منذ أن ظهرت حركة الكشافة والمرشدات في العالم وهى تشكل نقطة رائعة في حياة معتنقي أفكارها ونظمها كون من ينتسب إليها يحمل رسالة سامية يؤديها نحو المجتمع الذي يعيش فيه ، فرسالة الكشافة عبر التاريخ وهى تقوم بمهام لاتقل عن مهام أي مؤسسة إنسانية ، فكانت تؤدى بأشكال وصور مختلفة وفق رؤية كل مجتمع. ولعظمة الرسالة الكشفية التى تقدم فقد انخرط فيها كثير من البشر وبأعمار مختلفة فلم يحرج من ممارستها كبير أو صغير ، بل كان من ينخرط في المجال الكشفي والارشادي ينظر إليه نظرة إكبار وإجلال فهو يسهم في تنمية المجتمع من خلال أدوار تكاملية تنفذ في الواقع فيلمسها الناس فيزداد إعجاب المجتمع بما يقوم به منتسبو الكشافة والمرشدات. ومنذ أن تأسست الحركة الكشفية في العالم على يد اللورد «بادن باول» والحركة تتسع رقعتها حتى صارت لها كيانها وقوانينها وبالتالي فقد سارت الحركة نحو إرساء وتدعيم مبادئ عظيمة تتسم بالإنسانية والمشاركة المجتمعية عبر المساهمة في كثير من المشاريع المرتبطة بحياة الناس ، كإقامة المعسكرات التعليمية والتدريبية ، والمشاركة في تنظيم حركة السير في الطرقات ، والإسعافات للمتضررين في الكوارث والحروب ، والتوعية بالصحة العامة والحفاظ على سلامة البيئة وعدم الإضرار بها. ففي اليمن عامة كانت الكشافة إبان شطري اليمن «الشمال والجنوب» تقوم بدور كبير تجاه المجتمع وخاصة في المناسبات الوطنية والدينية ، والفعاليات الرسمية ، وحملات التوعية المختلفة، فكانت فترة العطلة الصيفية تشكل نقطة مهمة في حياة كثير ممن ينتسبون للحركة الكشفية (بنين وبنات)، حيث كان الكثير ينخرط في معسكرات صيفية كل على حدة(مرشدات وكشافة)فكانت فترة الإجازة الصيفية تمثل لهم متعة وهم يشاركون في برامج ومعسكرات كشفية تخدم المجتمع ويلمسها الكل على الأرض ، بل كانت كثير من الجهات تنفذ برامجها التوعية عبر أفراد الكشافة والمرشدات وخاصة تلك التى تتطلب تواجد عددي كبير في نقاط الاستهداف كجولات المرور والصحة العامة والبيئة وتنظيف الشوارع وتزيينها ،وغرس الأشجار على الطرق الطويلة. أتذكر عندما كنت كشافاً في مدرسة الثورة الثانوية بالراهدة ، ونادي شباب الراهدة كنا نقوم بأعمال كبيرة مثل التى ذكرت ومما أتذكره أننا قمنا بغرس طريق تعز الراهدة بالأشجار فظللنا نتذكر تلك الأيام التى سرنا فيها مسافة طويلة من الحوبان حتى أسفل نقيل الإبل ونحن نقوم بغرس الأشجار كم كانت ممتعة وجميلة في حياتنا ، وأتذكر أننا كنا نقيم المعسكرات الخلوية خارج المدينة فكانت تنمي فينا روح القيادة والمبادرة التى رافقتنا خلال حياتنا فلم نكن نتحرج من المشاركة في أي عمل يطلب منا. كانت الفترة تلك تعاني الكشافة والمرشدات فيها من ضعف الدعم المالي لبرامجها وأنشطتها بل كان معظمها يقوم على جهود ودعم الأفرد لفرقهم من مصروفهم الخاص حتى الزي الكشفي كان يقوم على الدعم الذاتي من نقود الأفراد وتبرعاتهم الأسبوعية ، واليوم الكشافة والمرشدات توفر لها الدعم الرسمي من قبل وزارة الشباب والرياضة وصارت تملك المقرات والوسائل التى لم تكن متوفرة في السابق ، ولكن يكاد دورها يغيب بصورة واضحة ففي المدارس انحسر دور الكشافة والمرشدات على تنظيم طابور الصباح فقط وغاب الدور الريادي والتربوي الذي ينمي في الكشاف والمرشدة روح المشاركة والمبادرة ويعزز في نفس كل منهم قيم وسلوكيات هامة. اليوم تحولت الحركة الكشفية عن هدفها وانحرفت عن مسارها في الوقت توفر لها الدعم الكبير وتوفرت الدورات التأهيلية والتدريبية محلياً وخارجياً ،..لذلك الكشافة والمرشدات اليوم بحاجة إلى تصحيح مسارها ورد الاعتبار لها من خلال الاهتمام بها في المدارس والأندية وتنفيذ المخيمات الصيفية بصورة مركزة للأفراد «بنين وبنات» كل في معسكر منفصل يتم إعادة المفاهيم والأفكار التي تكاد تنسى اليوم من قبل من لازالوا ينتسبون للحركتين«كشفافة ومرشدات» وينبغي أن يعد القادة في المدارس وأن يؤهلوا وفق مناهج الحركة المتعارف عليها عربياً وعالمياً. في تعز قادة كشفيين ومرشدات يجب الاستفادة منهم في إعادة الحياة للحركة وتفعيل دورها كما كان في السابق. [email protected]