يؤكد علي الريمي بائع في مركز تسوق للأقمشة أن الإقبال ضعيف هذا العام مقارنة للأعوام الماضية ويشير إلى أن النزوح من المدن إلى القرى بسبب الأحداث الراهنة من الأسباب التي حدت من قوة الشراء وكذلك الأزمة بشكل عام التي تتحمل السبب الرئيس في ذلك. ويشتكي حافظ علي وهو رب أسرة من ارتفاع أسعار الملابس رغم الإقبال الضعيف على شرائها ويوضح أن ملابس الأطفال فاقت أسعارها ملابس الكبار بأضعاف حيث أشار إلى صعوبة حصوله على بدلة مناسبة في السعر والنوعية لأطفاله بسبب ارتفاع أسعار هذا النوع من الملابس على خلاف ملابس الكبار , حيث بين أن سعر بدلة طفل تصل إلى 4000 ريال تقريبا فيما راتبه الشهري لا يتجاوز 35 ألف ريال. تحريم المغالاة وحول هذه الإشكاليات المفتعلة كما يراها الكثير من المواطنين كان لرجال الدين رأيهم حيث قال علي العصامي وهو رجل دين إن المغالاة في الأسعار، أو الاحتكار، أو الغش، كلها مضرة بخلق الله سواء أودت بالأرواح أو أضرت بالإنسان في صحته أو ماله، ولذا فقد أجمع الفقهاء أن احتكار مواد الغذاء والملابس والجعالة لرفع السعر بشكل كبير حرام. وأضاف أن الاحتكار يتنافى مع القيم الشرعية الجليلة، وأن الحكم بالتحريم يسري على كل ما يحتاج إليه الناس في حياتهم، ولا تستقيم معيشتهم إلا به، سواء في الطعام كالأرز والسكر وخلافهما او غيرهما كالبنزين والغاز والمستلزمات الأساسية والأدوية ونحوها سواء أكان ذلك بحبس السلع أم برفع سعرها، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من احتكر على المسلمين طعاماً ضربه الله بالجذام والإفلاس.. وعن رفع أسعار السلع بدون وجه حق استشهد العصامي بالحديث النبوي«من دخل في شيء من أسعار المسلمين ليغليه عليهم، كان حقاً على الله أن يقعده بعظم من النار يوم القيامة». ويؤكد أن من فعل شيئاً من ذلك نال بالتأكيد نصيباً من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ضار أضر الله به، ومن شاق،شاق الله عليه», وشدد على ضرورة تفعيل مبدأ التكافل والتراحم وهي من أساسيات الدين الإسلامي الحنيف وحق من حقوق الفقراء والمحتاجين وواجب من واجبات الأغنياء على الفقراء. مبدأ التكافل وتذهب الكثير من الجمعيات والمؤسسات الخيرية إلى تقديم مثل هذا النوع من العمل الإنساني والديني وهو بالضبط ما أورده بيان صادر عن جمعية الحكمة الخيرية والذي أكد أن الجمعية تدشن في تعز وفروعها في المحافظات مشروع عيد الأضحى المبارك والذي يحمل الرقم عشرين هذا العام حيث يبدأ تنفيذ المشروع ابتداء من أول أيام عيد الأضحى المبارك وحتى ثالث أيام التشريق والذي تسعى الجمعية من خلاله إلى تقديم لحوم الأضاحي لعشرين ألف أسرة يبلغ عدد أفرادها مائة ألف فرد . وأوضح انه سيتم نحر خمسة آلاف أضحية خلال المشروع تبلغ تكلفة الأضحية الواحدة مبلغ واحد وعشرين ألف ريال تجدر الإشارة إلى أن الجمعية نفذت مشروع عيد الأضحى الماضي بتكلفة (33233778) ريالاً ثلاثة وثلاثين مليوناً ومائتين وثلاثة وثلاثين ألفاً وسبعمائة وثمانية وسبعين ريالاً من جهة أخرى تنفذ الجمعية مشروع كسوة عيد الأضحى المبارك للأيتام هذا العام بتكلفة مليون وسبعمائة وخمسة وستين ألف ريال ومشروع لحوم العشر من ذي الحجة بتكلفة ستمائة ألف ريال وصدقات نقدية للأيتام بمبلغ مليون وثمانين ألف ريال.. كما تقوم الجمعية بتوزيع ستين ألف مادة دعوية تقريبا تتعلق بأحكام العيد وآدابه فضلا عن إقامة الفعاليات الثقافية العيدية خلال إجازة عيد الأضحى المبارك