تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم الجمعة بالعيد الوطني ال40 للاستقلال والذي أعلن فيه عن ولادة وتأسيس دولة الامارات المكونة من سبع إمارات . وتزينت دولة الامارات بأبهى صورها وامتلأت شوارعها بالأعلام وصور القيادة السياسية حتى أضحت الشوارع بلون علمها الأحمر والأبيض والأسود والأخضر إحتفاءً بالعيد الوطني. واستعدت دولة الإمارات مبكراً للحدث منذ فترة حيث بدأت الاحتفالات الشعبية والرسمية على مدى 40 يوماً وشهدت تنظيم فعاليات وأنشطة مختلفة تليق بالحدث. والاحتفالات الإماراتية لم تتخلف عن ركبها من احتفال ومظاهر تزين أو تنظيم حدث يليق باليوم الوطني أي من الجهات فى القطاع الخاص والعام حتى الفعاليات الشعبية والأهلية والجاليات فى الإمارات ساهمت في تفعيل الحدث. وشهدت الاحتفالات التي لم تحدد ببقعة أرض او منطقة جغرافية واحدة من دولة الإمارات بل شملت كل الإمارات السبع والمدن الكبيرة بالمنطقة الشرقية كالعين والغربية دكاليوا والسلع وغياثي. وتنوعت الاحتفالات بالأنشطة المختلفة كالسياسية والاجتماعية والاعلامية والثقافية والفنية والرياضية والعسكرية والمهرجانات المختلفة كالعروض والمسيرات المعبرة عن الولاء والانتماء من خلال رفع الشعارات وأبرزها (روح الاتحاد) وصور القيادة السياسية. ويعد اليوم الوطني يوما ًمهماً للمواطن الإماراتي حيث يشعر بالفخر بما حققت دولته الفتية من انجازات حضارية منذ قيام دولة الاتحاد عام 1971 . وشهدت الإمارات على مدى 40 عاماً قفزات تنموية واسعة كبيرة تمثلت في الاستقرار السياسي والمالي اكسبتها ثقة المجتمع الدولي والاقتصاد العالمي. وقامت القيادة السياسية المتمثلة بحكام الإمارات السبع ورئيس المجلس الأعلى للحكام رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بتنصيب مصلحة المواطن على قمة أولوياتها واهتماماتها وخططها وقراراتها. وانتهجت دولة الإمارات خلال الأربعين عاماً الماضية نهج الشورى والمشاركة والديمقراطية بدأ عمله خلال شهر فبراير 1972 أي بعد أقل من ثلاثة أشهر من الاستقلال وهو ما تعزز عبر تجربتين انتخابيتين خلال عامي 2006 و2011 في اطار مرحلة التمكين التي أعلنها رئيس دولة الإمارات عام 2005 بتمكين المواطن وتعميق مشاركته في الشأن الوطني. ومن جهته أكد رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان: إن الاتحاد الذي يحتفل بذكراه ال40 اليوم “مسؤولية اجتماعية وجماعية ومشروع نهضة وبرنامج عمل مستمر”. وقال في كلمته بمناسبة الذكرى الأربعين لليوم الوطني :إن اختيار روح الاتحاد شعاراً لاحتفالات هذا العام تعبير صادق عن أصالة التجربة التي جسدت بصدق واقع ابن الإمارات في أصالته وقيمه وخصوصيته... مؤكداً أن اتحاد دولة الإمارات الذي نعيشه اليوم انجازاً سياسياً وواقعاًاجتماعياً واقتصادياً جاء ثمرة غرس طيب لآباء حملوا الفكرة أملاً وتولوها رعاية متفانين في اعلاء راية الاتحاد وتقويته..وأوضح ان دولة الإمارات تبوأت مكانة مرموقة في المجتمع الدولي بفضل ما تحقق خلال أربعة عقود من الانجازات في كافة الميادين أصبحت بفضلها من أفضل الدول من حيث كفاءات الخدمات والسياسات العامة ومصداقية الحكومة تجاه المجتمع وقوة الاقتصاد الذي يعد ثاني أكبر اقتصاد عربي لتصبح دولة الإمارات مركزاً لاستقطاب رجال الأعمال من كافة أرجاء العالم. وقال الشيخ خليفة: إن مظاهر التقدم انعكست على جميع الجوانب التنموية في الدولة بما فيها التعليم والصحة والإسكان... مشيراً الى دور اللجنة الوطنية المعنية بتنفيذ مبادرات رئيس الدولة الخاصة بتطوير مشاريع البنية الأساسية في مختلف امارات الدولة. وأضاف: ان دولة الامارات أولت البنية التحتية اهتماماً من أجل خدمة أهداف التنمية في جميع المجالات وأطلقت المبادرات والمشاريع الثقافية والإعلامية لتكون مركزاً إقليمياً للإعلام والثقافة والفنون وجسراً للتواصل الحضاري بالاضافة الى ان دولة الإمارات أصبحت مركزاً مهماً للأنشطة الرياضية الاقليمية والدولية. وأكد ان توسيع المشاركة الشعبية توجه وطني ثابت وخيار لا رجوع عنه اتخذ بكامل الإرادة تلبية لطموحات أبناء شعبنا في وطن يتشاركون في خدمته وتطوير مجتمعه. وأشار الى المرحلة الثانية في المسار المتدرج لتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية في الانتخابات وتفعيل دور المجلس الوطني الاتحادي وانتخاب مجلس وطني جديد بدأ أعماله وهو أكثر تعبيراً عن الارادة الوطنية. وقال: إن دولة الامارات العربية المتحدة تمضي قدماً في مسيرة النمو حيث تجاوز اقتصادها بفضل قوته وتنوعه وسلامة البيئة التشريعية آثار الأزمة الاقتصادية العالمية ويواصل الازدهار والنمو. وقال رئيس الدولة: ان دولة الامارات تتبنى على المستوى الأمني والدفاعي استراتيجية أمنية وطنية تقوم على تعزيز اجراءات دعم وحفظ الأمن العام وتطبيق القانون لمواجهة الارهاب وكافة أشكال الجريمة المنظمة الدخيلة على مجتمعنا من خلال تطوير القدرات ورفع كفاءات العنصر البشري والتعامل بحسم وحزم مع كل ما من شأنه التأثير على الأمن والإستقرار الداخلي. وأكد أن السياسة الخارجية للدولة قائمة في مبادئها وممارستها على الوسطية والاعتدال وصيانة الأمن والاستقرار واعتماد الوسائل السلمية لحل الخلافات الداخلية والخارجية والاحتكام للشرعية الدولية واحترام سيادة الدول وتطلعات الشعوب واقامة علاقات تعاون مع كل دول العالم. وأشار الشيخ خليفة الى حرص دولة الإمارات على هذه المبادىء في النهج الذي اتخذته الدولة لدعم العمل الخليجي المشترك وحرصاً على مواصلة العمل مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لاستكمال التكامل السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي.