استقبل صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين أمس رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة والوفد المرافق له الذي يزور البحرين حاليا. جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الأخوية المتينة التي تربط بين اليمنوالبحرين في مختلف المجالات، وآفاق دعم هذه العلاقات العميقة وتنميتها وتعزيزها في كافة المجالات بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين. كما تم استعراض عددا من القضايا والمواضيع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ونوه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بالعلاقات التاريخية القائمة بين البحرينواليمن والحرص المشترك على تعزيز وتنمية هذه العلاقات لصالح البلدين والشعبين الشقيقين.. مؤكدا دعم بلاده لأمن واستقرار ووحدة اليمن.. وأشاد ملك البحرين بالجهود المبذولة لتجاوز الأوضاع الراهنة في اليمن من خلال إنفاذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والموقعة بين الأطراف السياسية.. مؤكدا دعم البحرين لكل الجهود المبذولة في سبيل إنجاح التوافق الوطني في اليمن وبما يكفل الحفاظ على امن واستقرار ووحدة اليمن. من جانبه عبر الأخ رئيس مجلس الوزراء عن تقديره العميق لحرص مملكة البحرين ملكا وحكومة وشعبا على امن واستقرار ووحدة اليمن ودعمها لإخراج البلد من الأوضاع الراهنة للانطلاق نحو التنمية والنهوض.. مشيدا بالدور الايجابي والبناء الذي اضطلعت به مملكة البحرين في المبادرة الخليجية والتوافق بين الإطراف السياسية في اليمن. ولفت الأخ محمد سالم باسندوة إلى الدور المعول على الأشقاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لدعم ومساعدة اليمن لتجاوز الأوضاع الراهنة انطلاقا من روابط الإخاء والجوار والقرابة، ومواقفها التاريخية المساندة لليمن في كل الظروف.. مشيرا إلى الجهود المبذولة لتنفيذ المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة وما تحقق من خطوات عملية مبشرة باتجاه الوصول إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في 21 فبراير المقبل، وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار والسكينة العامة في المجتمع. هذا وقد عقدت بالعاصمة البحرينية المنامة أمس، جلسة المباحثات اليمنيةالبحرينية برئاسة رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة، وأخيه رئيس الوزراء بمملكة البحرين الشقيقة سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة.. وجرى خلال الجلسة مناقشة السبل الكفيلة بتمتين العلاقات الثنائية وتكامل العمل المشترك خلال المرحلة القادمة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية بما في ذلك الجوانب المتصلة بوضع العمالة اليمنية في البحرين وفرص تعزيز تواجدها استناداً إلى الأواصر الأخوية والارتياح الكبير من قبل الأشقاء البحرينيين لأداء المغتربين اليمنيين في مملكة البحرين. وتطرقت المباحثات إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الوطنيتين في اليمنوالبحرين عقب الأحداث التي شهدها البلدان خلال العام الماضي والخطوات التي تم إحرازها في طريق معالجة آثارها وتداعياتها على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والأمن والسكينة العامة. كما غطت المباحثات عددا من المواضيع والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ونوه الأخ محمد سالم باسندوه بالعلاقات اليمنيةالبحرينية ووصفها بالتاريخية .. متمنياً للبحرين ملكاً وحكومة وشعباً كل الخير والاستقرار الدائم وتحقيق كافة تطلعاته في الازدهار .. مشيرا إلى التطور الكبير الذي تشهده مملكة البحرين في متخلف مناحي الحياة. ولفت إلى ضرورة الإسناد العاجل للبلدين لاسيما دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بما يمكنها من تجاوز تداعيات الأحداث الماضية، وإعادة البناء الاقتصادي على النحو الذي يمكنها من السير على طريق المستقبل بشكل ثابت ومتماسك. وقال: “ان تحسين أوضاعنا سينعكس إيجابا على دول الإقليم والأشقاء”. وأوضح ان الجمهورية اليمنية تسير في تجاه تثبيت الأمن والاستقرار وبناء الدولة .. وقال: “علينا ان نصمد في مواجهتنا للتحديات الداخلية والخارجية ولاسيما في ظل حالة الانفراج التي تشهدهما البلدان .. محذرا في نفس الوقت من عواقب التلكؤ أو التأخر في مد يد العون لبلادنا ليس على مستوى الداخل وإنما على مستوى الإقليم، مشبها اليمن بالسد الممتلئ بالمياه الذي إن انفجر فإنه حتما سيغرق المنطقة بالمشاكل المتعددة. وأرجع الأخ محمد سالم باسندوه أسباب الاحتقانات التي شهدتها بعض دول المنطقة بدرجة رئيسة إلى تفشي الفساد والفقر والبطالة، رابطاً تحسن أمزجة الناس وعودة الهدوء إليهم في الفترة الراهنة والمقبلة بمدى الخطوات المنجزة على طريق الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني والمعيشي وبناء الدولة المدنية الحديثة. وأكد وقوف اليمن الدائم مع الإخوة في البحرين في مختلف الظروف والمراحل .. موضحا الدور الديناميكي لقطاع الاقتصاد بشقيه الاستثماري والتجاري في تنمية المصالح المشتركة وتوطيد العلاقات الثنائية بين الشعوب. رئيس وزراء البحرين الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة نوه من جانبه بطبيعة العلاقات الأخوية اليمنيةالبحرينية الضاربة جذورها في التاريخ.. مشيرا إلى ضرورة تعزيز عملية التواصل بصورة مستمرة بما يخدم العلاقات والمصالح المشتركة للشعبين اليمنيوالبحريني .. مبينا المجالات المتعددة التي يمكن للبلدين من خلالها تنمية تلك المصالح وفي المقدمة مجالات الاستثمار والتجارة .. وقال “إن التعاون فيما بيننا هو فرض علينا لان شعوبنا في الأساس هي متشابكة ومصالحها مشتركة ومصيرها واحد” .. مضيفا “أن ما يحدث في البلدان العربية هو نتيجة أيضا لانشغال كل منا بنفسه وعدم اهتمامه بأخيه”. ودعا جميع الأقطار والشعوب العربية إلى التماسك خلال الفترة المقبلة وتفويت الفرصة على المتربصين الذين يسعون إلى الإضرار بمصالح الأمة.. مؤكدا أن مملكة البحرين تقف قلباً وقالباً مع كل ما من شأنه توحيد الجهود وتكامل الأدوار الإيجابية بين الجميع. وأعرب الشيخ خليفة بن سلمان عن تقديره للدور الكبير والمؤثر لليمنيين في مسيرة البناء والأمن والاستقرار بالبحرين.. مؤكدا أن البحرين لا ولن تقصر بواجبها تجاه الشعب اليمني. وتم التأكيد في ختام المباحثات على حرص البلدين على تنمية وتطوير حجم علاقاتهما على المستويين الرسمي والشعبي بما ينسجم والعلاقات والأواصر الأخوية القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين من خلال وضع الآليات الكفيلة بتحقيق هذه الغاية من قبل الجانبين. حضر جلسة المباحثات من جانب اليمن وزير الخارجية الدكتور أبو بكر عبد الله القربي، ووزير الداخلية اللواء الدكتور عبد القادر قحطان، ووزير النفط والمعادن المهندس هشام شرف عبد الله ، ووزير الكهرباء الدكتور صالح حسن سميع، ووزير المالية صخر الوجيه، ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد السعدي، ووزير الإعلام علي أحمد العمراني، ووزير المغتربين مجاهد القهالي ورئيس دائرة الجزيرة والخليج بوزارة الخارجية عبد الرحمن الشرعي وسفير اليمن في المنامة الدكتور علي منصور بن سفاع.