في غياب لافت لقيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية وحضور نسبي للمرأة أعلن عدد من القيادات المنشقة عن حزب الحق إشهارها “حزب الأمة” كمكون سياسي جديد على الساحة اليمنية. وحفل الإشهار الذي احتضنته الخميس قاعة أفراح في منطقة الروضة بصنعاء التي تضم العديد من المراكز لتجديد “الزيدية” بمسار هو الأقرب فكرياً ل(الحوثية). افتتح بآيات من القرآن الكريم وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء ومن ثم بالنشيد الوطني للجمهورية اليمنية. وألقى رئيس اللجنة التحضيرية محمد مفتاح كلمة قال فيها: حزب الأمة أول كيان سياسي يمني النشأة عربي الانتماء إسلامي الهوية يسعى لجمع شمل الأمة وإصلاح شئونها في جميع جوانب الحياة وفق برامج معلنة. مفتاح- المنشق عن حزب الحق والذي كان يشغل رئيس مجلس شوراه- أكد أن عنوان حزبه الجديد هو استقلالية القرار السياسي الذي فقد وبسبب فقدانه جاءت الطائرات الأجنبية وقوى الاستكبار العالمي لتتطابق هذه المفردات مع خطاب الحوثية التي باركت إشهار (حزب الأمة) وجاء في البرقية التي بعثها عبدالملك الحوثي نبعث لكم صادق مباركتنا وعميق تهانينا الأخوية آملين أن يشكل الحزب إضافة حقيقية إلى العمل السياسي وأن يحرز دوراً فاعلاً في مضمار صحوتنا الشعبية الرافضة لكل أشكال التبعية والارتهان لقوى الاستكبار العالمي. هذا الإشهار مثل مفاجأة للشارع اليمني وأثار العديد من التساؤلات حول هويته وتمويله غير المعلن وعلاقته بحزب الله وطهران وهل يمثل الحركة الحوثية ويبشر بتخليها عن السلاح أم جناح سياسي لها..أمين عام حزب الحق حسن زيد قال في تصريح ل(الجمهورية) : إن إشهار حزب الأمة يمثل إفرازاً طبيعياً لحركة الشباب الرافض للخيارات السياسية للأحزاب الموقعة على المبادرة الخليجية وحول انشقاق مفتاح والديلمي عن حزبه لتأسيس حزب الأمة رد حسن زيد ليس انشقاقاً ولكن ربما وجدوا في موقف الحزب من المبادرة ومن المشاركة في الحكومة جانباً سلبياً وربما تماشياً مع الروح العامة التي افتقدت الثقة في الأحزاب القائمة. مشيراً إلى أن المنخرطين في العمل السياسي قبل الثورة القائمة كان عددهم محدوداً وأفرزت الثورة واقعاً جديداً ليبحث الشباب عن كيان سياسي لان الكثير منهم غير ممثلين في الأحزاب والتنظيمات القائمة وعن علاقة (حزب الأمة) بالحوثيين أجاب أمين عام حزب الحق : بحسب علمي لا علاقة للحوثيين بحزب الأمة لا سلباً ولا إيجاباً. الكاتب والمفكر الأستاذ عبدالباري طاهر من جانبه اعتبر إشهار حزب الأمة عملاً عظيماً وثمرة من ثمار الثورة. وقال في تصريح ل(الجمهورية): إن حزب الأمة يمثل إضافة نوعية للحياة السياسية وبديلاً للتركيبة التي اشتغل عليها علي عبدالله صالح بعصيويات ما قبل الدولة. هذا وقد سبق الإشهار نشاط محموم وتحركات مشبوهة في ساحة التغيير بصنعاء عبر ما يعرف ب(شباب الصمود) وفي محافظة تعز على وجه الخصوص وذلك بتوزيع عشرات الآلاف من استمارات العضوية وسط تكتم شديد واستقطاب قيادات ثورية مستقلة وأخرى حاملة للفكر الاشتراكي ظهرت إفرازاتها بصدامات بين شباب الثورة في العديد من المسيرات والمظاهرات والصراع على منصات الساحات وتبني شعار يرحلوا جميعاً ولا تزال الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت.