الشهادة منحة إلهية    تضحياتٌ الشهداء أثمرت عزًّا ونصرًا    إعلانات قضائية    في وقفات شعبية وفاءً لدماء الشهداء واستمرارًا في التعبئة والجهوزية..قبائل اليمن تؤكد الوقوف في وجه قوى الطاغوت والاستكبار العالمي    فيما الضامنون يطالبون بنزع سلاح المقاومة الفلسطينية .. كيان الاحتلال يواصل انتهاكاته وخروقاته لوقف إطلاق النار في غزة    مرض الفشل الكلوي (27)    فتح منفذ حرض .. قرار إنساني لا يحتمل التأجيل    الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر اليمني ل 26 سبتمبر : الأزمة الإنسانية في اليمن تتطلب تدخلات عاجلة وفاعلة    تيجان المجد    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    الدولة المخطوفة: 17 يومًا من الغياب القسري لعارف قطران ونجله وصمتي الحاضر ينتظر رشدهم    سقوط ريال مدريد امام فاليكانو في الليغا    الأهلي يتوج بلقب بطل كأس السوبر المصري على حساب الزمالك    الدوري الانكليزي: مان سيتي يسترجع امجاد الماضي بثلاثية مدوية امام ليفربول    نجاة برلماني من محاولة اغتيال في تعز    الرئيس الزُبيدي يُعزي قائد العمليات المشتركة الإماراتي بوفاة والدته    قراءة تحليلية لنص "مفارقات" ل"أحمد سيف حاشد"    الأرصاد يحذر من احتمالية تشكل الصقيع على المرتفعات.. ودرجات الحرارة الصغرى تنخفض إلى الصفر المئوي    محافظ العاصمة عدن يكرم الشاعرة والفنانة التشكيلية نادية المفلحي    قبائل وصاب السافل في ذمار تعلن النفير والجهوزية لمواجهة مخططات الأعداء    هيئة الآثار تستأنف إصدار مجلة "المتحف اليمني" بعد انقطاع 16 عاما    في بطولة البرنامج السعودي : طائرة الاتفاق بالحوطة تتغلب على البرق بتريم في تصفيات حضرموت الوادي والصحراء    وزير الصحة: نعمل على تحديث أدوات الوزارة المالية والإدارية ورفع كفاءة الإنفاق    تدشين قسم الأرشيف الإلكتروني بمصلحة الأحوال المدنية بعدن في نقلة نوعية نحو التحول الرقمي    جناح سقطرى.. لؤلؤة التراث تتألق في سماء مهرجان الشيخ زايد بأبوظبي    اليمن تشارك في اجتماع الجمعية العمومية الرابع عشر للاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي بالرياض 2025م.    شبوة تحتضن إجتماعات الاتحاد اليمني العام للكرة الطائرة لأول مرة    رئيس بنك نيويورك "يحذر": تفاقم فقر الأمريكيين قد يقود البلاد إلى ركود اقتصادي    صنعاء.. البنك المركزي يوجّه بإعادة التعامل مع منشأة صرافة    وزير الصناعة يشيد بجهود صندوق تنمية المهارات في مجال بناء القدرات وتنمية الموارد البشرية    الكثيري يؤكد دعم المجلس الانتقالي لمنتدى الطالب المهري بحضرموت    بن ماضي يكرر جريمة الأشطل بهدم الجسر الصيني أول جسور حضرموت (صور)    رئيس الحكومة يشكو محافظ المهرة لمجلس القيادة.. تجاوزات جمركية تهدد وحدة النظام المالي للدولة "وثيقة"    خفر السواحل تعلن ضبط سفينتين قادمتين من جيبوتي وتصادر معدات اتصالات حديثه    ارتفاع أسعار المستهلكين في الصين يخالف التوقعات في أكتوبر    علموا أولادكم أن مصر لم تكن يوم ارض عابرة، بل كانت ساحة يمر منها تاريخ الوحي.    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    محافظ المهرة.. تمرد وفساد يهددان جدية الحكومة ويستوجب الإقالة والمحاسبة    نائب وزير الشباب يؤكد المضي في توسيع قاعدة الأنشطة وتنفيذ المشاريع ذات الأولوية    أوقفوا الاستنزاف للمال العام على حساب شعب يجوع    هل أنت إخواني؟.. اختبر نفسك    أبناء الحجرية في عدن.. إحسان الجنوب الذي قوبل بالغدر والنكران    عين الوطن الساهرة (1)    سرقة أكثر من 25 مليون دولار من صندوق الترويج السياحي منذ 2017    الدوري الانكليزي الممتاز: تشيلسي يعمق جراحات وولفرهامبتون ويبقيه بدون اي فوز    جرحى عسكريون ينصبون خيمة اعتصام في مأرب    قراءة تحليلية لنص "رجل يقبل حبيبته" ل"أحمد سيف حاشد"    الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري تعزّي ضحايا حادث العرقوب وتعلن تشكيل فرق ميدانية لمتابعة التحقيقات والإجراءات اللازمة    مأرب.. فعالية توعوية بمناسبة الأسبوع العالمي للسلامة الدوائية    في ذكرى رحيل هاشم علي .. من "زهرة الحنُّون" إلى مقام الألفة    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    على رأسها الشمندر.. 6 مشروبات لتقوية الدماغ والذاكرة    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    صحة مأرب تعلن تسجيل 4 وفيات و57 إصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام الجاري    ضيوف الحضرة الإلهية    الشهادة في سبيل الله نجاح وفلاح    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مارب ليست زنجبار وهي بعيدة عن القاعدة كبعد الشمس عن كوكب الأرض
الشيخ مفرح بحيبح:
نشر في الجمهورية يوم 01 - 01 - 2014

هذا الشيخ من قبيلة مراد، وهو يتمتع بفراسة وذكاء البدوي الغني عن التعريف.. ناصري قديم، هادئ وحذر، وفي هذا اللقاء استرسل الشيخ مفرح بحيبح في الحديث عن المستقبل وكان مفرطا في التفاؤل.. تحدث عن رداع وزنجبار ومارب، ونصح علي عبدالله صالح بأن لا يعود، ثم نصح أيضاً المتورطين في قتل شباب الثورة السلمية أن يسلموا أنفسهم للقضاء، قائلاً: ”لا تظنوا أن الحصانة ستنفعكم”.
 بمرور سنة على الثورة اليمنية، وبهذه المناسبة ما هو انطباعك الأول عن هذا التحول الكبير؟
أولاً أحييك من أعماق قلبي، ثم أترحم على ارواح الشهداء وأدعو الله أن يمن بالشفاء العاجل للجرحى.. في الحقيقة احتفال اليمنيين بمختلف تنوعاتهم وتوجهاتهم بعام الثورة الاول دليل قاطع على نجاح ثورة الشعب اليمني العظيم، الاحتفال يمثل تغييرا كبيرا في واقع المجتمع اليمني، لأننا مررنا بفترة لا نستطيع فيها لا ان نتكلم ولا ان نتجمع كي نغير واقعنا بهذه الصورة وبهذا الوعي الذي لا نظير له، حيث أدهش العالم اجمع وأذهلهم.. وهذا الاحتفال اليوم يعيد لنا ثقتنا بأنفسنا ومكانتنا بين الشعوب والأمم في البحث عن الحرية والمساواة والحياة السعيدة، ونحن اليوم نحتفل بتحقق هذه الاهداف وستتحقق البقية بإذن الله تعالى، ويعلم الآخرون أنه لا يمكن ان تعود هذه الثورة الى الوراء ابداً، بل ستنتقل من طور الى طور ومن مرحلة الى مرحلة حتى تقوم الدولة القوية في هذا البلد الكبير صاحب التأريخ المجيد.. لن تتراجع الثورة ومن يعتقد ذلك فهو واهم واهم ومجنون، لن تتراجع ثورة اليمن وانما ستنجز اهدافها، وقد انجزت الكثير وما بقي الا ان تكمل تحقيق بقية الاهداف التي هي اساسا من عمل الدولة والحكومة في المرحلة المقبلة ومن عمل أولي النهى والنخب السياسية والقادة الكبار، لكن الهدف الرئيسي تحقق والحمدلله.. وقد رأينا علي عبدالله صالح وهو يودع الحكم ويصعد سلم الطائرة بقناعة تامة كما فعل بن علي ومبارك من قبله. علي عبدالله صالح غادر اليمن هذه المرة وهو مقتنع قناعة تامة، في اعتقادي ان كل شيء انتهى، وان لا خيار أمامه الا الرحيل عن رئاسة الجمهورية اليمنية، وسواء عاد أو بقي، عاش في اليمن او في المنفى لن يستطيع ان يعرقل مسيرة الحياة ابداً، وأنا انصحه ان يعيش له خارج اليمن افضل.. خلاص الرئيس صالح قنع من الكرسي وغادر مقعده الرئاسي يوم وقع بقلمه على المبادرة الخليجية في الرياض.. نحن الآن في المرحلة الانتقالية للعبور الى دولة النظام والقانون دولة المواطنة المتساوية دولة الوحدة والعزة والكرامة والعدل والحقوق.. ليكون القانون هو الحكم بين الناس وليس المكانات الاجتماعية أو المناصب، ليكون الفارق هو من يعمل افضل يحكم افضل ويبقى أطول كما يحدد ذلك الدستور والقانون ومن يسيء ويقصر في حق شعبه وأمته يطلع برا، وتكون الانتخابات بالبرامج وعلى اساس البرنامج، ويصبح الوصول الى السلطة عبر صناديق الاقتراع الحر والسليم والشفاف وليس على ظهر الدبابة وبقوة السلاح والمال.. لقد حقق الشعب اليمني ما لم يكن يتوقعه العالم، والمجتمع الدولي والاشقاء تصرفوا تجاه هذا الشعب بمسؤلية أخلاقية عظيمة وسوف يحسب لهم التاريخ والشعب اليمني هذه الوقفة الى جانبه، والشعب اليمني صاحب معروف.
 برأيك وبعد اكثر من عام على الثورة، من الذي نجح هل حكمة الساسة أم حماسة الشباب؟
نجحت كلتا الفكرتين، الساسيون أدوا ما عليهم وتصرفوا بطريقة السياسي وبحكمة وروية ودهاء، على مستوى الوطن، على مستوى الإقليم، على مستوى العالم، والشباب في الساحات ثبتوا وناضلوا كثوار وكشباب وكانت النتيجة أن اثمرت العمليتين؛ حكمة السياسي وحماسة الشباب.
وكان الشباب هم القوة التي دعمت الارادة السياسية التي كان السياسي معتمداً عليها ويستمد قوته منها، وهم الذين قدموا التضحيات ودفعوا أرواحهم رخيصة من أجل بلدهم وشعبهم وكرامتهم ، وأرواح شباب اليمن ليست رخيصة بل انا أعتبر هؤلاء هم افضل شهداء اليمن وافضل ما انجبت هذه الارض المباركة في تأريخها الطويل، نسأل الله ان يحقق كل أهداف وأمنيات هذا الجيل من شباب اليمن وشاباتها.. هم من استطاعوا ان يخرجوا ويجبروا علي عبدالله صالح ان يخرج بهذه الطريقة التي خرج بها، اما نحن كآباء فقد فشل جيلنا وأخفق ولكن الله منحنا رؤية هذه اللحظة التأريخية التي لم يكتب الله للبعض ان يستمتعوا بمشاهدها، بل كتب عليه ان يكون مع الباطل ومع الظالم المستبد وإنا لله وإنا إليه راجعون، وفي اعتقادي لولا وعي وارادة وادراك الشباب لن يستطيع السياسيون ان يحققوا أي انجاز.
الرئيس علي عبدالله صالح غادر قبل أيام الى عمان ومن هناك الى امريكا، ما هو تعليقك على هذه الرحلة، هل تعتبره وداعاً أخيراً، رحلة علاجية، أم المنفى؟
أنا اعتقد ان مغادرته البلاد جزء من المخرج، خروج هذا الرجل من البلاد سيساعد على انجاز العملية السياسية، ومن وجهة نظري ان علي عبدالله صالح وصل الى قناعة ان الثورة انتصرت وستحقق اهدافها، ولهذا قرر ان يترك البلاد وغادر قانعاً مقتنعاً.
اعتقد انه وصل الى هذه القناعة النهائية. هو غادر الى امريكا يتعالج هذا اكيد، وإن عاد الى اليمن فلن يزيد ولن ينقص، اللهم المشكلة هي؛ انه انطباع في اذهان الناس ان علي عبدالله صالح خلال 33 سنة انه لا يزال قادراً أن يعمل ويردد البعض المخاوف؛ سيعمل سيترك سيصنع، لكن الحقيقة التي انا متأكد منها وكل من يعرف علي عبدالله صالح أو لا يعرفه حتى انه لن يستطيع ان يعمل شيئاً يعيد العجلة الى الوراء ابداً. هذا مستحيل، انتهى كل شيء، انتهى كل شيء..
حكم علي عبدالله صالح انتهى يا ابني، انتهى عمليا بتوقيعه المبادرة الخليجية وسيعمد ذلك الشعب اليمني ريفه وحضره يوم 21 فبراير القادم بانتخاب رئيس بديلا عنه.. وحتى هذه الانتخابات الرئاسية هي اجراء بروتوكولي واسقاط لشرعية نظام علي عبدالله صالح الذي حكم اليمن 33 سنة، أما عمليا فعبدربه منصور يمارس سلطة الرئيس الدستورية كلها.. ونحن نقترب كل يوم من يوم 21، وهذه الانتخابات ستعيد الشرعية الدستورية للشعب وللرئيس الجديد الفريق المناضل المحنك الصبور عبدربه منصور هادي الرئيس التوافقي، الذي توافق عليه الشعب اليمني والاقليم والعالم ولم يحصل هكذا مثله من قبل إجماع الكرة الارضية كلها عليه (ضاحكا) ويعقد اليمنيون كل آمالهم على هذا الرجل وهو جدير بتحمل هذه المسؤلية الكبيرة والشعب سيكون عونا له بإذن الله.
 هل انت متفائل يا شيخ وترى ان الطريق ممهدة الى هذا اليوم اكثر من أي وقت مضى؟
الواحد يتفاءل خيراً ويتوقع كل شيء، لكن الطريق تقريبا ممهدة ومبرحة من المطبات الكبيرة والمتاريس الضخمة، ومهما كانت المعوقات التي لا تزال في طريق الانتخابات، لكنها لا تعرقل التغيير ولا تثني مسيرة الثورة عن طريها المرسوم، لن تعيق الانتخابات اطلاقاً، وستتم الانتخابات في موعدها وستدخل اليمن مرحلة جديدة.
ما رأيك بقانون الحصانة؟
الحصانة في حد ذاتها هي سيف ذو حدين، فمن جانب هي مخرج لليمن بحفظ الدم والاكتفاء بما قد اريق من دم، الى هنا وبس، أو كان امامنا خيار ثاني؛ ان نترك المبادرة الخليجية وندخل في دماء الى ان يعلم الله الى أن قد تصير اليمن وتصبح، وكان عقلاء اليمن العالم يدفعون نحو الخيار الاول وقد نجحوا يرحل الرئيس ويدوا له حصانة مش مشكلة.. لكن الناس كلها بما فيهم قيادة المؤتمر عارفين ان الحصانة لن تمنع الوصول الى العدالة ولا يمكن أن تعفي أي مجرم او متورط في دماء بني آدم، فالمبادرة الخليجية هي لا تحمي من قتلوا الناس وارتكبوا الجرائم بحق الشباب، لأن صاحب الحق ولي الدم، وهو دون غيره، المعني بالمسامحة او الملاحقة وراء غريمه، وانا سألت قانوني كبير عن الحصانة هل معناها اسقاط لحقوق اولياء الدم قال لي ابداً، يستطيع أي صاحب حق ان يتقدم بدعوى مثبتة سواء امام القضاء المحلي او الدولي في أي دولة وسيحصل على حق، هذه حقوق شخصية، والله سبحانه وتعالى يتسامح في ما له عند الناس، ولكن حقوق الناس على بعضها البعض لا يعفي احداً في ما له للناس على بعضها البعض اطلاقا، والدليل على ذلك انه حتى الدَّين من مات وعليه دين لا تبرأ ذمته الا اذا سدد عليه اقرباؤه او يسامحه صاحب الحق اما الله فلن يسامحه لأنه حرم الظلم على نفسه.. قانون الحصانة هو مخرج لعلي عبدالله صالح، لكن أن يحميه من حقوق الناس من دماء الناس لن يحميه اطلاقا اطلاقا اطلاقا وكان الأفضل له ان لا يصر على طلب الحصانة، ان يقول مثل ما قال علي محسن انا مستعد أمثل شاهد أو متهم أمام القضاء.. ثم اننا كيمنيين، لو افترضنا انه ما أحد انصف الناس، ونحن لا نريد هذا التفكير، فأنا أؤكد لك انه من قتلوا الناس سيقتلون في بيوتهم، فلا يعتقدون انهم في مأمن اولاً من عقاب الله ولا في مأمن من أولياء دم المجني عليهم.. نحن لا نريد الثأر، نحن نريد تحقيق المصالحة الشاملة وتحقيق العدالة والاعتذار لأقارب الضحايا وتعويضهم، هذا افضل طريق، ولكن على المتورطين ان يتأكدوا اننا كيمنيين الواحد يجلس يبحث عن دمه ثلاثين اربعين سنة وبعضهم يجلس يدور غريمه مائة سنة.. هناك مجرمون تورطوا وارتكبوا ابشع وافظع جرائم القتل بحق شباب سلمي وكانوا يقنصون رؤوسهم بقذائف الآر بي جي والميم ط اين سيذهبون، عليهم ان ينصاعوا للمحاكم وسيكون القانون والقضاء هو هو الفصل، الذين فعلوا تلك الجرائم البشعة لن يفلتوا من العقاب وعليهم ان لا يركنوا الى الحصانة، تلك الدماء وتلك الرؤوس وراءها عوائل وأسر وأقرباء، القانون هو افضل طريقة تسلكها الناس وسيكون القانون ارحم بهم من غيره.
 علي محسن الاحمر قال انه مستعد ان يخضع امام المحكمة، وهو احد كبار معاوني صالح طيلة حكمه الممتد 33 عاماً، مارأيك؟
هذه مبادرة كويسة من اللواء علي محسن، الذي قلت لك اني أحترم وأجل موقف هذا الرجل المساند لثورة الشعب، وهو قال انه على استعداد أن يقف امام المحكمة إما مطلوب او شاهد، وهذه تعتبر منه مبادرة شجاعة ومحل تقدير، ونتمنى ان يحذو حذوه كل المسؤلين، وعليهم ان يكونوا شجعاناً ويقولوا مثله.
ما رأيك بما يحصل في المؤسسات الحكومية من انتفاضات عارمة، امتدت الى الجيش والوحدات العسكرية؟
ما يحصل شيء طبيعي لو انت مطلع على حجم العبث الحاصل والظلم النازل على الموظفين والجنود في تلك القطاعات الهامة التي صارت تابعة لأسر بعينها يتصرفون فيها وبها كما يشاؤون، ما يحصل عمل جبار وهو يعتبر استكمالاً للثورة اليمنية الجبارة، وهذه هي الثورة الحقيقية على الفساد والعبث الذي لا حدود له، والجميل في الأمر ان الموظفين والجنود ينتفضون بوعي ذاتي ودوافع صادقة لأن بعض المؤسسات والقطاعات الحكومية كما قلت لك تحولت الى ما يشبه المحميات او المملكات الشخصية لبعض النافذين الذين مارسوا الظلم بدون رقيب ولا حسيب عليهم بعضهم لأكثر من اربعين سنة وصارت اقطاعية لم يحصل مثلها في تأريخ أي دولة ولا أي نظام على الاطلاق.. انا أحيي وعي شعبنا وشبابنا مدنيين وعسكريين الذين صبروا وتحملوا وقالوا ان للصبر حدوداً، ما يحصل اليوم شيء يثلج الصدر ويبشر بمستقبل واعد ومشرق بإذن الله.
إذا انتقلنا الى موضوع القاعدة، ما قصة الإمارات التي بدأت تظهر هنا وهناك برأيك، خصوصا وهي تتركز بالقرب من منكم، وتتجه شرقاً؟
القاعدة موجودة في اليمن، ليس كما يهولونها، توجد قاعدة، ولكن قيادتها موجهة وتدار بريموت نظام علي عبدالله صالح الأمني، هناك تنسيق واضح واختراق لصفوف تنظيم القاعدة، وكان علي عبدالله صالح يتكسب من وراء ذلك، يحركها من بقعة الى بقعة كلما دعت الحاجة، ساعة يقربها من البحر كما في أبين يفجع الامريكان وساعة يقربها من مارب وحضرموت يفجع السعودية وهكذا، القيادات في تنظيم القاعدة اغلبهم يشتغلوا معه لكن الافراد العاديين والبسطاء المغرر بهم في تنظيم القاعدة كثير منهم يندفعون بعقيدة قتالية انتحارية وليسوا مدركين ما يحصل في قياداتهم النظام من تنسيق، ولو عندهم ادراك وفهم وحسابات إن ما يفجروا انفسهم ويعتقدوا انه جهاد في سبيل الله..
مش معقول تتحرك القاعدة في الوقت الذي يريد علي عبدالله صالح ثم تهدأ في الوقت الذي يريد، هو يبتز بها العالم والإقليم وبالوسيلة نفسها يبتز المعارضة ويفجع الشعب، هو يعتقد ان السياسة فجاع وتخويف، ويخوف الخارج ويخوف الشعب من ان المستقبل بدونه معناه عصر القاعدة والارهاب والتمزق والجوع والبرد والزلازل والبراكين (ضاحكا)، وتتذكر في بداية الثورة كلامه من ان أبين ستصبح إمارة وان حضرموت ستذهب والجنوب سينفصل وشمال الشمال سيذهب، كان الرجل مجهزاً في رأسه قصصاً وحكايات مفضوحة وما يقدرش يسكت، والعالم كله يعرف كيف سلم زنجبار للقاعدة وكيف وجه الأجهزة الامنية بالانسحاب وتسليم السلاح لأنصار الشريعة وللقاعدة وللجماعات المسلحة.
ما حصل في رداع شيء واضح، حيث التواطؤ الأمني كان قائماً وحتى ان مسؤلين غربيين، كما سمعنا، ابلغوا المسؤلين والمقربين من صالح ان هناك تواطؤاً واضحاً ومؤكداً.. هذه ألاعيب علي عبدالله صالح، ونحن ندركها بشكل جيد، واصبح اليمنيون يفهمونها ولا تنطلي على أحد وما عادش نافع له، خلاص.. الشعب اليمني قبائل واحزاباً ورجال دين يمقتون العنف ويرفضون القاعدة، ولا يمكن ان يقبلوا بها ابداً، وسيقفوا لها بالمرصاد وانا على يقين ان المستقبل سيخلو من هذا الفكر ومن هذه المسرحيات، هناك وجود للقاعدة لكن محدود ومحصور وليس بالشكل المبالغ فيه والمضخم.
هناك من يقول ان مارب هدف لتنظيم القاعدة...؟
(مقاطعا).. مارب بعيدة عن القاعدة كما الشمس بعيدة عن الأرض. مارب محافظة نظيفة ومتحضرة ومتمدنة، ولكن النظام كرس صورة سلبية عن ابناء مارب وصورهم على انهم قطاع طرق ومتخلفون وهمج وأجلاف وقتلة وضد الدولة وانهم تنظيم قاعدة وهمج وغيرها من الأكاذيب.. مارب تعتبر مصدر الحضارة اليمنية وهي المنبع الأساس للدولة اليمنية قبل ما يعرف العالم المتقدم اليوم أي شيء عن العدل. أهل مارب رجال دولة وليسوا همجاً، ولا يمكن ان تقبل عاصمة الملكة بلقيس بان تصبح عاصمة لتنظيم القاعدة، ولا أن تتحول الى وكر للإرهاب..
قبائل مارب كلها حماة للارض وللتأريخ اليمني وللثروة، وان تواجدت عناصر معدودة من القاعدة في بعض مديريات مارب فلن تستطيع ان تعمل شيئاً وتنظيم القاعدة يعرف ان مارب ليست زنجبار، مع ان قبائل أبين ايضا ندمت وتكبدت خسائر فادحة بسبب التساهل واللامبالاة وعدم التنبه للعبة القاعدة من البداية، لكن أثبتت أبين برجالها المخلصين انهم قادرون على استئصال هذه النبتة الخبيثة التي حاول علي عبدالله صالح ان يزرعها في قلب هذه المحافظة الأبية، وانا اتوقع ان تختفي قاعدة ابين قريبا من المشهد، هذه محافظة نائب الرئيس عبدربه منصور هادي ووزير الدفاع وغيرهم من الابطال والشخصيات الوطنية المؤثرة اليوم في المشهد السياسي.. سوف يولي الرئيس الجديد محافظة أبين عناية خاصة وأهلها ايضا سيتصرفون بمسؤلية في المستقبل فيما يخص الأمن بالذات.. أهل أبين هم أكثر محافظة عانت من التسيب والانفلات الأمني المتعمد من الدولة، حيث انتشرت العصابات على امتداد الطرق والمديريات النائية وخصوصا على الطريق الحيوي الذي يربط عدن بالشرق. وكانت الناس تناشد الدولة وتطلبها ولكن لا مجيب، اليوم ستكون أبين دخلت عهداً جديداً مستقراً وآمناً وخالياً من القاعدة والعصابات وقطاع الطرق، أنا أؤكد لك ان الدولة اليمنية الحديثة ستدشن عهدها في الأمن والاستقرار والهدوء من أبين، لأنها تحتل اولوية قصوى، ليس لأنها محافظة نائب الرئيس عبدربه منصور، ولكن لأن أي أحد غيره سيفعل هكذا.. انا متابع لما يحصل في ابين من عدة سنوات، كان هناك تسيب أمني ومحاولة مبكرة لخلط الاوراق داخل هذه المحافظة الجنوبية الهامة والحيوية، ذلحين الرئيس من عندهم واهل دثينة ادرى بشعابها.
يا شيخ بالعودة الى رداع، هل يمثل وجود القاعدة هناك خطورة كبيرة؟
لا .. المسألة كانت بسيطة، هم دخلوا اولاً يفتحون مسجد عامر بن عبدالوهاب الطاهري المغلق بس وكان معاهم مطالب تقريباً، وقد تعاملت معها القبائل هناك بحنكة وهدوء وايضا بحزم وتجنبوا المواجهة، رجال البيضاء كانوا محتشدين ومطوقين المدينة من كل جانب, لم تستطع القاعدة ان تتحرك شبراً واحداً، لا شمال ولا يمين، كل شيخ وكل قبيلي كان مسؤلاً عن ربعه وعن منطقته، وطوقوهم حتى صاروا في متناول اليد، ولا خوف من القاعدة في المستقبل، قبائل البيضاء يتمتعون بوعي وطني كبير ونادر، وهم متيقظون لكل شيء، رداع تعاني من الثأر اكثر من أي بقعة والبيضاء تشتي دولة مدنية لأنها محرومة مثل مارب.. استطيع أن اقول لك اليمن من اقصاها الى اقصاها مفتحة عيونها، والله ما تدي القاعدة خطوة، اليمنيون يا ابني خرجوا وانتفضوا يشتوا دولة مدنية حديثة، مش خرجوا يشتوا تنظيم القاعدة اعقل، اذا لم تتحقق الدولة المدنية، دولة المؤسسات بطرق سلمية فكلنا مستعدون أن نقاتل من أجل ان نوجد هذه الدولة ونخلقها بالقوة، اليمن تعبت من حكم العوائل والأسر والحكم الفردي الاستبدادي .. ضحينا بخيرة شبابنا المتعلمين من أجل ايش؟ من أجل يجي يحكمنا انصار الشريعة أو تنظيم القاعدة! هذا كلام لا معنى له.. انا شخصيا متفائل جدا بنجاح الحل السلمي وبقدوم الدولة اليمنية الحديثة، لأن كل حزب وكل سياسي وكل ضابط وكل شيخ يريدها، صحيح متوقع حدوث مشاكل وحوادث عارضة هنا وهنا وزوابع لابد منها، لكن لن تحول دون اجراء الانتخابات الرئاسية في 21 فبراير القادم.. الشعب الذي خرج لطرد علي عبدالله صالح هو نفسه وذاته لا يزال في الساحات حتى يجلس عبدربه منصور هادي على عرش تبع أسعد الكامل وملوك حمير وسبأ وذو ريدان.. واليمنيون معولون على الفريق عبدربه منصور كل خير، ويبدو انه محنك وصاحب ارادة وطنية وعزيمة قوية هذا مؤكد، وصدقني ان الشعب كله سيمده بالقوة، اذا اخلص لله ثم لوطنه الذي كان يكاد يتمزق شذراً مذراً لو تأخر علي عبدالله صالح سنة واحدة في الرئاسة.. لكن الله لطف بهذا الشعب وألهم اليمنيين وبعثهم من جديد.
لكن يا شيخ التقطعات للنفط والغاز في مارب لا تتوقف والاعتداءات على ابراج الكهرباء قائمة، وانت من وجهاء مارب وتقول هذا الكلام عن ان الشعب سيسند الرئيس والحكومة، هل ترى في الكلام شيئاً متناقضاً؟
لا.. أهل مارب ليسوا قطاع طرق، كما قلت لك، وما يحصل هي حوادث عارضة مشينة ومحل ادانة وشجب كل ابناء هذه المحافظة الأبية، ومن الخطأ والظلم والتجني الحكم على كل ابناء مارب من خلال حادث عرضي من هذه الحوادث.. ما يحصل يمكن تفسيره بثلاثة اتجاهات: الاول بسبب ثقافة متخلفة أجبرهم عليها نظام علي عبدالله صالح يلجأون لهذه الامور للضغط على الدولة لتحقيق وعود وبسبب الاحباط والفقر والبطالة، وهذه حالات شاذة ونادرة الحدوث.. والجانب الثاني؛ عناصر مدفوعة بتوجيه أمني لعرقلة عمل الحكومة وخلط الاوراق وربما لعرقلة الانتخابات الرئاسية، وهذه الحالة لو يحصل تحقيق صادق ومسؤول وجاد ستكتشف للناس من وراءها ومن يقف وراءها ومن هم وهي.. والثالثة: هناك افراد لا يشعرون بمسؤولية ويرتبطون بعلاقة خفية بالأمن يختلقون أية دعاوى ويقدمون على ذلك الفعل ليس لخدمة انفسهم ولكن متعمدين تكريس الصورة السلبية عن مارب وابنائها وخلق صورة قبيحة ومحرجة عن هذه المحافظة الحيوية والسياحية.. نحن ندين ونشجب ونستنكر ونرفض كل هذه الاعمال وندعو كل قبائل مارب وعقالها ومشائخها وكل رجالها الغيورين ان يقفوا لكل من يشوه وجه مارب بالمرصاد، مارب لن تكون قاطعة طريق ولا ضد الدولة ابدا، وانا على ثقة مطلقة ان كل هذه الحوادث ستختفي بعد 21 فبراير، الدولة حاضرة في أذهان قبائل المنطقة الشرقية منذ آلاف السنين والقرآن شاهد والتأريخ والمآثر، وهذه الحوادث محرجة لنا ومزعجة..
وانا من خلالكم اوجه أسئلة لقبائل مارب رجالا ونساء شيوخا ومثقفين وسياسيين وعقالاً: هل يرضيكم ان يقول الناس عن مارب التأريخ والانسان والسد والعرش والمعبد أنهم عبارة عن قطاع طرق؟ لقد آن الأوان يا أهل مارب ان تقدموا الصورة الحقيقية عن الانسان الماربي وان لا تسمحوا للعابثين بسمعتنا والمتكسبين من وراء افعالهم الشنيعة ان يستمروا في العبث.. اذا كنتم ترفضون الصور السلبية عنكم وعن ابنائكم ومحافظتكم وتأريخكم العظيم فلتنهضوا ولتوقفوا الذين يفجرون خطوط الكهرباء وانبوب الغاز والنفط وغير غير ذلك..
يا أهل مارب، يا مشائخ مارب، انا أدعوكم عبر هذه المقابلة الى ان تسجلوا للتأريخ المواقف الكبيرة الوطنية والصادقة والمشرفة.. التاريخ اليوم يكتب ويوثق هذه المرحلة بحروف من نور فحذارِ ان يكتب التاريخ للاجيال ان مارب عرقلت الدولة اليمنية الحديثة وكبدت اليمن خسائر فادخة بسبب مثل هذه الاعمال التي لا يقرها لا شرع ولا عرف ولا عقل ولا هي من شيم العرب ووقفت في طريق الوفاق والتغيير.. على أهل مارب ان يبرهنوا للرأي العام انهم عكس ما يقال عنهم، مطلوب من قبائل مارب في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن ان يعلنوا لليمن من اقصاها الى اقصاها ان النفط والغاز والكهرباء في أمان وبحماية القبائل الماربية الأبية، ولن تمتد اليها أية يد عابثة.. يجب ان تصحح مارب الصورة الخطأ المرسومة في اذهان الناس التي رسمها النظام البائد بقصد التشويه ،انا ادعو قبائل مارب كلها ان تعلن بيانها التأريخي الموحد بأنها حارسة لتأريخ اليمن وثروتها وأنها بريئة من كل ما قيل عنها في السابق وما رسم عنها من كلام كاذب ومن تشويه متعمد وحاقد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.