التعليم العالي أساس البحث العلمي الذي تقوم عليها مداميك النهوض والتقدم، وعليه فإن صلح هذا التعليم المتمثل بالجامعات ومراكز الدراسات والمعاهد المتخصصة سيصلح حال المجتمع والوطن. . بحث علمي يدرس متطلبات تطوير التعليم الجامعي في اليمن في ضوء التطور العالمي الذي نسعى للوصول إلى مستواه، البحث عبارة عن رسالة دكتوراه بعنوان (متطلبات الاعتماد الأكاديمي المهني لكليات التربية في الجامعات اليمنية في ضوء الاتجاهات العالمية المعاصرة لتطوير التعليم العالي) للباحث عبد الغني علي صالح المسلمي من جامعة تعز ، وقد منح الباحث درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز مع التوصية بطباعة الأطروحة وتداولها بين الجامعات، (إبداع) ارتأت استعراض أهم وأبرز ما خرج به البحث.. أهداف البحث هدف البحث إلى التعرف على أبرز الاتجاهات العالمية المعاصرة لتطوير التعليم العالي، والتعرف على الإطار الفكري للاعتماد الأكاديمي المهني لكليات التربية، وأهم تطبيقاته وتجاربه على المستويين العالمي والعربي، والتعرف على أبرز جهود التأسيس لتجربة الاعتماد الأكاديمي في التعليم العالي باليمن، ومتطلباته، والتعرف على أهمية وتوافر متطلبات الاعتماد الأكاديمي المهني لكليات التربية بالجامعات اليمنية في ضوء الاتجاهات العالمية المعاصرة لتطوير التعليم العالي، ووفقاً لمتغيرات الجامعة، والتخصص، والدرجة العلمية، والخبرة. ولتحقيق أهداف البحث العملية والتطبيقية حددت عينة من (207) عضو هيئة تدريس من ذوي الدرجة العلمية (أستاذ، أستاذ مشارك، أستاذ مساعد)، في كليات التربية الرئيسة بجامعات صنعاء، وعدن، وتعز، وتم اختيارهم بطريقة عشوائية طبقية. نتائج البحث تتحدد أبرز الاتجاهات العالمية المعاصرة لتطوير التعليم العالي في: عالمية التعليم العالي، والتنافسية، والتخطيط الاستراتيجي، وضمان الجودة، والحوكمة، والاستقلالية، والمحاسبية أو المساءلة، والحرية الأكاديمية، والشراكة المجتمعية، واقتصاد وإدارة المعرفة، والإدارة الالكترونية، والتعليم الالكتروني، وتمهين التعليم. وللاعتماد الأكاديمي المهني لكليات التربية، فلسفته ومفهومه، وأهدافه، ومعاييره، وإجراءاته، وتشكل هذه المستويات جميعها إطاره الفكري، وبناءً على ذلك تأتي التطبيقات والتجارب ذات الصلة، متسقة معه، فهو يشكل موجها ومرشداً لكل منها، وبالرغم من تباين مبررات نشأة الاعتماد الأكاديمي المهني لكليات التربية حسب كل تجربة من تجارب دول العالم، وفقاً لفلسفة كل منها، وإمكانياتها، لكن جميعها تؤكد على ضرورته، وأهميته، لتطوير البرامج التعليمية لهذه الكليات، وضمان جودتها. وفي اليمن تتمثل أبرز الجهود في التأسيس لتجربة الاعتماد الأكاديمي، في إنشاء مجلس الاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم العالي، والبدء في نشر ثقافة الجودة والاعتماد الأكاديمي، وإنشاء دوائر ومراكز للتطوير الأكاديمي، على مستوى بعض الجامعات، ووحدات لتقييم وتطوير الأداء، وضمان الجودة على مستوى كلياتها. وخرج البحث بوجود علاقة بين جودة برامج إعداد المعلم في كليات التربية وبين جودة مخرجات التعليم الأساسي والثانوي، ويتطلب تطبيق الاعتماد الأكاديمي المهني لكليات التربية في الجامعات اليمنية توافر كل الظروف المناسبة، والمناخ الملائم، لكي تتمكن هذه الكليات من الوصول إلى مرحلة الحصول الاعتراف الإقليمي والعالمي بجودة أدائها ومخرجاتها. توصيات عملية وبناءً على ذلك أوصى الباحث بمجموعة من التوصيات لتساعد على تطبيق الاعتماد الأكاديمي المهني في كليات التربية، منها: التوعية بثقافة الجودة والاعتماد الأكاديمي في كليات التربية، ونشرها بين كافة أطراف البرنامج التعليمي، لتكوين ثقافة مشتركة بين كافة الأطراف ذات العلاقة بمؤسسات وبرامج إعداد المعلم في الجامعات اليمنية، وتطوير برامج إعداد المعلم في كليات التربية بالجامعات اليمنية دورياً، في ضوء الاتجاهات العالمية الحديثة، ورؤى المستقبل. وتعميم إنشاء وحدات داخلية لضمان الجودة في كليات التربية بالجامعات اليمنية، وتبني سياسات لتحفيز العاملين في البرنامج التعليمي، وإيجاد نظام للحوافز، وربطها بالأداء، في ظل نظام فعال للمساءلة، والمحاسبة. والاهتمام بعضو هيئة التدريس، تأهيلاً وتدريباً، ومادياً ومعنوياً، ليتمكن من أداء دوره وتجويد أدائه، وبناء خطة إستراتيجية لحصول كليات التربية بالجامعات اليمنية على الاعتماد الأكاديمي المهني، كما اقترح الباحث إجراء بعض البحوث والدراسات الإثرائية للاعتماد الأكاديمي المهني لكليات التربية بالجامعات اليمنية.